أمي يا أمي سنعودُ
سنعودُ الى أرض الأجدادْ،
أمي يا أمي سنعيشُ
لنصلي في بيت الأمجادْ
ولدي يا ولدي أين؟ وأين!
الى حيث صلبوكَ
الى حيث رجمكَ
الجلاد....
أمي يا أمي
الأرض من تحتنا ثارت
وجاشتْ كالبركانْ
والعصافير نادتْ
الموتُ يقرعُ الأبواب
ليمحونا من ذاكرةِ
النسيان ...
أمي يا أمي
فلسطينٌ صارتْ
عروساً من وردٍ
حكايةً من بيلسانْ
عليها نقشنا بالدماءِ
أسطورةً أولى بالحبِ
لُونت بريشةِ الفنانْ
وعلى أفواه أبنائها
كتبنا حانَ اليومَ
حانْ
الوثوبُ من جوفِ
الأرضِ
الى حيثُ المكان
يصيرُ لنا،
لنا المكان...
أمي يا أمي سنعودُ
الى أرضِ الميعادْ
أمي يا أمي سنعودُ
نحن يا أمي العبّادْ
ولدي يا ولدي أين؟
حيثُ رحلت ورحلتْ،
وهل بعد الرحيل عدتْ؟
وهل بعد الموتِ حياة؟
هنا طفلاً رضيعْ هوى
هوى أرضاً
كحبةِ خردلٍ من فمِ
الغزلانْ،
يا ولدي يا ولدي
الموتُ علينا حقٌ
بانْ
والحياةُ عصفٌ وريحانْ
والعيشُ من أجل الخبزِ
ورشفةِ زيتٍ وزيتون
أصبحَ أمراً حتمياً
مفروضاً واعلانْ ...
لم يحنْ الموتُ يا ولدي
لا!
لم يحنْ ...
ولا قرعُ المتاريسِ بالسيوفِ
لا!
لم يحنْ
لم يحنُ اجلاؤنا عن أرضِ
كنعانْ
ولا رحيلنا الى حيثُ
الجنانْ
لا ولا ....
فالمطرُ الداكنُ ما زالَ
يروينا من بعدِ العطش
والعشبُ الأخضرُ
يطربنا بالألحانْ
والزيتُ الأصفرُ
من حبّ الزيتونِ
ينهالُ ، ينهالْ
والعصافيرُ تغردُ
صباحاً
مع رغيفِ الخبزِ
وقهوةِ قحطانْ
وفي الفجرِ ينادي
المؤذنُ
الله أكبر
الله أكبر
سبحان رب كل معبود
سبحانْ ...
على رسلك يا ولدي
فهنا حفرنا بالمنقوشِ
لنزرعَ بذرةَ القمحِ
وهنا رسختْ أوتاد
الأجداد
وهنا ذقنا التينَ
مراتٌ ومرات
وهنا مرغنا وجوهنا
بالتراب
وهنا صلينا وقرأنا
ما في الكتاب
وهنا وهناك
عاشَ أحمد ومحمود
وعمرانْ
وهنا وهناكَ
عاشت سلمى وليلى
ونورانْ
وفي قلوب الملاينِ
عاشت فلسطين
ارضٌ تزدان...