مسرب الوثائق الفلسطينية: الأنظمة العربية المدعومة تضمن أمن إسرائيل

كلايتون سويشر:
الأنظمة العربية هي "حكومات من ورق مدعومة من الغرب وتضمن الأمن الذي يتمتع به الإسرائيليون
عريقات تراجع لاحقا عن اتهامه بأنه عميل أمريكي وأنه ابلغه بمدى تمتعه من قراءة كتاب سويشر الأول حول محادثات كامب ديفيد
لو توفرت للجمهور العربي اليوم إمكانية التصويت على تأييد سلام مع إسرائيل أو الاتحاد كعرب والتعهد بتحرير فلسطين التاريخية، فإني واثق من أنهم كانوا سيختارون الإمكانية الثانية
اتهم مسرب (الوثائق الفلسطينية) من دائرة المفاوضات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية برئاسة صائب عريقات ومدير "وحدة الشفافية" في قناة الجزيرة القطرية الأمريكي كلايتون سويشر الأنظمة العربية المدعومة من الغرب بضمان الأمن الذي تتمتع به إسرائيل. وقال سويشر في مقابلة نشرتها صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية الأحد إنه "لو توفرت للجمهور العربي اليوم إمكانية التصويت على تأييد سلام مع إسرائيل أو الاتحاد كعرب والتعهد بتحرير فلسطين التاريخية، فإني واثق من أنهم كانوا سيختارون الإمكانية الثانية".
د. صائب عريقات
وأردف أن الأنظمة العربية هي "حكومات من ورق مدعومة من الغرب وتضمن الأمن الذي يتمتع به الإسرائيليون، لكن الوضع يتغير والمؤسسة الأمنية الإسرائيلية تعرف أنني محق".
وأضاف "لهذا السبب يكتب أشخاص مثل (رئيسة حزب كديما والمعارضة الإسرائيلية تسيبي) ليفني في (الصحيفة الأمريكية) واشنطن بوست أن على الأنظمة الديمقراطية العربية الجديدة أن توقع على "الكود الأخلاقي" الديمقراطي، أي التعهد بأنهم سيحبون إسرائيل ويتوقفون عن معارضة الاحتلال، وأنا ببساطة لا أرى هذا الأمر يحدث".
إدانة الإستيطان
وبدأ سويشر حياته كجندي في مشاة البحرية وبعد ذلك أصبح عميلاً خاصاً للاستخبارات الأمريكية وبعد ذلك أصبح كاتبا ليكشف الدور الأمريكي في فشل محادثات كامب ديفيد بين إسرائيل والفلسطينيين في العام 2000 وهو يعمل اليوم كمراسل لقناة الجزيرة الدولية الناطقة بالانكليزية. وفي أعقاب بث الجزيرة سلسلة حلقات حول (الوثائق الفلسطينية) قال عريقات إن سويشر عميل لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي ايه) وأنه تلقى مهمة هدفها المس بشرعية السلطة الفلسطينية عشية التصويت في مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار فلسطيني بإدانة الاستيطان، الذي لم يتبناه المجلس بسبب الفيتو الأميركي ورغم تأييد باقي الدول الأعضاء في مجلس الأمن.
وقال سويشر إن عريقات تراجع لاحقا عن اتهامه بأنه عميل أمريكي وأنه ابلغه بمدى تمتعه من قراءة كتاب سويشر الأول حول محادثات كامب ديفيد "لكني أعتقد أن عريقات أخطأ عندما اعتقد في أعقاب كتابي الأول بأني بين محبي السلطة الفلسطينية".
وأضاف أن ردود عريقات على ما بثته الجزيرة حول الوثائق الفلسطينية "لم تتطرق إلى السؤال الذي طرحه الكثيرون وهو إلى أي حد ألحقت ضررا باستقرار وجهود السلطة الفلسطينية؟ وخصوصا عندما اتخذوا قرارات بمحاربة فلسطينيين آخرين من أجل إرضاء إسرائيل والغرب".
استقالة عريقات من منصبه
ويذكر أن عريقات أعلن في أعقاب كشف الجزيرة عن الوثائق عن استقالته من منصبه كرئيس لدائرة المفاوضات لكن سويشر قال إن "المصادر قالت لي إنه لم يذهب إلى أي مكان وأن (الرئيس الفلسطيني محمود) عباس لم يقبل استقالته".
ورأى سويشر أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما:" كررت أخطاء كثيرة بدءا من دعم السياسيين الذين لا يتمتعون بشعبية في السلطة الفلسطينية وحتى مواصلة نهج بناء دولة بوليسية في الضفة الغربية".
وأضاف إن "الولايات المتحدة مستمرة في رهن قيمها الديمقراطية وتلك التي تتعلق بالحرية في خارج البلاد باسم السياسة الأمريكية الداخلية". وتابع إن "تعيين أشخاص من فترة (ولاية الرئيس الأمريكي الأسبق بيل) كلينتون الذين حصلوا على مصادقة اللوبي اليهودي، مثل وسيط الظلال لعملية السلام دنيس روس والنائبة السابقة لميتشل (المبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل) ميرا رودمان، ثبت هو الأخر أنه كارثة، لكن في واشنطن لا توجد انعكاسات للأخطاء المتعلقة بالشرق الأوسط".
ووفقا لسويشر فإن "أحد المفاوضين الفلسطينيين قال لي إن نزاهة إدارة أوباما تجاه الفلسطينيين مطابقة للتعامل مع السلطة في فترة (ولاية الرئيس الأمريكي السابق جورج) بوش، باستثناء أنه خلال حكم الحزب الجمهوري كانوا يعرفون من يواجهون" إذ أن إدارة بوش كانت منحازة بالكامل لإسرائيل وبصورة علنية.
انتحار اقتصادي
وقال سويشر إنه "لأمر جنوني أن اقرأ أن أبو مازن (عباس) يدعو (رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل) شارون بأنه صديق جيد في العام 2005 أو أن يقول (رئيس طاقم المفاوضات الفلسطيني السابق) أحمد قريع لليفني إنه كان سيصوت لصالحها أو اقتراب عريقات من حزب كديما وأمله بتنحي (رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين) نتنياهو".
وأضاف سويشر إنه "إذا اعتقد عباس وعريقات أنهما ممثلان شرعيان للشعب الفلسطيني فإنه ينبغي عليهما أن يأخذا ثقتهما هذه إلى مخيمات اللاجئين ليتحققا من مدى تقبل أفكارهما هناك، لكن لماذا يتعين عليهما أن يطلعا جمهورهما إذا لم يكونا ملتزمين بتقديم حساب له؟".
وتابع إن "عدنان أبو عودة، الذي كان رئيس المخابرات الأردنية في فترة الملك حسين، قال لي مرة أنه يجب التفكير بالسلطة الفلسطينية على أنها صندوق تقاعد وعباس رئيسه والإسرائيليين في مجلس إدارته ويمنحون راتب التقاعد للعاملين في السلطة الفلسطينية لقاء سلوك حسن وفيما الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي يمولون ذلك".
وأردف أنه: "عندما نفكر بهذا على هذا النحو سندرك لماذا سيعتبر الخروج من العملية التي بدأت في أوسلو انتحارا اقتصاديا بالنسبة لموظفي السلطة الفلسطينية".
الموافقة على هدنة !
وفي رده على سؤال ما هو سبب اعتقاده بأن حركة حماس هي البديل قال سويشر إن "حماس كانت مستعدة للموافقة على هدنة لأمد طويل وحدود العام 1967، وهذا يظهر مما كتبوه هم أو من تقارير الإدارة الأمريكية حول ذلك في ويكيليكس".
وأضاف إن "على الناتو (حلف شمال الأطلسي) أن يأخذ زمام الأمور وإنشاء منطقة عازلة في الضفة الغربية إلى حين تتراجع جميع المستوطنات إلى حدود العام 1967".
وتابع أنه "في العام 2004 طرحت هذا الأمر أمام دنيس روس وقال لي "لماذا نفعل ذلك؟ فهذا سيكون تعويضا للفلسطينيين على العنف". وشدد سويشر على أن "الوسطاء الأمريكيين يعتقدون أن العرب أغبياء ويجب أن تكون هناك عملية سلام كاذبة "لكي لا يكرهوننا"، وهم لا يدركون أن الجماهير ترى الحقيقة، وهؤلاء الذين يعتقدون بأنه يجب الاستمرار في نموذج الأعمال الاعتيادي، ألم يروا الشعارات حول غزة في ميدان التحرير (بالقاهرة)؟". وأكد أنه "حتى إذا كانت تل أبيب وواشنطن يسيطر عليهما التوجس من إيران فإنه بالنسبة للعرب فان مصير القدس ما زال لب القضية".