د. أسماء غنايم:
دفع الأقساط التعليمية كان كبيراً على والديّ
أنجذب وأقدر لمن تتحدث عنهم كثرة أعمالهم وقلة أقوالهم
أجتهد كثيراً أن تكون أعمالي متقنة وفيها نوع من التميز والإبداع
اختارني أحد المحاضرين لأكون معيدة لديه في أحد مساقات الحاسوب للقب الأول
أحمل رسالة محبة انسانية واسعة، رغبة كبيرة وعمل جاد في بناء المعرفة، توسيع الآفاق وتقوية الإيمان
يؤلمني انتشار الفوضى، العنف وسيطرة المصالح الذاتية وخاصة الإقتصادية منها على أية قيم انسانية أساسي
متسرعة أحياناً في ردود فعلي اتجاه المواقف التي أشعر بها بنوع من الإستغلال، الظلم، السذاجة أو عدم الإستقامة
أومن أن الوقت هو أثمن الموارد التي وهبنا الله اياها وعلينا الحرص في قضائه أكثر مما نحرص على صرف الأموال التي بحوزتنا
آمل أن تتسارع وتتكاثر الفتيات والنساء اللواتي تعي ما تريد من هذه الحياة وتستثمر كل ما لديها من موارد وطاقات في تطوير ذاتها
ترى د. أسماء غنايم بنفسها امرأة تحب أن تَتطوّر وتُطوّر دون توقف، وفي كل المجالات التي تنتمي اليها، تبحث وتحاول دائماً ايجاد نقاط التوازن الجديدة والمتجددة، وان لم تجدها تبذل كل مجهودها لصناعتها، وذلك تحقيقاً للأهداف المختلفة بكفاءة في المجالات التي تهمها كالعائلة، العلم والتعلم، الإيمان، والعمل.
تطور بلا حدود
ولدت د. غنايم في قرية معاوية للوالدين الحنونين نادر وفاطمة محاميد، وتزوجت في سن 22 عاماً، من الزوج الرائع والطبيب المختص في طب العائلة د. فاخر يوسف غنايم من باقة الغربية. رزقت أسماء بأكبر نعمة وهبها الله اياها وهي بناتها الثلاث، آيه (15 عاماً)، هبه (10 أعوام)، ماري (3 أعوام).
د. أسماء غنايم
عالم خاص من الإيمان والروحانية
د. أسماء غنايم شغوفة على العلم، ومتعمقة في التفكير العلمي، وبنفس الوقت تجد متعة كبيرة في عالمها الإيماني والروحاني، فتقول:" أبحث عن التوازن باستمرار بين جميع دوائر انتمائي، اهتماماتي والتزاماتي، فأنا شخص لا يحتمل الروتين، وسريعاً ما يُدخلني الى دائرة من الملل، لذلك أسعى قدر الإمكان الى التجديد والتجدد". وتضيف:" أما في معاملاتي، فالأمانة والإستقامة هي الركيزة الأساسية لها، أجتهد كثيراً أن تكون أعمالي متقنة وفيها نوع من التميز والإبداع، وغالباً ما يغلب العقل والمنطق قراراتي وسلوكياتي، لكنني متسرعة أحياناً في ردود فعلي اتجاه المواقف التي أشعر بها بنوع من الإستغلال، الظلم، السذاجة أو عدم الإستقامة، كما أنني أنجذب وأقدر لمن تتحدث عنهم كثرة أعمالهم وقلة أقوالهم".
لحظات السعادة
أكثر ما يسعد أسماء هو ضحكات بناتها، سعادتهنّ ونجاحهنّ، وأيضاً كل لحظات الصدق، العدل، التطور والمحبة في أي مكان في العالم تسعدها، تقول غنايم:" يؤلمني انتشار الفوضى، العنف وسيطرة المصالح الذاتية وخاصة الإقتصادية منها على أية قيم انسانية أساسية، كما ويضايقني رؤية الكثير من مضيعة الوقت في تفاهات الأمور، ساعات وأحاديث طويلة لا جديد فيها ولا فائدة في مجتمعنا"، وتضيف:" إلّا أنني أشعر برضى كبير عندما أرى وبشكل خاص من الجيل الشاب، جيل المستقبل، يضع لنفسه أهدافاً ويعمل بجد لتحقيقها بوعيه الكامل لما يدور حوله وعلى أسس وقيم انسانية تعمل على بناء الخير والمستقبل لأنفسهم، للمجتمع بل وللعالم بأسره، دون الرضوخ للحدود المتعددة على حرية التفكير والتعبير".
رياضيات وعلم حاسوب ولقب ثانٍ
بدأت أسماء دراستها الأكاديمية بعد عام من انهاء المرحلة الثانوية، حيث تعلمت في المدرسة الثانوية الشاملة في مدينة أم الفحم وتخصصت بموضوع الفيزياء والرياضيات، وكانت حينها 18 عاماً ونصف العام تقريباً.
بدأت الدراسة للقبها الأول في موضوع الرياضيات وعلم الحاسوب في جامعة حيفا، وأكملت بعد زواجها الدراسة للقب الثاني في علم الحاسوب في الجامعة التقنية في برلين – ألمانيا، وخلال التعليم عملت أيضاً في برلين في مجال الهاي-تك، وفي عام 2000 عادت الى البلاد، وبدأت خطواتها في تأسيس حياتها الإجتماعية والعملية، وفي عام 2005 بدأت مشوار الدكتوراة في جامعة حيفا حيث أجرت دراستها حول استخدامات الإنترنت في المجتمع العربي في اسرائيل.
صعوبات...
وتحدثنا د. أسماء غنايم عن فترة تعليمها والصعوبات التي مرّت بها، قائلة:" كانت فترات تعليمي جميعها ممتعة ومتعبة في نفس الوقت. في اللقب الأول واجهت صعوبات في الإنتقال للتعلم في مؤسسة عبرية دون أي تحضير أو تهيئة منهجية، مع العلم أنني تلقيتُ الدعم الكبير من قبل العائلة". وتضيف:" وأذكر أن دفع الأقساط التعليمية كان عبء كبيراً على والديّ، ومع ذلك وضعاه في أولويات المصروفات المنزلية، وهذا ما دفعني الى بذل أقصى الجهود في الدراسة لأنهي اللقب الأول بسرعة كبيرة وأحرر والدي من العبء الكبير". وتردف قائلة:" كما وأذكر الصعوبات الإجتماعية التي واجهت والدايّ لتقبلهم خروج ابنتهم الى الجامعة وسكنها بعيداً عن المنزل، لكن بالنسبة لي فكانت هذه الفترة هي الأهم في صقل شخصيتي واعتمادي على نفسي وفهم معنى الحرية بمسؤولية، فالفترة الجامعية كانت أيضاً ممتعة بالزمالة والصداقة التي فتحت لي باب التعرف على أناس من قرى ومدن عربية مختلفة".
وتقول د. غنايم:" في العام الأخير من دراستي اختارني أحد المحاضرين لأكون معيدة لديه في أحد مساقات الحاسوب للقب الأول، وكانت من أهم التجارب الرائعة والتحديات الصعبة بالنسبة لي، حيث قمت بتدريب وتدريس طلاب عرباً ويهوداً – وغالبا ما كانوا يكبرونني سناً – علماً أن موضوع تعليمي أعتبر من المواضيع الصعبة في علم الحاسوب".
د. أسماء تتوسط بناتها
نجاعة فترة التعليم
وتعود بنا د. غنايم لفترة دراستها للقب الثاني في ألمانيا لتحدثنا قائلة:" فترة الدراسة في المانيا للقب الثاني كانت في الحقيقة من أجمل الأيام في حياتي، فيها بنينا – زوجي وأنا – حياتنا كما يقال "طوبة طوبة" وعملنا وتعلمنا في نفس الوقت واستطعنا تغطية مصاريف معيشتنا وتعليمنا بجهدنا الخاص، كما وأنجبت خلال تعليمي هناك ابنتنا آيه، حيث لم يكن الأمر سهلاً أبداً تنشأة طفلة أولى دون وجود مساعدة، ولكن الحمد لله استطعنا بالتعاون والدعم المتبادل والمستمر أن نربي ابنتنا والإستمرار في مشوارنا التعليمي بنجاعة كبيرة".
فترة التعليم للقب الثاني كانت فرصة رائعة لد. غنايم، حيث تواصلت مع الكثير من الأفراد من دول متعددة من العالم – من ألمانيا ومن غيرها، ومن خلالهم تعرفت على عادات ومعتقدات مختلفة، فالتعدد والإختلاف بالنسبة لها هو من أجمل ما يميز هذا الكون، الى جانب التعليم عملت أيضاً في مجال الهاي-تك، وهذا بحد ذاته كان لها بمثابة تجربة مهنية واجتماعية مميزة. فتضيف:" حينها شعرت حقاً كم أن العالم كبير ومفتوح، وفيه يدير الشخص حياته وشؤونه بشكل حر ومستقل في مجال واسع، الأمر الذي افتقدته في الوهلة الأولى حين عودتنا الى البلاد".
رسالة الدكتوراة... الأمومة... والعمل...
الدراسة للقب الثالث كانت المرحلة التي تميزت بالإختلاف التام، فهي بمعظمها عمل ذاتي على رسالة الدكتوراة مع التواصل القليل نسبياً مع الجامعة، وتذكر د. غنايم أن الكثير من اللحظات المثقلة رافقتها خلال اللقب الثالث، فافتقدت فيها للإنتماء الجماعي المنظم الذي يخفف أو يساعد أحياناً.
وتحدثنا عن فترة اللقب الثالث قائلة:" رغم الصعوبات في اللقب الّا أنه كان لدي طاقم إرشاد رائع وداعم مثل بروفسور شيزاف رفائيلي وبروفسور فيصل عزايزة، والقليل من الصداقات التي أيضاً كانت تضفي نوعاً من النشاط للإستمرار على البحث والعمل الدؤوب".
وتضيف:" العمل على رسالة الدكتوراة كان إضافة الى كوني أم في عائلة أوسع، حيث أنجبت طفلتي الثالثة خلال كتابة رسالة الدكتوراة، كما وعملت في معظم تلك الفترة بوظيفة كاملة كمحاضرة في أكاديمية القاسمي، التي أيضاً دعمتني من خلال المرونة في برنامج عملي لأستطيع تخطي تلك الفترات الضاغطة، وحقيقة أنا اليوم سعيدة أنني أنهيتها وانتهى معها أربع سنوات طويلة وصعبة، لكن وبالطبع تبقى منها أيضاً ذكريات ممتعة كثيرة، ففترة الدكتوراة صقلت فيّ حب البحث المستمر بمنهجية علمية، ومن جهة أخرى زادت لدي أهمية التفكير في استثمار الوقت، الذي هو أثمن مورد في حياتنا وذلك من خلال وضع سلم أولويات للأمور والأهداف الكثيرة التي نريد أن نحققها في حياتنا، وأنه لا بد أحياناً من التنازل عن بعض الأهداف المهمة لأجل أهداف أهم".
حب التجدد والإستمرارية
في العشر سنوات الأخيرة تركز مجال عمل د. أسماء غنايم في تكنولوجيا المعلومات والإتصالات، فعملت كمديرة للمجال في أكاديمية القاسمي وحاضرت في قسم علم الحاسوب ومساقات في دمج التكنولوجيا في التربية والتعليم، كما وعملت بوظيفة جزئية في معهد موفيت في نفس المجال، فهذا أقرب مجال على تخصصاتها العلمية والمهنية وكذلك من أقرب المجالات الى عقلها وقلبها، فعلى ما يبدو يندمج تخصصها مع صفاتها في حب التجدد والتطور المستمر.
وحول انجازاتها، تقول غنايم:" هنالك أحداثاً كثيرة مهمة وبارزة في حياتي، أكتفي أن أذكر منها، الفترة التي عشتها في المانيا مع زوجي، انجابي لأيه، هبه وماري، تحصيلي العلمي، وتقدمي المستمر في مجال عملي في أكاديمية القاسمي والنجاح في رفع مستوى التكنولوجيا في الأكاديمية لتكون بهذا المجال على رأس الكليات في البلاد".
الدعم والطاقات الإيجابية
حصلت د. غنايم على دعم كبير في بداية الطريق من والديها، اخوتها وعمها واستمراراً من زوجها وكذلك من مجموعة لا بأس بها من المحاضرين والمرشدين الذين تعلمت لديهم أو عملت معهم إن كانوا عرباً أو يهوداً وألمان الذين تميزوا بقيم انسانية رفيعة المستوى وكانوا بلا شك على قناعة بقدراتها. بالإضافة الى هذا، وفي الفترات التي سافرت فيها الى مؤتمرات خارج البلاد تلقت الدعم من عائلتها وعائلة زوجها وبعض الصديقات، كما وتتلقى تشجيعاً وتمكيناً من رئيس أكاديمية القاسمي د. محمد عيساوي وخاصة في مجال تطوير المهارات الإدارية، وهنالك طاقة كبيرة استمدتها من بريق أعين بناتها، حيث ترى من خلاله أملاً وقوة لمستقبل أفضل، وقبل كل هذا عندها ايمان كبير بأن الله ييسّر لها دائماً الأفضل.
الرسالة...
تقول د. أسماء غنايم حول إيمانها وأحلامها:" أحمل رسالة محبة انسانية واسعة، رغبة كبيرة وعمل جاد في بناء المعرفة، توسيع الآفاق وتقوية الإيمان، كما أنني أفهم الدين كمنهج حياة واسع، مرن متطور بأخلاقيات سامية، ومحبة كبيرة، أؤمن أنه بالعلم والإيمان الصادقين تسمو الأفراد والمجتمعات، كما وأؤمن أنه دون تطور حقيقي للمرأة لا يمكن لمجتمعنا أن يخطو أية خطوة الى الأمام، لا بد للتحرر من النظرة التي تختزل المرأة كجسد أنثوي، الى النظرة الإنسانية الكاملة، من روح، فكر وعاطفة، فبالفكر الحر والعمل الدؤوب المتقن بحرية ومسؤولية تتسارع تحقيق الأهداف".
تأثير اسماء على المحيط من حولها من خلال عملها واختصاصها
تهتم أسماء في الحفاظ على علاقة متينة ومفتوحة مع بناتها، فتقول:" هذا بالنسبة لي من أهم ما أعمل عليه خاصة لوجودنا في مجتمع وللأسف في كثير من الأحيان يعطي نظرة منقوصة أو مستضعفة للفتاة وخاصة ان لم يكن لها أخوة ذكور، أعمل كثيراً على دعم بناتي ومساعدتهن في بناء المعرفة واكتساب مهارات حياتية تؤهلهن لإدارة حياتهن إدارة ناجحة ان شاء الله". وتضيف:" وبشكل عام آمل ان أكون قدوة مؤثرة في المحيط الأوسع، كما أحاول من خلال محاضراتي فتح الآفاق لمن يدرسون أو يتدربون عندي، وكذلك من خلال الطواقم التي أعمل معها أسعى لأكون واضحة، مهنية وانسانية. كما وأنني أتأثر أيضاً من محيطي وأتعلم الكثير يومياً ممن أتواصل معهم".
مشاريع حالية ومستقبلية
وعن مشاريع د. أسماء غنايم الحالية:" بعد أن أنهيت مشوار الدكتوراة، قررت أن أطور في كل عام معرفة ومهارة في مجال جديد، في الأشهر القريبة أنهي تعلم دورة تدريبية في الإدارة، كما وأعمل مع مجموعة من الزملاء والزميلات على اجراء ابحاث في مجالات الإنترنت والتكنولوجيا – آخرها حول استخدام الشبيبة العرب للشبكة الإجتماعية الــ Facebook، كما وأقوم حالياً بالعمل المستقل وتأسيس شركة باسم S.E.T (Society, Education & Technology) أقوم من خلالها بتقديم الإستشارة، التدريب والمحاضرات في مجالات دمج التكنولوجيا الحديثة وخاصة الإنترنت في الأعمال، الإدارة، الصحافة، التربية والتعليم والتسويق".
طموح وهدف
تطمح د. غنايم لتأسيس أو إدارة مؤسسة كبيرة لتفتح مجال العمل للأجيال الشابة ليؤسسوا حياتهم الإقتصادية، بحيث لا تكون هذه المؤسسة محطة النهاية لهم، بل محطة انتقالية تمكنهم وتفتح أمامهم الفرصة لتطوير أنفسهم ومهاراتهم وايجاد أو بناء ما يلائمهم من أماكن عمل جديدة.
يوم من أيام أسماء...
يوم أسماء يبدأ بالصباح المبكر بتعاون بينها وبين زوجها بإعدادات الصباح لبناتهما للمدرسة، ومن ثم الذهاب الى عملها، في غالب أيام الأسبوع تلتقي – زوجها وبناتها وهي - بعد الظهر لتناول الغداء سوية، أحياناً تعود وزوجها للعمل في ساعات العصر.
تضيف أسماء:" أتشارك مع زوجي في أعمال المنزل ومساعدة بناتنا في أمورهنّ التعليمية، وكثيراً ما أستمر في ساعات الليل في بعض التحضيرات المهنية، العلمية او القراءة، نحاول الحفاظ على جلسة عائلية ترفيهية مرة في الأسبوع، ويوم الجمعة يكون عادة يوم عائلي موسع واجتماعيات، وأحافظ على يوم في الأسبوع أتعلم فيه دورات اضافية لتطوير ذاتي ومهاراتي".
وقت فراغ خالٍ من الفراغ
تقول أسماء:" لا أعرف معنى لوقت الفراغ ... أعمالي دائماً أكثر من أوقاتي، ومن خلال تنظيم وإدارة برنامجي أحاول أن أرتب سلم أولويات لتحقيق الأهداف المهمة في حياتي". وتضيف:" بالنسبة لهواياتي، أحب كثيراً التجول في أحضان الطبيعة وكذلك القراءة وسماع الموسيقى الهادئة، وهنالك أموراً كثيرة إضافية أود لو كان لدي الوقت لممارستها مثل الرسم، الرياضة والتصميم، ولكن حتى الآن لم تجد هذه الهوايات مكاناً في برنامجي".
عراقيل وقيود
تحدثنا د. أسماء غنايم عن العراقيل التي واجهتها خلال حياتها وعملها وكيف تغلبت عليها، فتقول:" كأي امرأة عربية فلسطينية في دولة اسرائيل، واجهت حدود العادات والتقاليد التي تضيق وتنتقد في كثير من الأحيان أموراً إنسانية أساسية في حق الإختيار، التعلم والسفر للمرأة، وأحياناً غياب المساعدة الملائمة في الوقت الملائم، ومن جهة أخرى التمييز العنصري المعروف تجاه العرب في اسرائيل وذلك في حياتنا اليومية، الأمر الذي يعرقل ويستهلك طاقاتنا مثل تفتيشات المطارات، وصعوبة الدخول الى المؤسسات في المناطق اليهودية وغيرها". وتضيف:" كذلك أفتقد بشدة شح وحتى انعدام وجود بيئة ترفيهية تلائمنا من الراحة والإسترخاء.. للمجتمع العربي عامة وللمرأة والأطفال خاصّةً".
لا تخفي أسماء أنها عانت من أوقات إحباط وغضب أحياناً أخرى من العراقيل التي نواجهها كمواطنين في اسرائيل، ولكن لم تترك لهذه المشاعر أن تتغلب عليها أبداً. فلديها من الإيمان القوي والثقة الكبيرة ما يكفي لأن تتحداها، فلدى أسماء إيماناً بأن يومها أفضل من أمسها وأن غدها سيكون حتماً أفضل من يومها، فنضيف:" أحاول ألا أفقد بوصلتي التي تحوي الأهداف التي أريد تحقيقها فهي التي تذكرني بأن هذه عراقيل مؤقتة وأنني قادرة على تخطيها، بالإضافة بالطبع الى الدعم الذي تلقيته من المقربين مني عقلاً وقلباً ".
رسالة ملهمة للمرأة الفلسطينية
توجه د. أسماء غنايم رسالتها للمرأة الفلسطينية قائلة:" المرأة الفلسطينية أثبتت أنها مثابرة وذات مسؤولية، لكن لا زال المشوار طويلاً، على الفتاة والمرأة الفلسطينية أن تحقق قفزات سريعة في تطوير ذاتها ومحيطها لتقود نفسها ومجتمعها لطريق الحرية والمسؤولية لصنع المستقبل الأفضل لبناتنا وأبنائنا". وتردف:" آمل أن تتسارع وتتكاثر الفتيات والنساء اللواتي تعي ما تريد من هذه الحياة وتستثمر كل ما لديها من موارد وطاقات في تطوير ذاتها ومن حولها وفق قدراتها ونقاطها التي تميزها، وكل ذلك على أسس متينة من قيم انسانية سامية وراقية". وتضيف:" على كل فتاة ان تعي أن التعليم والعمل من أهم الأسس التي تمكنها من إدارة حياتها في ظل الظروف المتسارعة في التغير، وأن تسعى لأن تكون ممن يصنع، يساعد، يساند أو يعطي لا ممن يستهلك، يتكّل ويأخذ".
الإيمان الداخلي
وتختتم د. غنايم حديثها قائلة:" أومن أن الحرية والمسؤولية أساسان للتميز والإبداع، أومن أن على الإنسان العصري أن يرى بنفسه مواطن العالم الكبير وعدم التقوقع في الحدود الإجتماعية والسياسية التي ولدنا بها، أومن أن الوقت هو أثمن الموارد التي وهبنا الله اياها وعلينا الحرص في قضائه أكثر مما نحرص على صرف الأموال التي بحوزتنا".
موقع العرب يتيح المجال امام النساء الناجحات مهنيا وعلميا واجتماعيا التواصل معه عن طريق البريد الألكتروني لاجراء المقابلات الصحفية والكتابة عن نجاحات المرأة في زاوية إمرأة ناجحة الجديدة التي يقدمها موقع العرب لزواره تشجيعا للمرأة وخروجها الى سوق العمل والمنافسة وتعميق مكانتها في المجتمع، لذا يدعو موقع العرب كل امرأة ترى بنفسها ناجحة إما من خلال مشروع أو مهنة أو علم أو أي شيء آخر التواصل معنا على البريد الألكتروني التالي:
alarab@alarab.co.il