سعيد الشيخ في مقاله:
لا أعتقد ان السيدة شعبان كانت حاضرة في المكان ورأت بأم عينيها كيف ان الفلسطيني يخرج من مخيمه ليحرق دكاكين المدينة ويهتف بحياة الفتنة
اتهام السيدة بثينة شعبان للفلسطينيين لن يكون الأخير.. ولكن لن يظل الفلسطيني الحائط الواطئ لأن يقفز عليه النظام العربي لتمرير وترحيل أزماته
اتهام الفلسطينيين بأحداث اللاذقية ليس سابقة اولى في علاقة الفلسطيني بالنظام العربي، فقد تعوّد الفلسطيني في لبنان على إتهامه في كل حادث او مشكلة أمنية تقع على الاراضي اللبنانية منذ سبعينيات القرن الماضي
دفع التهمة عن المواطن السوري وإلصاقها بالفلسطيني في احداث اللاذقية لن يغيّر حقيقة واقع الازمة التي يواجهها النظام السوري، مثله مثل كل النظام العربي الذي تعصف به رياح التغيير التي تبعثها احتجاجات الشعوب العربية التوّاقة للحرية ولإسترداد كرامتها المهدروة على يد جلاوزة هذه الانظمة الشمولية الطاغية. ولا أدري لماذا تغادر السيدة بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري وهي تتهم فلسطينيي "مخيم الرمل" بأنهم هم من أحرقوا المحلات في مدينة اللاذقية وراحوا يبثون الفتنة... الى هذا الحد ضاقت رؤية السيدة شعبان لمشهد الاحداث المتنقلة في المدن السورية دون ان تشمل المشهد بقراءة سياسية موضوعية.. وهي المشهود لها ككاتبة قومية تفوح من حبرها ألوية الممانعة بوجه القوى التي تريد النيل من وطننا العربي أو بوجه تيارات التسليم والتفريط بحقوقنا وحدودنا.
شعبان لم تكن في المكان
لا أعتقد ان السيدة شعبان كانت حاضرة في المكان ورأت بأم عينيها كيف ان الفلسطيني يخرج من مخيمه ليحرق دكاكين المدينة ويهتف بحياة الفتنة..ولكن المؤكد هو ان المستشارة إستقت معلوماتها من تقارير استخبارية. وما عاد خافيا على أحد الدور المهيمن بالرهبة لهذه الاجهزة في الحياة السورية. وهذه الاجهزة بتقاريرها المفبركة هي التي أقامت حواجز عالية بين فئات الشعب السوري وقياداته التي ما عادت تحس بنبض الشارع ومتطلباته... وعليه فأن السيدة شعبان وهي تقوم بأدائها الوظيفي الرسمي تكون قد سقطت في فخ الاجهزة التي أطلقت عنان اتهاماتها بتفجير أحداث اللاذقية كيفما شاء الغباء او شاء المخططون وهو ما ستكشفه الايام القادمة.
شغب اللاذقية
وفي هذا الصدد طالب أحمد جبريل المسؤول الفلسطيني المقيم بدمشق السلطات الرسمية السورية المزيد من الايضاحات حول صورة مشاركة فلسطينيين في الاحتجاجات، مؤكدا على عدم مشاركة أي فلسطيني، وقال: ان من نزل إلى اللاذقية وشاغب هم سكان سوريون لتجمع ملاصق لمخيم الرمل يقع الى الجنوب منه.
إتهام الفلسطيني
ان اتهام الفلسطينيين بأحداث اللاذقية ليس سابقة اولى في علاقة الفلسطيني بالنظام العربي، فقد تعوّد الفلسطيني في لبنان على إتهامه في كل حادث او مشكلة أمنية تقع على الاراضي اللبنانية منذ سبعينيات القرن الماضي، حتى بات الفلسطيني يتهكم على مأساته مع النظام اللبناني بقوله: "اذا امرأة لبنانية أسقطت جنينها في جونية فأن السبب هو الفلسطيني المقيم في مخيم عين الحلوة".
وفي هذه الحلقة ما زالت اتهامات حبيب العادلي الوزير السابق في عهد حسني مبارك بمصر ماثلة، عندما أتهم فلسطينيين من قطاع غزة في تفجيرات كنيسة القديسين بالاسكندرية ليلة رأس السنة الجارية. واتهامات اخرى في تفجيرات حدثت في سيناء وشرم الشيخ، التي اثبتت بعض التسريبات ان النظام نفسه كان وراءها لاهداف مافياوية وبلطجة ولفتن طائفية.
ان اتهام السيدة بثينة شعبان للفلسطينيين لن يكون الأخير.. ولكن لن يظل الفلسطيني الحائط الواطئ لأن يقفز عليه النظام العربي لتمرير وترحيل أزماته.