الإندبندنت تنشر خريطة كبيرة للمدن الليبية الساحلية وعليها علامات تشير إلى وقوع معظمها تحت سيطرة قوات المعارضة
رغم المساحة الواسعة التي تفردها الصحف البريطانية صباح الاثنين للشأن السوري، فإنها كافَّة تفرد صدر صفحاتها الأولى للتطورات المتسارعة للأوضاع في ليبيا، إذ تتناول القضية بالمزيد من التغطيات الميدانية المفصَّلة وبمقالات النقد والتحليل على الصفحات الداخلية. وتحت عنوان "الثوار الليبيون يقتربون من معاقل القذافي"، نطالع على الصفحة الأولى من صحيفة التايمز تحقيقا جاء فيه أن "القبضة الوحشية الصارمة" للعقيد القذافي على السلطة في بلاده أخذت الليلة الماضية تتراخى وتضعف. أمَّا عن الدليل على ذلك، فهو، برأي الصحيفة، استعادة قوات المعارضة مناطقة النفط الرئيسية في البلاد، واستغلالها للقصف الجوي الذي تشنه قوات الحلفاء الغربيين على قوات القذافي من أجل السيطرة على مدينة سرت، أحد معاقل القذافي الرئيسية.
ويقول تحقيق التايمز: "لقد تقدمت القوات المناهضة للقذافي باتجاه الغرب من مدينة بن جواد، والتي كانت مسرحا لهزيمتها المذلَّة قبل نحو أسبوعين، لتزحف باتجاه سرت التي تُعتبر بوابة لغربي البلاد، وللعاصمة طرابلس نفسها". وعلى كامل صفحتها الأولى، تنشر الإندبندنت خريطة كبيرة للمدن الليبية الساحلية وعليها علامات تشير إلى وقوع معظمها تحت سيطرة قوات المعارضة، وفي الخلفية تظهر صورة لمقاتلين مناوئين للقذافي وقد رفعا شارة النصر ابتهاجا بما حققته قوات المعارضة من نتائج على الأرض ضد خصومها. أمَّا العنوان، فيقول: "إلى الأمام، إلى طرابلس". وعنوان فرعي يقول: "قوات القذافي تتلاشى، وعين الثوار الآن على العاصمة الليبية".
سيطرة قوات القذافي
وعلى الصفحة الأولى من الفايننشال تايمز، تطالعنا صورة لثوار ليبيين يحتفلون أمام أحد الفنادق في مدينة راس لانوف "المحرَّرة" من سيطرة قوات القذافي. وفي الداخل نقرأ تحقيقا لمراسلي الصحيفة، ويليام ووليز وكاترينا مانسون، بعنوان "القذافي يطلب المساعدة من أفريقيا". وفي العنوان الفرعي نقرأ: "الزعيم الليبي يفوز بمساعدة محدودة فقط في ساعة الضيق". وفي التفاصيل نقرأ عن الحملة التي أطلقها القذافي مؤخرا طلبا للعون الدبلوماسي والعسكري من الدول الواقعة جنوب الصحراء الأفريقية، والتي لم تسعفه بسوى مساعدة بسيطة لا تكاد تُذكر.
صحيفة الغارديان تمزج ما بين نتائج المساعي التي يقوم بها أصدقاء القذافي الأتراك لإيجاد مخرج دبلوماسي للأزمة الليبية في وقتها الحرج، وبين التقدم الكبير الذي تحققه قوات الثوار على الأرض.
فتحت عنوان "تركيا تتقدم بعرض وساطة للتوصل لوقف لإطلاق النار في ليبيا مع تقدم الثوار"، تنشر الصحيفة تحقيقها الرئيسي على صدر صفحتها الأولى، والذي جاء فيه أن رئيس الوزراء التركي، رجب طيِّب أردوغان، ألمح إلى أن بلاده جاهزة للعمل كوسيط للمساعدة بوضع نهاية للأزمة. وتنقل الصحيفة عن أردوغان تحذيره أن من شأن الفشل بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار في ليبيا أن يدخل البلاد في نفق مظلم قد يحيلها إلى "عراقٍ ثانٍ".