الأسير المحرر حسام خليل يقوم بعرض تجربته خلف القضبان، وجل حديثه تمركز حول فترة الاعتقال وأهمية الوعي لمجريات التحقيق وكيفية التعامل مع كثرة الإجراءات
بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني نظمت جمعية الشباب العرب -بلدنا ندوة ثقافية استضافت فيها كل من المحامي نبيل دكور من اللجنة العامة لمناهضة التعذيب والمحامي سليم واكيم عضو ادارة المؤسسة العربية لحقوق الانسان، والاسيرين المحررين- حسام خليل وتغريد سعدي،اضافة للناشطة جنان عبده زوجة الاسير امير مخول. كان ذلك يوم الثلاثاء في نادي بلدنا التابع لجمعية الشباب العرب بلدنا في حيفا.
ادار الندوة خالد عنبتاوي والذي افتتح بقراءة فقرة من كلمات الأسير السياسي وليد دقة من كتابه الاخير "صهر الوعي"، الذي يبين ان المُستهدف الأساسي في المرحلة الحالية هو وعي وروح الأسير وليس جسده، مما يدل على استحداث جديد لمفهوم "التعذيب"، مشيرا لأخر الأرقام التي تتحدث عن ما يقارب ستة الآف أسير يقبعون، حتى اللحظة في سجون الاحتلال، من بينهم ما يقارب مائة وأربعين من الداخل.
أساليب المخابرات
كانت المداخلة الاولى للمحامي نبيل دكور، الطاقم القانوني في اللجنة العامة لمناهضة التعذيب، قدم من خلالها مسحا حول أساليب المخابرات المختلفة في التعذيب وفي استجواب المُعتَقل، تلاه المحامي سليم واكيم، عضو إدارة المؤسسة العربية لحقوق الإنسان، الذي يعمل في مجال المرافعة في القضايا الأمنيةالسياسية حيث تناول في مداخلته جوانب المرافعة القانونية وتمثيل الأسرى السياسيين في ظل المسار القضائي الإسرائيلي وتمحور حديثه حول الإعاقات التي يفرضها النظام القانوني في هذا المجال.
ما خلف القضبان
وقام الأسير المحرر حسام خليل بعرض تجربته خلف القضبان، وجل حديثه تمركز حول فترة الاعتقال وأهمية الوعي لمجريات التحقيق وكيفية التعامل مع كثرة الإجراءات، كما ركز على أهمية الإلمام المسبق بمعطيات سيرورة الاعتقال منذ اللحظة الأولى ويتبعها مجريات التحقيق وما يدور في غرف التحقيق. أما الأسيرة المحررة تغريد سعدي قامت بدورها بالتطرق لحياة الأسرى اليومية داخل السجون الإسرائيلية والأنظمة الداخلية التي يخلقها الأسرى لأنفسهم داخل هذا الإطار كانتخاب مجلس تمثيلي عن الأسرى وعملية التثقيف الذاتي التي تقوم بها الاسيرات داخل السجن التي تشمل حلقات تثقيفية تجتمع من خلالها الاسيرات ويتناقشن في عدة مواضيع.
معركة سياسية
وفي الختام تحدثت الناشطة جنان عبده-مخول زوجة الاسير امير مخول، الذي حكم مؤخرا بالسجن لمدة تسع سنوات يقضيها في سجن الجلبوع. اكدت جنان ان قضية السجناء السياسيين ليست معركة قضائية بحت بل هي معركة سياسية بالاساس وان استعمال الدولة وانظمة السجون والمحاكم مصطلح سجناء امنيين هو رسالة سياسية لأبعد الحدود تبغي تفريغ القضية من بعدها السياسي وعقاب السجناء بشكل جماعي وفردي. بالاضافة، تطرقت جنان عبده مخول الى اهمية مساندة الاسرى داخل السجون من خلال الجمعيات الاهلية والمنظمات التي تعنى بالاسرى السياسيين.
وقد دار نقاش مثري بين الجمهور والمتحدثين، تمحور حول امكانيات العمل والدعم وكيفية تخطي العوائق القانونية عامل الخوف وامكانية رفع الوعي الجماهيري والمؤسساتي، وافاق العمل من خلال النضال الشعبي والاعلامي.