د. اسبانيولي: سنطرح الكتاب على وزارة التربية والتعليم لكن لن ننتظر موافقتهم لتعريف أبنائنا بتاريخهم وثقافتهم
جرايسي: أحيي لجنة متابعة قضايا التعليم العربي على عملها الدؤوب في التصدي لسياسة التجهيل وطمس الهوية
زيدان: من المهم تعزيز الهوية الوطنية لدى شبابنا وأدعو الإعلام لإنجاح إضراب يوم الأرض بعد غد الأربعاء
عنبتاوي: مبادرة تربوية هامة تتحدى التشريعات الفاشية لا سيما "قانون النكبة" الذي أقرّ الأسبوع الفائت
زعاترة: الكتاب يشمل ست محطات تاريخية و15 علمًا ثقافيًا و40 مسارًا تعليميًا وسيتم توزيعه بثلاثة آلاف نسخة
على شرف الذكرى الخامسة والثلاثين ليوم الأرض الخالد، عقدت لجنة متابعة قضايا التعليم العربي يوم الاثنين 28.3.2011 مؤتمرًا صحفيًا خاصًا بمناسبة صدور كتاب "الهوية"، بمشاركة رئيسة اللجنة د. هالة اسبانيولي، ورئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية رئيس بلدية الناصرة المهندس رامز جرايسي، ورئيس لجنة المتابعة العليا لشؤون الجماهير العربية محمد زيدان، ومحرّر الكتاب الصحفي رجا زعاترة.
وافتتح المؤتمر الصحفي وأداره مدير مكتب اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية عبد عنبتاوي، مثنيًا على هذه المبادرة التربوية الهامة التي تتحدى سياسة طمس هوية الجماهير العربية والتشريعات الفاشية، لا سيما "قانون النكبة" الذي أقرّه الكنيست الإسرائيلي الأسبوع الفائت.
تغييب الهوية الفلسطينية
وتحدثت د. اسبانيولي عن مشروع التربية للهوية الذي يأتي هذا الإصدار ضمنه، والذي باشرته لجنة متابعة قضايا التعليم العربي عام 1997، مشيرة إلى تغييب الرواية الفلسطينية والثقافة الفلسطينية والأدب الفلسطيني عن أهداف التعليم والمناهج الرسمية. وقالت إنّ لجنة المتابعة ستطرح هذا الكتاب على وزارة التربية والتعليم للمطالبة بتبنيه وتطويره كوحدة تعليمية رسمية بالتعاون مع المجلس التربوي العربي، وأضافت: "لكن يجب ألا ننتظر موافقة الوزارة بل أن نبادر إلى تعريف بناتنا وأبنائنا بتاريخهم وثقافتهم ومعالم وطنهم".
ثم استعرض زعاترة الكتاب المؤلف من ثلاثة أبواب: باب الأحداث التاريخية الذي يشمل سردًا عن النكبة، والحكم العسكري، ومعركة الهويات الحمراء، ومجزرة كفرقاسم، ويوم الأرض الخالد، ويوم القدس والأقصى؛ وباب الأعلام الثقافية الذي يشمل تعريفات ونصوصًا لكل من: محمود درويش، إدوارد سعيد، إميل حبيبي، فدوى طوقان، توفيق زياد، راشد حسين، أكرم زعيتر، إميل توما، نجيب نصار، إسعاف النشاشيبي، إبراهيم الشنطي، واصف جوهرية، مي زيادة، خليل السكاكيني، وعبد الرحيم محمود.
أما باب المسارات التعليمية الذي يشكل اقتراحات للرحلات إلى كل من: منابع نهر الأردن، الجليل الغربي- وادي كركرة، كتلة الجرمق، الجليل الأسفل الغربي، منطقة الكرمل، مدينة الناصرة، الجليل الأسفل الشرقي، ساحل الكرمل، مدينة عكا، المثلث الشمالي، المثلث الجنوبي، جبال فقوعة، منطقة عين جدي، القرى المهجرة في ساحل الكرمل، منطقة بئر السبع، النقب الأوسط، إيلات، البحر الميت. هذا إلى جانب المسارات الموضوعية: خانات على الطرق التجارية القديمة، في أعقاب ظاهر العمر الزيداني، الاثار الصليبيّة في الجليل، ظواهر بركانية، في أعقاب المسيح، القدس الإسلاميّة، القدس المسيحيّة، النباتات المائية، قرى مهجّرة (في الجليل: البروة/ كويكات/ عمقا/ الغابسيّة/ الكابري/ البصة؛ في الحولة: يردا/ الحسينية/ الخالصة/ الخصاص؛ في الرّيف التلالي: عجّور/ زكريا/ بيت جبرين / بيت نائيف)، الآثار البيزنطية في الجليل الغربي، بيسان كمدينة أثرية، حيفا كمدينة متنوعة الحضارات، وديان العوجا (اليركون) والمقطع (الكيشون)، مطلاّت الجليل (الجرمق/ حيدر/ جبل سيخ/ الكّمانة / إدمث / جبل طرعان)، حطين كنموذج لمعركة حاسمة، معارك باب الواد (القسطل ودير ياسين)، ظواهر كارستية (مغارة الشيخ وهيب ومغارة كسرى وعيون جعثون).
مركّبات الهوية ومضامينها
وأشاد جرايسي في كلمته بلجنة متابعة قضايا التعليم العربي على عملها المتواصل ونشاطها الدؤوب في مجال التربية للقيم والتصدي لسياسة طمس الهوية، لافتًا أيضًا إلى تأسيس المجلس التربوي العربي كقفزة نوعية في مجال وضع سياسات تربوية بديلة للجماهير العربية الفلسطينية في إسرائيل كأقلية قومية أصلية. وأضاف إنه قبل ثلاثين أو أربعين عامًا كان مجرّد قول "أنا فلسطيني/ة" يعرّض صاحبه لملاحقة جهاز "الشاباك"، أما اليوم فالسؤال هو مركّبات هذه الهوية وديناميكيتها ومضمونها التاريخي والثقافي والوجودي.
وأكد زيدان في معرض حديثه على أهمية تعزيز الهوية القومية والوطنية لدى الأجيال العربية الشابة وتوعيتها لقضاياها القومية واليومية، مشيرًا إلى تزامن إصدار الكتاب مع ذكرى يوم الأرض الخالد كمحطة تاريخية في مسيرة الجماهير العربية. ودعا زيدان الصحفيين ووسائل الإعلام إلى تكثيف الجهود الإعلامية والتثقيفية لإنجاح إضراب يوم الأرض، يوم الأربعاء 30.3.2011.
سياسة تشويه الهوية
وقدم رئيس المجلس التربوي العربي البروفيسور محمد أمارة مداخلة قصيرة أشاد فيها بهذا الإصدار، لافتًا إلى تقاطع الهوية مع مناهج اللغة العربية والتاريخ والمدنيات والجغرافيا وحتى اللغة العبرية والإنجليزية. وأضاف أنّ سياسة المؤسسة الحاكمة هي خلق هوية مشوّهة هجينة، مؤكدًا أنّ المجلس التربوي سيولي جهدًا ويرصد موارد لتطوير الموضوع في المستقبل.
يذكر أنّ الكتاب صدر في 88 صفحة من القطع المتوسط، وقد تبرّع الفنان وائل واكيم بتصميمه. وسيتم توزيع آلاف النسخ منه على المدارس الثانوية العربية والسلطات المحلية والمكتبات العامة ومختلف الجهات ذات الصلة.
هذا، وتتوافر نسخة إلكترونية من الكتاب على موقع لجنة متابعة قضايا التعليم العربي.