سامي العلي في مقاله:
امتساقة قلمي ستعبر عن فرحي وسروري من تباشير إحياء لجنة الطلبة العرب وخروجها من الظلمات إلى النور بعد طوال غياب
كل طيف كان جزءا من مركبات اللجنة عام 2007- بعد سباتها طبعا- ألقى اللوم على الآخر في حين اتسعت فجوة القطيعة زمنيا لتغدو لجنة الطلبة في جامعة حيفا رهينة
انتخاب اللجنة وتفعيل الحركة الطلابية هي خطوة ضرورية وتقدمية لإعادة بناء وتنشيط وتحفيز آلاف الطلبة الجامعيين في مختلف مواقع سكنهم ودراستهم،
ألمني كثيرا غياب لجنة الطلبة العرب في جامعة حيفا عن ميادين الجامعات والكليات الأكاديمية والنشاطات الوطنية والتربوية خاصة وأنها روح وقلب مشهد الحركة الطلابية العربية في الداخل الفلسطيني، وذلك بسبب عوامل كثيرة تدركها وتعلمها كافة الأطياف الفاعلة في الحركة الطلابية وممثلي الدوائر الطلابية في الأحزاب والحركات وحتى الطلبة العرب في الجامعة.
لجنة الطلبة العرب
فيض من المقالات والآراء سطرت وكتبت حول أسباب "تغييب" اللجنة مدة ثلاث سنوات بأقلام ممثلي وعاشقي الحركة الطلابية، وتبادلت الأطراف الاتهامات والطعون، إذ ألقى كل طيف كان جزءا من مركبات اللجنة عام 2007- بعد سباتها طبعا- اللوم على الآخر في حين اتسعت فجوة القطيعة زمنيا لتغدو لجنة الطلبة في جامعة حيفا رهينة الصراعات الأيدلوجية والطروحات الحزبية، كما لجأ نشيطو بعض الأحزاب والحركات إلى أسلوب التجريح والإهانة والانتقاص من نظائرهم لتحقيق بعض المنافع الرخيصة وضرب الحركة الطلابية بأي ثمن، متناسين مصالح الطلبة العرب ومتجاهلين الهدف الجوهري من وراء لجنة الطلبة العرب. لن أسهب في هذا المضمار كثيرا، فهذه الحقبة المؤسفة والمخجلة من تاريخ الحركة الطلابية عامة ولجنة الطلبة العرب في جامعة حيفا ستبقى وصمة عار على جبين كل فرد، بغض النظر لانتمائه السياسي والحزبي، كان شريكا في تكبيل اللجنة بل وزجها في الأسر طوال هذه المدة، وكنت قد أبديت رأي حول مسببات تغييب اللجنة في كتابات سابقة.
الديمقراطية والنزاهة
أما اليوم فامتساقة قلمي ستعبر عن فرحي وسروري من تباشير إحياء لجنة الطلبة العرب وخروجها من الظلمات إلى النور بعد طوال غياب، لاسيما بعد توافق ووحدة الأطياف الطلابية على اختلافها وترفعها عن المظاهر الحزبية والتفافها حول القواسم المشتركة للجنة والطلاب، لنجتاز بذلك المرحلة الأولى من استنهاض اللجنة وبناءها. المرحلة القادمة والتي أضحت قاب قوسين أو أدنى، هي انتخاب اللجنة والتي أرجو أن تتكلل بالنجاح وتتسم في الديمقراطية والنزاهة والأجواء الأخوية والوطنية طبعا. أما المرحلة الثالثة فهي العمل والنشاط والإنتاج، نشاط يجمع الألوان الطلابية والسياسية والحزبية والدينية تحت جناح لجنة الطلاب، وفي هذه المرحلة يكمن الامتحان الصعب الذي سيثبت النوايا والمبادرة والانجاز.
انتخاب قيادة
والانجاز الحقيقي هو وحدة طلابنا وهمنا هو نجاح اللجنة، لذلك اعتقد أن تنظم الانتخابات تحت شعار "نحو تفعيل الحركة الطلابية من أجل تعليم أفضل ومستقبل واعد"، هذه الانتخابات التي ستلد اللجنة التي ستمثل محطة بناء وتأسيس للاتحاد القطري للطلبة العرب وتشمل صياغة الخطط وبرامج العمل برؤية جماعية موحدة تستجيب لضرورات الواقع، وانتخاب قيادة ومركبات للاتحاد على أسس تكرس وترسخ النهج الديمقراطي في العلاقات الداخلية للاتحاد، وبلورة دستور واضح.
المشهد الوطني والثقافي
إن انتخاب اللجنة وتفعيل الحركة الطلابية هي خطوة ضرورية وتقدمية لإعادة بناء وتنشيط وتحفيز آلاف الطلبة الجامعيين في مختلف مواقع سكنهم ودراستهم، وهي نقلة كبيرة خاصة وأنها بمثابة النبع الذي يضخ الدماء الشبابية القيادية في عروق مجتمعنا وهيئاته المختلفة ويبث روح التجديد والمثابرة. ولا بد من ضرورة المتابعة العملية لنشاطية اللجنة بعد انتخابها والالتزام بالخطة والبرنامج المقر من قبل أعضائها، فانا بانتظار نشاطات اللجنة التعليمية والتربوية والتوعوية والترفيهية والرياضية، والتواصل والتفاعل، وتعزيزها للمشهد الوطني والثقافي والقومي والتاريخي والتوسع في صفوف الطلبة لتقديم الخدمة لأكبر عدد ممكن والحرص على مصالحهم وحماية حقوقهم ودحر المؤامرات عنهم، دونما اعتبارات ومصالح حزبية وضيقة من شأنها أن توسع الفجوة وتغذي الخلاف، تماما كما عهدتها في سنوات عطائها الماضية.
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر.
لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وصورة شخصية بحجم كبير وجودة عالية وعنوان الموضوع على العنوان: alarab@alarab.co.il