فيرن هوير - نائب وزير الخارجية الألماني
لم تترك التصرفات الوحشية المستمرة للحكومة السورية للاتحاد الاوروبي خيارا سوى الضغط بقوة لتطبيق عقوبات موجهة ضد النظام
أنس الشغري
أغلق الجيش المدخل الشمالي وقام بتأمين الجنوب. قاموا بتسليح القرى التي يقطنها علويون في التلال المطلة على بانياس ونواجه الان ميليشيات من الشرق
قال ناشط سوري اليوم الثلاثاء إن القوات السورية ومسلحين موالين للرئيس بشار الأسد قد انتشروا في مناطق بوسط مدينة بانياس التي يسيطر عليها متظاهرون مطالبون بالديمقراطية منذ أسابيع، وأضاف الناشط الذي رفض الكشف عن اسمه أن هذه القوات تحركت اليوم الثلاثاء صوب منطقة السوق الرئيسية في المدينة فيما أغلق الجيش المدخل الشمالي لبانياس وقام بتأمين الجنوب، وأكد أن القوات السورية قامت بتسليح القرى التي يقطنها علويون في التلال المطلة على بانياس مشيرا إلى أن "المحتجين في المدينة يواجهون الآن ميليشيات من الشرق".
مباشر عن قناة الجزيرة
* ناقشوا هذا الخبر على صفحة موقع العرب على الفيس بوك
وفي شأن متصل، قال وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك إن لجوء الرئيس السوري بشار الأسد لاستخدام القوة ضد شعبه "يعجل بسقوط حكمه" مشددا على أن إسرائيل "يجب ألا تخشى التغيير في دمشق"، وأعرب باراك في تصريحات للقناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي عن اعتقاده بأن "الأسد يقترب من لحظة يفقد فيها السلطة" معتبرا أن "الوحشية المتصاعدة تضعه في مأزق فكلما زاد عدد القتلى كلما تراجعت فرصه في الخروج" من هذا الموقف، حسب قوله، وتابع الوزير الإسرائيلي قائلا إنه "يجب ألا تجزع إسرائيل من إمكانية تغيير الأسد، فالعملية الجارية في الشرق الأوسط تنطوي على وعود وتطلعات كبيرة على المدى الطويل من أجل أطفالنا وأحفادنا."
وقال إيهود باراك إن "التغيير الجاري في الشرق الأوسط يضع نهاية لنظم الحكم الشمولية لكن تحقيق ديمقراطية مستقرة سيحتاج وقتا" مشيرا إلى أنه "لا أحد يتوقع ظهور ديمقراطيات غربية الطابع على المدى القصير"، وأضاف باراك أنه حتى إذا أصدر الأسد أوامره للقوات بالامتناع عن استخدام القوة لاخماد المظاهرات فسيكون قد فات آوان تشبثه بالسلطة لفترة أخرى.
وتابع قائلا "حتى إذا توقف الأسد عن قتل الناس فإنني لا أرى امكانية لاستعادة الثقة فيه، ولا أعرف ما إذا كان سينهي دوره خلال شهر أو شهرين" معتبرا أن الرئيس السوري "قد يتعافى من الأزمة لكني لا أعتقد انه سيظل على حاله وأعتقد أن مصيره يتجه في نفس مسار الزعماء العرب الآخرين"، في إشارة إلى الرئيسين السابقين لمصر حسني مبارك وتونس زين العابدين بن علي.
وعلى عكس مصر لم توقع سوريا معاهدة سلام مع إسرائيل بعد حرب عام 1973 لكنها وفت بصرامة بشروط فض الاشتباك مما فرض وضعا أمنيا يناسب الجانبين طوال سنوات، وتبدي إسرائيل استياء متكررا من سوريا بسبب قيام الأخيرة بمساندة عدوي إسرائيل اللدودين حزب الله اللبناني وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في إطار ما تسميه دمشق دعم المقاومة.
يذكر أن المسؤولين الإسرائيليين قد التزموا الصمت في السابق إزاء الاضطرابات في سوريا، وقالت وسائل إعلام إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو طلب من وزرائه عدم مناقشة الأمر علنا حتى لا يتهموا بالتدخل.
وذكرت جماعات مدافعة عن حقوق الانسان أن 560 مدنيا على الأقل قد قتلوا بأيدي قوات الأمن التابعة للأسد منذ بدء الاضطرابات في مدينة درعا الجنوبية في 18 مارس/آذار الماضي، وألقت الحكومة السورية اللوم في أعمال العنف على "جماعات إرهابية مسلحة" بينما أدان الغرب دمشق لقمعها الاحتجاجات في هذا البلد الذي يحكمه حزب البعث منذ عام 1963 .
روبرت فورد: واشنطن لديها معلومات عن دعم إيراني لعمليات القمع في سوريا
أعرب روبرت فورد سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى سوريا عن قلق بلاده مما أسماه استخدام السلطات السورية للعنف ضد المحتجين وبالتالي إراقة الكثير من دماء الأبرياء قائلا إن بلاده ترى أن الكثير من الأرواح التي زهقت جاءت بنيران قوات الأمن السورية، كما أعرب فورد خلال مقابلة خاصة أجراها الزميل حنا حوشان في دمشق عن أمله في أن تغير سوريا السياسة التي تتبعها، وأن تبدأ حوارا حقيقيا خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأقر فورد بأن الحكومتين السورية والأمريكية في حوار مستمر، وقال إن بلاده طرحت موضوع انتهاكات حقوق الإنسان والعنف في بعض المدن السورية وأعربت عن القلق العميق تجاه إطلاق النار على متظاهرين سلميين، وكذلك القلق تجاه الاعتقالات المستمرة حتى اليوم على حد قوله، ودعا السلطات السورية إلى تغيير السياسة المطبقة ضد المتظاهرين وشدد على أهمية إجراء إصلاحات حقيقية.
ونفى فورد أي تآمر أمريكي ضد سوريا كما جاء على لسان السفير السوري لدى الأمم المتحدة، وقال إن المشكلة في سوريا هي بين السلطة وبين المتظاهرين، وقال إن التدخل الوحيد آت من القلق تجاه الأرواح البرئية التي تزهق، كما نفى فورد تمويل قناة بردى لكنه قال إن بلاده تشجع دائما تقديم آراء مختلفة في مجالات مختلفة سياسية واجتماعية واقتصادية.
وأضاف أن الجهود الأمريكية في سوريا تركز على تقوية المجتمع المدني وحقوق النساء والأطفال واحترام سيادة القانون مشيرا إلى أن هذه الجهود مستمرة، وأقر فورد بأن الحركات الاحتجاجية في سوريا ليست لها قيادة مركزية لذلك لايمكن تقديم الدعم لها.
وقال إن مستقبل سوريا هو بيد الشعب السوري وهو من يقرر مصير سوريا وليس الأمريكان أو الأتراك مشددا على أهمية المصالح التركية في سوريا.
وقال فورد إن هناك بعض التشويه في صورة مايجري في سوريا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي مضيفا أن بلاده اقترحت على دمشق السماح للصحفيين من مؤسسات مرموقة مواكبة مايجري وبالتالي إعطاء انطباعات أخرى من مصادر كثيرة لمعرفة الحقيقة وعدم الاعتماد على مصدر واحد فقط، وأعرب عن تمنيه أن تتخطى سوريا هذه المرحلة، لكنه شدد على أن الحل الأمني لن ينفع وأن حوارا سياسيا في هذه المرحلة ضروري لإنهاء الأزمة.
واستبعد فورد تدخلا أمريكيا عسكريا في سوريا على غرار مايجري في ليبيا قائلا إن لكل بلد خصوصيته لكنه قال إن هناك تأثيرا سلبيا على العلاقات بسبب ما يجري اليوم وأن العلاقات اليوم هي أسوأ مما كانت عليه قبل شهرين.
ونفى فورد أن تكون رياح التغيير في المنطقة العربية قادمة برغبة أمريكية لكنه شدد على أن بلاده وعلى لسان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في الدوحة في نوفمبر الماضي كانت تعلم بأن هناك إحباطا شديدا في الشارع العربي بشكل عام بسبب مطالب التغيير والإصلاح الملحة والتي سمعوها كثيرا، وقال فورد إن لدى بلاده معلومات عن توفير إيران مساندة مادية لسورية من أجل ما سماه بقمع المتظاهرين مضيفا أن هذا هو السبب وراء ورود قوة القدس في قائمة الكيانات التي شملتها قائمة العقوبات الجديدة التي فرضت مؤخرا على سوريا.
وفي الختام أعرب فورد عن تمنياته أن تتحسن العلاقة بين دمشق وواشنطن، لكنه قال إن ذلك يعتمد على قرارات سورية وتغييرات ملموسة على الأرض.
الحكومة البريطانية تؤكد انها تعمل مع شركائها الأوروبيين لإصدار عقوبات بحق سوريا
قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج يوم الثلاثاء ان بريطانيا تعمل مع شركائها الاوروبيين على وضع عقوبات موجهة تستهدف مسؤولين سوريين، وقال هيج أمام البرلمان "نحن نعمل الان مع شركائنا الاوروبيين على وضع عقوبات موجهة تتضمن تجميد الاموال وحظر السفر، وسأناقش هذه الاجراءات مزيدا من المناقشة مع وزير الخارجية الفرنسي هذا المساء".
قالت باريس وبرلين يوم الثلاثاء انهما تسعيان لفرض عقوبات من الاتحاد الاوروبي على زعماء سوريين بينهم الرئيس بشار الاسد جراء قمع الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية في البلاد، وقال الان جوبيه وزير خارجية فرنسا للصحفيين "نحاول العمل مع شركائنا الاوروبيين"، وأجاب ردا على سؤال ما اذا كان الاسد يجب أن يكون بين المستهدفين بالعقوبات قائلا "هذا هو ما تريده فرنسا".
وصرح نائب وزير الخارجية الالماني فيرنر هوير ان الوقت حان للتحرك، وقال "لا تترك التصرفات الوحشية المستمرة للحكومة السورية للاتحاد الاوروبي خيارا سوى الضغط بقوة لتطبيق عقوبات موجهة ضد النظام."
ويوم الجمعة الماضي وافقت 27 دولة عضو في الاتحاد الاوروبي على فرض حظر على بيع السلاح لسوريا ودراسة اجراءات اخرى في ظل اتفاق مبدئي توصل اليه السفراء يجري الانتهاء منذ خلال الايام المقبلة
أحد قادة المحتجين: القوات السورية تنتشر في بانياس
قال أحد قادة المحتجين ان القوات السورية ومسلحين موالين للرئيس السوري بشار الاسد انتشروا يوم الثلاثاء في مناطق بوسط مدينة بانياس التي يسيطر عليها متظاهرون مطالبون بالديمقراطية منذ أسابيع.
وتشهد المدينة الساحلية بعضا من أشد الاحتجاجات التي تتحدى حكم الاسد، وقال أنس الشغري لرويترز "تحركوا صوب منطقة السوق الرئيسية. أغلق الجيش المدخل الشمالي وقام بتأمين الجنوب. قاموا بتسليح القرى التي يقطنها علويون في التلال المطلة على بانياس ونواجه الان ميليشيات من الشرق"، وأضاف الشغري ان قوات أمن ترتدي ملابس مدنية انتشرت في شارع السوق وبدأت تعتقل الناس استنادا الى اسماء عائلاتهم المدونة على بطاقات هوياتهم.
وقال الشغري "انهم يستهدفون السنة. يؤسفني أن اقول ان الدعاية التي يروجها الاسد بان العلويين لن يتمكنوا من البقاء اذا أطيح به تجد استجابة بين جيراننا العلويين رغم ان المظاهرات كانت تطالب بالحرية والوحدة بغض النظر عن الطائفة"، وينتمي الاسد وكبار القادة العسكريين في الجيش والاجهزة الامنية الى الطائفة العلوية المنبثقة عن الشيعة.
وغالبا ما تصف السلطات بانياس التي تقطنها أغلبية من السنة بأنها " مركز الارهاب السلفي". ونفى الشغري ان يكون المواطنون بالمدينة مسلحين وقال ان الشبان الذين يحملون الهراوات كانوا يحرسون حواجز الطرق التي أقيمت في وجه القوات المسلحة التي تنتشر في المنطقة.
وكان وسط مدينة بانياس يخضع لسيطرة المتظاهرين منذ أن أطلق مسلحون موالون للاسد يعرفون باسم الشبيحة النار على السكان باستخدام بنادق كلاشنيكوف من على عربات مسرعة في العاشر من ابريل نيسان بعد مظاهرة ضخمة مؤيدة للديمقراطية طالبت "باسقاط النظام"، وقال سكان ونشطاء حقوقيون ان ستة من المدنيين قتلوا في الحادث. وأغلقت قوات الامن السورية المدينة بعد الحادث، وقالت السلطات انذاك ان مجموعة مسلحة نصبت كمينا لدورية قرب بانياس وقتلت تسعة جنود
الآن جوبيه