هادي أبو عطا في حديث للعرب:

الكتابة تعد إحدى الوسائل الرئيسية في التعبير والتواصل الاجتماعي، حتى أصبحت من ضروريات الحياة

دخلت الموضوع لعدة عوامل، حب الاستطلاع، ونشر التوعية لأهمية الموضوع وتعبيرا عن انتماي القومي

الكتابة تكشف باطن الكاتب عند الكتابة، بناء على كيفية تحريكه للقلم على الورق والتي تصدر بأمر من العقل

تحليل الخط أو الرسم يُعطينا مؤشرات عن ميول الفرد وسماته، بما في ذلك بنيته ألجسميه ومزاجه واهتماماته ومواقفه وقدراته وكفاءاته

اليد التي تنفذ أوامر عقلنا الواعي في النص من ناحيةInput ، وترسم الانفعالات بأمر العقل ألا واعي من ناحية أخرىOutput بعفوية يصعب التحكم بها

الشخص يتعرض طوال حياته لنفس التراكيب الخطية ‏المنتظمة التي تعلمها في الصغر والتي يحاول أن يقلدها كما هي، ولكن مع مرور العمر ‏تظهر شخصية الفرد المميزة والمستقلة والتي تمنحه القدرة على تطوير وبلورة نمطه في الكتابة

ينظم المجلس المحلي كفرقرع وبإشراف قسم الثقافة والتربية اللامنهجية مساء اليوم السبت أمسية ثقافية على شرف اصدار كتاب "أسس تحليل الخط " مرآة شخصية من تأليف هادي داود نعمان أبوعطا من قرية كفرقرع في امسية ثقافية ادبية تكريما لاصداره الادبي الذي يعتبر الاول من نوعه. موقع العرب التقى بهادي داود نعمان أبو عطا واجرى هذا اللقاء معه ، في بيته المتواضع والأنيق حيث الازهار الربيعية وشباك المكتبة الذي يطل على المناظر الخلابة والساحرة في الحي الجنوبي من كفرقرع .

هادي أبو عطا

موقع العرب: هلا عرفتنا على نفسك؟
هادي ابو عطا: بكل تواضع انا هادي داود نعمان ابوعطا من قرية كفرقرع.
العمل: إدارة تطوير المستشفيات الحكومية
المؤهلات: ماجستير إدارة اعمال وبكالوريوس علم النفس ومؤهل بالإدارة المدنية ومدرس مؤهل في التعليم المهني ومحلل السمات الشخصية عن طريق الكتابة والرسم.

موقع العرب: هل لك ان تحدثنا عن أهمية العمل؟
هادي ابو عطا: بدايةأتمنى لموقع العرب دوام النجاح والتطور لخدمة مجتمعنا، اما بخصوص السؤال فالحقيقة أنه منذ الأزل اهتم الإنسان بتغطية عورته الظاهرة غير أن العربي تخلف بتغطية عوراته الأخرى أسوة بالمجتمع الغربي، فكما هو الحال بكثير من المواقف المقتبسة عن المسلمين، كالنظافة والنظام والكتابة والتي أخذها الغرب ونهجها وتركها العرب منذ نهاية الدولة الأندلسية وما زال الحال كذلك مستمرا حتى يومنا هذا. فالمكتوب ما منه مهروب، يقول الله تعالى في كتابه العزيز: {يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ{ إن هذا الإعجاز القرآني يحتوي في طياته عدة معاني لمفهوم “لباس التقوى” والباطن العميق لنفسيتنا، والذي يتمثل بالضمير الحر للإنسان، فرغم النقلة النوعية الحميدة بانتشار الكتابة، إلا أنها عرضت خصوصياتنا الشخصية الدفينة، دون أن نعرف ولا نعترف بمدى شفافيتها.

موقع العرب: لماذا دخلت هذا الموضوع؟
هادي ابو عطا: بشكل طبيعيي دخلت هذا الموضوع لعدة عوامل، حب الاستطلاع، ونشر التوعية لأهمية الموضوع وتعبيرا عن انتمائي القومي. لقد تعودت وتعلمت معاني الآية الكريمة {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ (60)} سورة الأنفال.
فعبرتي الأساسية من هذه الآية الكريمة هي استقطاب طاقاتي لمواجهة المستجدات قبل القيام بأي عمل أو مهمة، ولا أجد غرابة بالسنوات الأخيرة بإستعداد الطالب لامتحان البسيخومتري للالتحاق بالجامعات، ولكنني لا أجد غرابة بتجاهل مجتمعنا لضرورة الاستعداد للالتحاق بمجالات العمل أو اختيار شركائنا بالحياة العملية والشخصية. وعليه عملت جاهداً لبث الوعي للتعرف على أُسس تحليل الخط بشكل عام والخط العربي بشكل خاص، وقد استمر هذا الجهد حتى بلغ ذروته بعد أكثر من عشر سنوات بطرح ما توصلت اليه، والنتائج المستخلصة من البحث الذي أجريته في العام المنصرم، والذي شمل 250 عينة عشوائية من كتابات البالغين في كتابي أُسس تحليل الخط – مرآة الشخصية .

موقع العرب: ما هي اهمية الكتابة؟
هادي ابو عطا: تعد الكتابة إحدى الوسائل الرئيسية في التعبير والتواصل الاجتماعي، حتى أصبحت من ضروريات الحياة، حيث أنها تمثل إجراء يهدف إلى تثبيت اللغة والاحتفاظ بها لأجل ضمان استمرار فكر الإنسان، وثقافته وطريقه لتوثيق التراث الثقافي بلغة معينة.

علم تحليل الخط...

موقع العرب: ما هو علم تحليل؟
هادي ابو عطا: يمثل علم تحليل الخط علم قرأه المخ او الجهاز العصبي والحركي على الورق، او آلة التصوير الخفية التي تراقب الكاتب في كتابته، فالكتابة تكشف باطن الكاتب عند الكتابة، بناء على كيفية تحريكه للقلم على الورق والتي تصدر بأمر من العقل، غير أن تحليل الخط أقتصر سابقاً على علماء النفس والمؤرخين ورجال القانون والمخابرات، وتطور تدريجياً حتى أصبح عِلماً مستقلاً ومفتوحاً أمام الجميع يُدرس في المعاهد والجامعات. وبهذا الصدد أرى الكاتب الواعي لإسقاطه الكتابي كالصائم الذي يعرف أن الله يراه في كل زمان ومكان.

الخط يكشف الخفايا..

خط الإنسان يعكس خلفيته الثقافية ومهاراته اليدوية ودرجة أناقته ‏ومدى خضوعه للروتين أو ابتعاده عنه وغير ذلك، وقد لاحظ العلماء أن الشخص يتعرض طوال حياته لنفس التراكيب الخطية ‏المنتظمة التي تعلمها في الصغر والتي يحاول أن يقلدها كما هي، ولكن مع مرور العمر ‏تظهر شخصية الفرد المميزة والمستقلة والتي تمنحه القدرة على تطوير وبلورة نمطه في الكتابة، بناء على تركيبة ‏ ‏شخصيته وبالتالي يمكن ملاحظة التطور العمري عن طريق الخط”، وعليه فعلم تحليل الخط يعتمد على الخط المكتوب بلغة الأم التي يفكر بها، وليس اللغات الأخرى الغير مؤصلة في باطنه.

تحليل الشخصية...

وعليه يعتبر علم تحليل الخط كإضافة يسيرة وسهلة لعلوم تحليل الشخصية، ليساعدنا على معرفة أنفسنا ومعرفة الآخرين، فاليد التي تنفذ أوامر عقلنا الواعي في النص من ناحيةInput ، وترسم الانفعالات بأمر العقل ألا واعي من ناحية أخرىOutput بعفوية يصعب التحكم بها، حيث أن العقل يقوم بإرسال سلسلة من الإشارات، عبر الأعصاب اليدوية والأصابع. فإن العقل هو الذي يفكر وهو الذي يأمر بالكتابة، ولكن التنفيذ يحدث بتنسيق بين عضلات الجسم والعقل، حيث تؤدي إلى تفريد الشخص عن غيره، تماما كبصمات الأصابع، فالورقة تُمثل العالم بالنسبة للكاتب، والكتابة تُمثل ميوله ونظرته إلى العالم.

موقع العرب: على ماذا يساعدنا علم تحليل الخط؟
هادي ابو عطا: إن علم تحليل الخط أو الرسم يُعطينا مؤشرات عن ميول الفرد وسماته، بما في ذلك بنيته ألجسميه ومزاجه واهتماماته ومواقفه وقدراته وكفاءاته، ولكنه لا يفسر الأسباب ولا ينبئنا بالمستقبل، وذلك بناءً على دلائل نستطيع مشاهدتها والتحقق من مصداقيتها في كيفية رسم الحروف، من خلال مؤشرات لما نحن عليه عند الكتابة، ولا يعتمد هذا العلم على التنجيم أو الحدس الباطني، بل يستند إلى قوانين واستطلاعات علميه مدروسة ومثبته.