شاكر فريد:
المحافل السياسية الحاكمة في اسرائيل تعي وتدرك تماماً ان تعزيز الانقسام والانشقاق في الساحة الفلسطينية هو لمصلحتها
استمرار السياسة العدوانية الاسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني لن يكون بأي حال من الاحوال لصالحها على المدى البعيد والمستقبل المنظور
في الآونة الأخيرة صعدّت المؤسسة الاحتلالية الاسرائيلية من هجماتها العسكرية على قطاع غزة ، رداً على مواصلة اطلاق الصواريخ على البلدات الاسرائيلية في الجنوب، المتأخمة والمحاذية للحدود مع القطاع
وقامت بشن غارات واسعة النطاق على المخيمات والمحافظات والبلدات الفلسطينية، جرحت خلالها العشرات من المواطنين العزل ، واغتالت ثلاثة من كتائب القسام
التصعيد العسكري
وهذا التصعيد العسكري هو مقدمة لشن هجوم وعدوان جديد على قطاع غزة تقوم به اسرائيل ، مستغلة انشغال العالم العربي بترتيب اوراقه من جديد، في ظل الانتفاضات الشعبية الرامية للتغيير والاصلاح الجذري الديمقراطي الشامل
ولا يختلف عاقلان ان التصعيد العسكري الاسرائلي ضد غزة يستهدف اولاً ضرب المقاومة واحباط زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لغزة بهدف تحقيق المصالحة الوطنية وتشكيل حكومة وحدة وطنية ، وكذلك منع وعرقلة اقامة الدولة الفلسطينية المزمع الاعلان عنها في اروقة الامم المتحدة في الصيف القادم
اضافة الى تكريس التشرذم السياسي وتقوية الانقسام الجغرافي بين شقي الوطن الفلسطيني ، عدا عن استشفاف الموقف المصري الجديد بعد الاطاحة بالرئيس المصري حسني مبارك
المحافل السياسية
ان المحافل السياسية الحاكمة في اسرائيل تعي وتدرك تماماً ان تعزيز الانقسام والانشقاق في الساحة الفلسطينية هو لمصلحتها ويخدم اهدافها السياسية والعسكرية ، وان اعادة اللحمة الوطنية الى سابق عهدها من شأنه اعادة القضية الى صدارة الأحداث والاجندة الدولية ، بدعم من الموقف المصري المتغير لصالح القضايا القومية والمصيرية العربية
السياسة العدوانية
ان استمرار السياسة العدوانية الاسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني لن يكون بأي حال من الاحوال لصالحها على المدى البعيد والمستقبل المنظور ، ولذلك على الاوساط الحاكمة الكف عن هذه السياسة ، التي من شأنها زيادة التوتر العسكري والعنف الدموي في المنطقة واراقة المزيد من الدماء الفلسطينية والاسرائيلية ، والجنوح الى طريق السلام العادل ، على أساس الاعتراف بالحق الفلسطيني المشروع ، وتصفية الاستيطان وتفكيك المستوطنات، وانهاء الاحتلال للمناطق الفلسطينية واقامة الدولة المستقلة للشعب الفلسطيني في حدود الرابع من حزيران العام 1967
وازاء التصعيد العسكري الاسرائيلي ، فان المطلوب فلسطينياً في هذه المرحلة ،هو بذل أقصى الجهود لتحقيق المصالحة الوطنية واعادة اللحمة الوطنية للصف الوطني الفلسطيني ، لان هذه اللحمة هي السلاح البتار والفعال للوقوف في وجه العدوان والتحديات ،التي تعصف بمستقبل شعبنا الفلسطيني في جميع اماكن تواجده