معظم الإسرائيليين يرون في انفجار الاحتجاجات الشعبية عبر الشرق الأوسط شتاء مظلما كئيبا

ما يضع إسرائيل في خانة أخرى مختلفة عن الغير ليس القلق حول المستقبل فحسب بل وتفسيرها للحاضر

المسؤولون والمحللون يقرون بأن الاضطرابات السياسية الحالية هي مساع لإزاحة أنظمة حكم طاغية ديكتاتورية

المسؤولون يدركون جيدا أن إسرائيل تظل هدفا سياسيا واضحا في المنطقة، وهذا يعني أن أي إعلان علني لتأييد أي جماعة أو نظام سيرتد في شبه يقين إلى نحرها

تحت عنوان "الربيع العربي برد قارس على الإسرائيليين" يقول توبياس باك في تقرير لصحيفة الفاينانشيال تايمز إن معظم الإسرائيليين يرون في انفجار الاحتجاجات الشعبية عبر الشرق الأوسط شتاء مظلما كئيبا. وينقل توبياس تفسير شلومو أفنيري أستاذ العلوم السياسية والمدير السابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية "لو كنت تقيم في أوروبا وترى الفوضى تضرب مصر فهذا أمر سيء جدا بالنسبة لك، لكن هنا فالأمر ليس شديد السوء فحسب بل ويغير حياتك. فقد عشنا 30 سنة من السلام مع مصر، والآن لا ندري".

القوى الأصولية للإسلام السياسي
ويستطرد الكاتب فيقول "إن ما يضع إسرائيل في خانة أخرى مختلفة عن الغير ليس القلق حول المستقبل فحسب بل وتفسيرها للحاضر، فالمسؤولون والمحللون يقرون بأن الاضطرابات السياسية الحالية هي مساع لإزاحة أنظمة حكم طاغية ديكتاتورية، غير ان كثيرين يجادلون بأنه لا بد من النظر إلى كثير من الاضطرابات من منظور الصراع الأوسع بين المعتدلين والحكام المؤيدين للغرب من ناحية وبين القوى "الأصولية" للإسلام السياسي من ناحية أخرى".

خطر يهدد الدولة اليهودية
ويخشى المسؤولون الإسرائيليون من استغلال الجماعات المعادية لإسرائيل مثل "الإخوان المسلمون" من أي انفتاح ديمقراطي وخاصة في مصر، ويخشون من استخدام إيران ـ التي لا تزال تعتبر من قبل الإسرائيليين أكبر خطر يهدد الدولة اليهودية ـ لهذه الاضطرابات لترسيخ موقعها في المنطقة". ويقول الكاتب إن من أشد مصادر القلق لدى الإسرائيليين هي الإدراك بأنه ليس بوسعها ما تفعله للتأثير على الأوضاع الحالية. ويفسر ذلك بالقول "إن المسؤولين يدركون جيدا أن إسرائيل تظل هدفا سياسيا واضحا في المنطقة، وهذا يعني أن أي إعلان علني لتأييد أي جماعة أو نظام سيرتد في شبه يقين إلى نحرها".