الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 14 / نوفمبر 16:01

لانكري: اسلوبي وطريقتي مع العيش المشترك والمحافظة على المساواة بين العرب واليهود

من أمين بشير
نُشر: 29/04/11 16:04,  حُتلن: 20:09

رئيس بلدية عكا يشارك في مؤتمر للحركات الدينية ويقول:
فهمنا من الاحداث الاخيرة ان الافضل لنا العيش معا والتعاون فيما بيننا قيادة ومجتمعا

في مدينة عكا المختلطة يوجد سكان من عدة طوائف يريدون العيش بإحترام مع بعضهم البعض

الدولة لا تسير بالاتجاه الصحيح لانها في وجهتها الحالية تؤدي الى انتاج فجوات وفوارق اجتماعية داخل المدن والقرى بين اليهود والعرب وبين المتدينين والعلمانيين

 

شارك شمعون لانكري رئيس بلدية عكا هذا الاسبوع في مؤتمر الرملة بعنوان "ما بين اسرائيل والشعوب" الذي تم تنظيمه على يد حركات دينية يقودها حاخام كريات اربع داف ليؤور. خلال المؤتمر تم تخصيص ندوة لرؤساء بلديات مدن مختلطة منها عكا، اللد والرملة، والتي ناقشت السؤال الاتي: هل تتطلب أغلبية يهودية في مدن اسرائيل؟

وفي مقابلة خاصة مع رئيس بلدية عكا شمعون لنكري أجاب فيها على بعض الاسئلة التي طرحت عليه ومنها:

* هل تهدفون الى تهويد المدن المختلطة في اسرائيل؟
أجاب لانكري: "لا اريد الخوض في من يريد التهويد وذلك للسبب البسيط وهو ان التدخل العنفواني وبالقوة لتحقيق هدف ما غير صحيح وليس أمرا طبيعيا للمدينة.
والصحيح هو إجراء التغيير الاجتماعي والجماهيري من داخل المدينة، ويمكن تحقيق ذلك من خلال امرين:
الاول- العمل على ابقاء السكان الجيدين والاقوياء، من خلال اقامة جهاز تعليمي جيد، وبنى تحتية جيدة مما يؤدي الى جذب السكان ويعمل على بقائهم في المدينة.
الامر الثاني: هو عمليا نتيجة الامر الاول، فعندما يرى السكان الآخرون ما يتم عمله يقولون: هيا بنا ننضم لما يجري، وهكذا يتم تحويل البلد من وضع متدهور لا يحسد عليه الى وضع جذاب وداع للاصلاح. طبعا ليس كالوضع في شمال تل ابيب، انما انشاء بلد جذاب للسكن فيه.
من وجهة نظري، الدولة لا توجّه ولا تسير بالمسار الصحيح لانها في وجهتها الحالية تؤدي الى انتاج فجوات وفوارق اجتماعية داخل المدن والقرى بين اليهود والعرب وبين المتدينين والعلمانيين. هناك تطرف اجتماعي في كل مكان وحيثما توجهت وهناك فوارق وتباعد عميق جدا بين طبقات السكان. عمليا، اقتصاد اسرائيل القوي لا يؤدي الى مجتمع قوي، ليس هنالك تأثير على المدن المختلطة، على الجليل والنقب، على الضواحي والهوامش. لهذا نرى فروقا كبيرا جدا بين مدينة واخرى.

* جزء من رؤساء البلديات في المدن المختلطة، يرى ان احدى الخطوات للتغيير هي أغلبية يهودية في المدينة. هل توافق؟
انت تحاول ادخالي بالقوة في موضوع اليهود والعرب وانا ارى الامر من جهة اخرى. توجهي هو من دافع انساني، الذي يؤمن بالمساواة لكل مواطن ايا كان. ما يتم تطبيقه على ارض الواقع هو الذي يحدد النتيجة وليس تصريحا هنا وهناك، او المشاركة في ندوة هنا او اخرى هناك، انما الذي يحدد وجهتنا هو العمل الاجتماعي المتواصل مع السكان في داخل المدينة.

رئيس بلدية عكا شمعون لانكري:وظيفتنا هي العمل على بث روح المحبة والألفة بين الجميع
شمعون لانكري

* من خلال المؤتمر، يتضح انه من غير المفيد العيش في مدينة مختلطة
بإمكاني ان اعدد لك فوائد كثيرة للتعايش اليهودي العربي، الناس ينتمون لواقع يتّسم ويتميز بالتسامح، فمتى يرفض الانسان العيش الى جانب الاخر؟ عندما لا نعرف ثقافة بعضنا البعض حتما سنختلف، وسيؤدي هذا الاختلاف الى امور غير مرغوب بها. حتى في عكا، وفي أصعب الساعات التي عاشتها المدينة قبل ثلاث سنوات خلال يوم الغفران سنة 2008 من اعمال عنف بين العرب واليهود، استطعنا ان نخرج من هذه المحنة أقوياء عربا ويهودا. فهمنا ان الافضل لنا العيش معا والتعاون فيما بيننا قيادة ومجتمعا.
يوجد في مدينتنا عكا تعايش مشترك وعلينا التعامل به بتسامح واحترام. حتى لو انني لا احبك ولا اوافقك الراي عليك احترامي كانسان، هذه الرسالة التي نريد ايصالها من المدن المختلطة. التطرف موجود ودائما سيكون سواء من ذاك الطرف او الطرف الاخر، ولكن الواقع يقول انه يوجد سكان من عدة طوائف ويريدون العيش مع بعضهم البعض في مدينة مختلطة اختارت مواصلة العيش والسكن فيها.

* السؤال الذي يطرح نفسه.. هل هذا قرار ايديولوجي مقصود، ام لا؟
هذا غير مهم، على رئيس البلدية منح أسباب كثيرة لسكان المدينة المختلطة من اجل مواصلة واستمرارية عيشهم في المدينة. نحن لا نتجاهل او نصغّر من المشاكل الموجودة، يوجد توتر معقد ومركب في المجتمع الاسرائيلي ولكن من هذا التوتر يمكن استخلاص العبر.

* هل تتحسب او تتخوف من وقوع اضطرابات اخرى في عكا كالتي حصلت في 2008؟
هل هذا لن يحدث 100%؟؟ لا يمكنني التعهد بذلك. عندما لم نفكر او نتوقع حدوث هذا الامر فقد حدث. لهذا، مثل هذه الامور يمكن ان تحصل في كل لحظة وفي كل مكان، ولكن تبقى الاحتمالات ضئيلة جدا وذلك لاننا استخلصنا العبر وفهمنا ان هذه الامور لا تصب في مصلحة البلد، ونعمل على ان لا تتكرر مثل هذه الاحداث التي لا تقدمنا الى الامام ولا الى أي مكان آخر.

* بعد الاضطرابات قلت للمواطنين:" عكا لنا للابد، ولا احد يرفع يده علينا"
هذا الموضوع من ورائنا ومن المفضل عدم الخوض به والعودة اليه. كانت هذه حالة شاذة وحصلت بسبب الاحداث الصعبة ويوم الغفران الذي مر علينا انذاك، ولا أتمناه لاحد في دولة اسرائيل. فمن غير المعقول الحكم على مقولة كهذه او غيرها.
وعلى ارض الواقع جرت الانتخابات بعد اسبوعين تماما وانتهت بالتصويت لصالحي من الوسط اليهودي والعربي.

* عند الخروج امس من المؤتمر كان ولا يزال من يوزع المقالات والمنشورات التي تدعو الى مقاطعة المؤتمر ادعاء بانه يدعو للعنصرية
كما اشتركت قبل شهر في مؤتمر يافا لدعم التعايش المشترك اقوم بالمشاركة في كل مؤتمر استطيع الوصول اليه والتحدث فيه، ولا يهمني في أي مؤتمر أتحدث وأسمع آرائي، حتى وان كانت مخالفة لمن يجلس فيه ولا يروق لهم سماعها. وباعتقادي انه يجب عدم مقاطعة برامج لانها مخالفة لآرائك او لاعتبارها متطرفة، بل يجب دائما العمل على التحدث مع الناس والتقريب فيما بينهم من خلال الحوار.
لم اتوقع من البعض ان يقاطع المؤتمر، ولكن كما رأيت احيانا بسبب اسماء المحاضرين او نوع الجمهور، البعض يخاف، ولكن اقول انه لا يوجد ما يدعو للخوف او يثير التخوف، اسلوبي وطريقتي هما مع العيش المشترك والمحافظة على المساواة في الحقوق بين اليهود والعرب.
 

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.74
USD
3.95
EUR
4.75
GBP
328955.81
BTC
0.52
CNY
.