أبرز ما جاء في المقال:
يعود عيد العمال اليوم في ظل العولمة واستمرار تدهور الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية
نشهد أوضاعا اقتصادية كارثية تبشر بمجاعات، حيث الارتفاع في أسعار الحاجيات الأساسية
المواطن العربي في البلاد يعاني من اضطهاد مركب من معاناة قومية وطبقية، تعقد الحياة أكثر وتصعب الظروف الاقتصادية
يحيي العمال اليوم الأحد ألأول من ايار، يومهم العالمي الذي يكرس نضال التاريخ الطويل الذي قاده عمال العالم على جلاديهم ومصاصي دمائهم من ارباب العمل للحد من اطماعهم وانتزاع حقوقهم.
لقمة عيش كريم وظروف جيدة
ويعود يوم العمال، لدى الكادحين في مجتمعنا، بكثير من المخاوف والانتقادات للقوانين التي تمنع سلب حقهم بالحياة الحرة والعيش وتضمن لهم الاستقرار المعيشي والاجتماعي والنفسي والاقتصادي، فهم ضحايا للوضع الاقتصادي والازمات التي مر ويمر بها العالم، فان كل ذرة عرق تسيل هي شرف من أجل حريتهم والدفاع عن كرامتهم والاستمتاع بالعيش الرغيد .
هم الذين تقام على اكتافهم وسواعدهم العملية الانتاجية بعد تضحياتهم الرائعة وجهودهم المميزة وحرصهم وابداعاتهم وعطاءاتهم في سبيل الحصول على لقمة عيش كريم وظروف مريحة وانسانية جيدة،عند مواجهتهم احتكار مشغليهم أصحاب العمل والرأسمال الذين وسعوا التفاوت الطبقي الصارخ وتركزوا على الظلم الاجتماعي والاقتصادي المقيت واحيانا السياسي.
الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية
ويعود عيد العمال اليوم في ظل العولمة واستمرار تدهور الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية وارتفاع البطالة حيث نرى هجمة شرسة ومعادية على كل مكتسبات وانتاجات الطبقة العاملة، فأوضاع الطبقة العاملة، تشهد المزيد من التدهور والتراجع في الحقوق والطلبات، والنظام الرأسمالي يزداد توحشاً وتغولاً وشراسة، حيث نشهد أوضاعا اقتصادية كارثية تبشر بمجاعات ومآسي جديدة، حيث الارتفاع في أسعار الحاجيات الأساسية، والتباطؤ في النمو الاقتصادي، غير ان المواطن العربي في البلاد يعاني من اضطهاد مركب من معاناة قومية وطبقية، تعقد الحياة أكثر وتصعب الظروف الاقتصادية.
ان تحقيق المطالب العادلة والعمل من أجل تحسين ظروفهم المعيشية، وتوفير مختلف الأعمال والمهن والوظائف ضمن مبدأ العدالة الاجتماعية والمساواة، وتحسين مستوى الأجور وظروف العمل وتخفيض عدد ساعات العمل، وتحقيق العدالة مهمة لتحمي الطبقة العاملة وحتى يبقى العطاء متواصل في خدمة الانسانية جمعاء.
شهداء لقمة العيش
ويعود عيد العمال اليوم ايضًا، في ظل ما يشهده سوق العمل، من ضحايا، هم شهداء لقمة العيش، الذين يموتون خلال عملهم لكسب ما يعتاشون فيه، فتتساقط أحلامهم الوردية كأوراق الشجر في فصل الخريف، فقد حلموا يوماً ان يبنوا بيتاً وان يعيشوا حياة كريمة مع شريكة حياتهم، التي لطالما رسموها في مخيلتهم، ومنهم من كان في ذروة تحقيق أحلامه وطموحاته، قبل ان يلقى حتفه في يوم غادر فيه منزله ماشياً، ليعود اليه محملاً بنعش، تاركاً اطفالاً يبكون فراقه بحسرة وألم شديدين.. على أمل ان تتحسن ظروف أولئك العمال ويصبح العمل أكثر آمناً، ويسعى المشغلون للحفاظ على عمالهم وحمايتهم ومنع اصابتهم من خلال تنفيذ القوانين التي ترمي الى ذلك.
ويعود يوم العمال العالمي، تماماً في يوم مازال يعمل فيه، بعض ممن اغتصبت وهضمت حقوقهم واضطروا للعمل بدون قسائم عمل ثبوتية (تلوشات)، بأمر من المشغلين، لتعود عليهم وحدهم بالنفعة، أولأً وأخيراً..