المدرسة تتبنّى مشروع الحكاية من خلال التّحوير الّدرامي للرّسومات من خلال مشروعين إثنين
الكاتبة نبيهة جبارين:
إنّها تجربة أولى لي مع طلّاب في هذا الإطار أسعدني تجاوبهم، لم أتوقّع أن تكون الورشة بهذه الجودة
برغم عدم مشاركة مدرسة المسار ،حيفا ، بفعّاليّات مسيرة الكتاب رسميا إلا أنّها وجدت نفسها في خضم فعّاليّات أدبيّة وفنيّة على مدى أسبوع تخلّلتها المسرحيّة واستضافة كاتب، ويومين في القصّة الموجّهَة. والجدير ذكره أنّها التّجربة الأولى لمدرسة في الإضطرابات السّلوكيّة استضافة فعّاليّات من هذا النّوع. ولعلّ الجميل في الفعّاليّات الّتي حقّقت أنّها كانت مبنيّة على أساس أن تلائم الموضوعات الّتي تشغل الطلاب أنفسهم. إشكاليّات حياتهم، هواجسهم، مخاوفهم، ارتباكهم.
ضمن المحطّات الهامّة لمسيرة الكتاب تمّ استضافة الكاتبة نبيهة جبارين، وتمّ التمحور في قصّتها " الكركس والدّوري" كنموذج حي للإختلاف في الرّأي حول قضايا مصيريّة للإنسان خصوصا وللمجتمع عموما. الصّراع على المكان في إطار قناعاتنا الشّخصيّة كأناس لهم الحق في مكان يحمل تعريفا واضحا بهم يحقّق لهم طموحات مستقبليّة. مواضيع شائكة من هذا النّوع ليس من السّهل تذويتها لطلّاب يعانون من اضطرابات سلوكيّة ومستوى تركيز قليل. لكنّ المفاجىء حقّا لدى هؤلاء الطلّاب بالذّات وعيهم بمكوّنات حياتهم. ولذلك أمكن لهم تحقيق تفاعل ملفت مع حيثيّات الورشة الّتي أعدّتها الكاتبة جبارين لهم. محطّة أخرى ملفتة تتعلّق بتحوير النّص إلى فعل درامي مسرحي.
إشكاليّة تعاطي المخدّرات
فقد استضافت المدرسة مسرحيّة خاصّة بمسرح أجيال عرضت إلى إشكاليّة تعاطي المخدّرات ومخاطر الإنزلاق إلى عالمها، كيف يصبح الفرد في لحظة استهتار عبدا لإغراءات عرضيّة، ربّما لولا إلحاح المحيطين بحياته، أصدقاؤه تحديدا، لما انزلق إلى تلك المتاهة. محطّة أخرى مهمّة يقف في مركزها النّص الحكائي، القصصي. النّصين خاصّين، بتشوان تسو، ألحكيم والسّمكة، والآخر خاص بالصيّاد والسّمكة. حاولنا ضمن الورشتين تذويت مفهوم العبوديّة في علاقة نوعين من البشر بالسّمكة، الصيّاد والفيلسوف كونهما من عالمين مختلفين. لم تكن التّجربة بسيطة، ولكنّها حتما ممتعة. فيها الكثير من النّوعية والتميّز.
على هذه الفعّاليّات علّقت الكاتبة جبارين قائة: "إنّها تجربة أولى لي مع طلّاب في هذا الإطار.أسعدني تجاوبهم، لم أتوقّع أن تكون الورشة بهذه الجودة"، بدورها عبّرت مديرة المدرسة، أميمة قدّور عن ثقتها بتجربة الطلّاب مع طاقم المدرسة. الّذي يكرّس ساعات خاصّة للمجموعات المختلفة لتذويت مفهوم القصّة ويحرص على فنيّتها بالدّرجة الأولى كي تخرج أكثر متعة، وأضافت: "تعلّمنا التّجربة أنّنا كلّمنا أصررنا على العطاء سنحصل على مردود أكبر، وهذه التّجربة تعطينا مزيدا من الرّغبة لإعداد برنامج أكثر تنوّعا في السّنة القادمة" والجدير ذكره أنّ المدرسة تتبنّى مشروع الحكاية من خلال التّحوير الّدرامي للرّسومات من خلال مشروعين إثنين، الأوّل مع المعلّمة كارولين، والآخر مع الكاتبة رجاء بكريّة، هذا الأمر يمنح مزيدا من الغنى لفكر الطّالب وشعوره تجاه النّص الّذي يتعامل معه على المستوى السّمعي أكثر منه قرائيّا. أغلقت فعّاليات الطلاب حول القصّة فعّاليات أسبوع زخم، زاخر بالحيويّة.