الرئيس السوري بشار الأسد:
أعداؤنا يعملون كل يوم بشكل منظم وعلمي من أجل ضرب استقرار سورية
مدبرو المؤامرة خلطوا بين ثلاثة عناصر الفتنة والاصلاح والحاجات اليومية ومعظم الشعب السوري لديه حاجات لم تلب
سوريا تتعرض لمؤامرة كبيرة تمتد خيوطها بين دول قريبة وبعيدة وبعض الداخل. الأعداء مزجوا بين الفتتنة والإصلاح والحاجات اليومية للمواطنين
أهل درعا أهل الوطنية الصادقة وأهل النخوة والشهامة والكرامة وسيقومون بتطويق القلة القليلة التي أحدثت الفتنة التي أرادت تقويض الوحدة واللحمة الوطنية
قال مقيمون ان مئات الاشخاص تظاهروا في مدينة اللاذقية الاربعاء مرددين "الحرية" بعد ان هون الرئيس السوري بشار الاسد في خطاب من شأن الاحتجاجات على حكمه، فيما سمعت طلقات نارية في احد احياء جنوب المدينة على ما افاد الصحافي عصام خوري مدير مركز التطوير البيئي والاجتماعي في اتصال هاتفي اجرته معه فرانس برس.
مباشر عن قناة الجزيرة
* ناقشوا هذا الخبر على صفحة موقع العرب على الفيس بوك
وسمع اطلاق النار بعيد القاء الرئيس بشار الاسد خطابا اعلن فيه ان سوريا تتعرض ل"مؤامرة" من دون ان يعلن مباشرة عن اي اصلاحات، وفي وقت تشهد سوريا حركة احتجاجية غير مسبوقة انطلقت في 15 اذار/مارس، وقال عصام خوري "سمع دوي طلقات نارية في حي الصليبة (جنوب اللاذقية) لكنه لم يكن من الممكن معرفة تفاصيل" اضافية، وكان 300 محتج نفذوا في وقت سابق اعتصاما رافعين لافتة تطالب ب"السلام والحرية"، وقال شهود ان الجيش كان على مقربة من المكان ولم يتدخل، وافاد بعض السكان ان سيارة مرت على مقربة من التجمع وفتحت النار عليه، لكنه لم يكن من الممكن تاكيد هذا الخبر.
واشنطن: بشار الأسد على مفترق طرق وعليه أن يجري إصلاحات فورية ليتفادى الثورة
اعتبرت الولايات المتحدة، أمس الثلاثاء، أن بشار الأسد "على مفترق طرق" وعليه ان يجري إصلاحات عميقة، وذلك عشية الخطاب المتوقع ان يلقيه الرئيس السوري اليوم الاربعاء، وقال مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية "نعتقد ان الرئيس الاسد على مفترق طرق. انه يؤكد منذ اكثر من عقد انه اصلاحي لكنه لم يحقق تقدما مهما فيما يتعلق بالاصلاحات السياسية".
واضاف "ندعوه بالحاح الى الاستجابة لمطالب وتطلعات الشعب السوري"، وينتظر ان يلقي الرئيس السوري صباح الاربعاء كلمة هي الاولى له منذ بدء موجة التظاهرات غير المسبوقة التي تشهدها بلاده، من المتوقع ان يتطرق فيها الى برنامج الاصلاح الذي وعدت به القيادة السورية لتهدئة الاحتجاجات.
بدأ الرئيس السوري بشار الأسد الآن خطابه امام مجلس النواب السوري، حول الظروف التي تمر بها سوريا، مشيراً إلى أن البلاد "تمر بامتحان يتكرر كل حين بفعل المؤامرات". واستهل الأسد كلمته بالتعبير عن شعوره "بالحزن والأسف" على ضحايا الأحداث الأخيرة، مؤكداً أنه لا يخفى على أحد التحولات الكبرى التي تجري في المنطقة منذ أشهر، وستترك أثرها على كل الدول، ومن ضمنها سوريا. وما حصل يعزز وجهة النظر السورية لأنه يعبر عن الإجماع الشعبي". وتابع "سوريا تتعرض لمؤامرة كبيرة تمتد خيوطها بين دول قريبة وبعيدة وبعض الداخل. الأعداء مزجوا بين الفتتنة والإصلاح والحاجات اليومية للمواطنين".
البوصلة بالنسبة لنا هو المواطن
وتحدث الأسد في خطابه عما أسماه بمحاولة إثارة فتنة لتطغى على الإصلاح وتلبية الحاجات اليومية. وأضاف أن سورية " تتعرض اليوم لمؤامرة كبيرة تعتمد في توقيتها وشكلها على ما يحصل في الدول العربية". واعتبر أن "مدبري المؤامرة خلطوا بين ثلاثة عناصر الفتنة والاصلاح والحاجات اليومية", معترفا بان "معظم الشعب السوري لديه حاجات لم تلب". وقال الأسد إنه بالنسبة للسياسة الداخلية "البوصلة بالنسبة لنا هو المواطن"، مؤكدا أن سورية تعيش حالة وحدة وطنية غير مسبوقة. واعتبر أنه تم التغرير ببعض الأشخاص الذين خرجوا في المظاهرات الأخيرة. وقال أيضا "أعداؤنا يعملون كل يوم بشكل منظم وعلمي من أجل ضرب استقرار سورية".
الرئيس الأسد: درعا في قلب كل مواطن سوري والضحايا هم إخوتنا
قال الرئيس بشار الاسد يوم الاربعاء ان "محافظة درعا هي في قلب كل مواطن سوري", مضيفا ان "اهل درعا لا يتحملون مسؤولية ما يحصل, لكنهم يحملونها في محاولة وأد الفتنة". واضاف الرئيس الاسد, في كلمة له في مجلس الشعب, أن "أهل درعا أهل الوطنية الصادقة وأهل النخوة والشهامة والكرامة وسيقومون بتطويق القلة القليلة التي أحدثت الفتنة التي أرادت تقويض الوحدة واللحمة الوطنية".
وتابع الرئيس بشار الأسد ان "الدماء التي نزفت هي دماء سورية وكلنا معنيون فيها, الضحايا إخوتنا وأهلهم هم اهلنا".
وفي نفس السياق, قال الرئيس الاسد ان "الحفاظ على الدور السوري يدفع إلى مزيد من التأمر على سورية". وأضاف الرئيس الاسدان "الشعب أتحدث فيكم في لحظة استثنائية تبدو الإحداث والتطورات كامتحان لوحدتنا".
وتابع الرئيس الاسد "اعرف ان كلمتي كان ينتظرها الشعب السوري الاسبوع الماضي وتأخرت فيها عن عمد حتى تكتمل الصورة". واوضح الرئيس الأسد ان "التحولات الكبرى التي تعيشها المنطقة هي تحولات هامة وستترك تداعياتها على كل المنطقة ومن بينها سورية", لافتا الى ان "هذه التحولات ستؤدي الى تغيير مسار القضية الفلسطينية التي سارت عليها منذ 3 عقود من مسار التنازلات الى مسار التمسك بالحقوق".
اسبوعان من المواجهات
يأتي ذلك عقب أسبوعين من الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالديمقراطية في سورية والتي قتل فيها أكثر من ستين شخصاً، وكان أشدها في مدينة درعا. ويجري العمل بحالة الطوارئ منذ العام 1963، لدى استيلاء حزب البعث الحاكم على السلطة، ويمنح قانون الطوارئ قوات الأمن صلاحيات واسعة للاعتقال والاحتجاز. وكان الرئيس السوري بشار الاسد قد وافق الثلاثاء على استقالة حكومة رئيس الوزراء محمود ناجي عطري، وكلفها بتسيير الأعمال لحين تشكيل حكومة جديدة. يذكر أن عطري شكل حكومته عام 2003، وأجرى تعديلا عليها عام 2009. وينظر البعض إلى استقالة الحكومة على أنه مجرد إجراء تجميلي لأن سلطاتها في البلاد محدودة حيث تتركز معظم السلطة في أيدي الأسد وبعض أفراد أسرته وجهاز أمنه.
الشعب يريد بشار الأسد
وكانت قد خرجت الثلاثاء مسيرات في العاصمة دمشق ومدن كبيرة أخرى شارك فيها الآلاف تأييدا للرئيس بشار الأسد الذي واجه أشد أزمة محلية لحكمة منذ تولى منصب الرئاسة في سوريا خلفا لوالده حافظ الأسد الذي توفي عام 2000. وتوجهت مسيرات العاصمة الى وسطها حيث ردد المشاركون فيها شعار "الشعب يريد بشار الأسد". وقال أحد المشاركين في المظاهرة لوكالة الأنباء الفرنسية "نحن هنا لإحباط المؤامرة التي تستهدف الوحدة السورية".
وقد شهدت سورية أعمال احتجاج منذ منتصف شهر مارس/ آذار تطالب بالحريات والإصلاحات السياسية، مما وضع الرئيس السوري تحت ضغوط غير مسبوقة. وكانت السلطات السورية قد أعلنت قبل أيام عزمها إلغاء حالة الطوارئ، ولكن محللين يقولون انه من المبكر التكهن بماهية الخطوات العملية التي ستتخذها السلطات. كما أعلنت أيضا عزمها سن قوانين لتحرير الإعلام ونشاط الأحزاب السياسية إضافة إلى عدد من إجراءات مكافحة الفساد.
الولايات المتحدة: الأسد على مفترق طرق
اعتبرت الولايات المتحدة الثلاثاء أن الرئيس السوري بشار الأسد "على مفترق طرق" وعليه أن يجري اصلاحات عميقة، وذلك عشية الخطاب المتوقع أن يلقيه الرئيس السوري الأربعاء. وقال مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية "نعتقد أن الرئيس الأسد على مفترق طرق. إنه يؤكد منذ أكثر من عقد أنه إصلاحي لكنه لم يحقق تقدما مهما فيما يتعلق بالإصلاحات السياسية." وأضاف "ندعوه بإلحاح إلى الإستجابة لمطالب وتطلعات الشعب السوري".