شريهان أسدي للعرب:
للأسف نحن من نختار لأبنائنا من وماذا يكونون.. وليس هم.. وهذا خطأ
أهم الرسائل بنظري أن يكون لدى الإنسان الهدوء النفسي وأن نصل لمرحلة بأن نكون أصحاب مع ذواتنا
الأديبة تكتب عن حالها ولا تستطيع أن تتضامن مع نفسية المريض والذي هو بحاجة لمثل هذا العلاج
أنا أؤمن بأنه لا يوجد إنسان سلبي .. فما تزرعه تحصده.. ومن هنا على كل فرد أن يجد المكان الملائم والبيئة الملائمة لإيجاد نفسه بها
الأدب هو النفس والأدب هو تحرير للمجتمع، تحرير ما بداخلنا تحرير ما هو بباطن مجتمعنا ونفوسنا فقصصنا تحكي عن مشاكلنا اليومية ومشاكل الحياة
العديد من طلابنا وطالباتنا الجامعيين والجامعيات يختارون المواضيع العامة في دراساتهم الجامعية. البعض يختص بتعلم اللغة الانجليزية والبعض الآخر يختص بعلم الاجتماع أو التربية الخاصة أو اللغة العربية والعبرية وعلم النفس والبيولوجيا وموضوع المحاماة وتدقيق حسابات وغيرها من المواضيع.
موضوع "البيبيوترافيا"!
لكن شريهان أسدي ابنة قرية دير الأسد (24 عاماً) اختارت موضوعاً غريباً نوعا ما وغير مألوف للوسط العربي، إنه موضوع "البيبيوترافيا"! أي موضوع العلاج عن طريق الأدب، بالاضافة الى تعلمها لموضوع الأدب العبري، وذلك بعد أن حصلت على لقبها الأول في هذا الموضوع من جامعة القدس. وعن اختيارها لهذا الموضوع المثير وما يحويه قابلنا شريهان التي اسهبت بالحديث قائلة: "للأسف هذا الموضوع غير مألوف لكن إن شاء الله رويداً رويداً سيأخذ مكانته في مجتمعنا العربي". بهذه الكلمات إفتتحت شريهان حديثها معنا قاطعة سؤالي عن أهمية ودور هذا الموضوع في وسطنا العربي،
إليكم مجمل اللقاء...
العرب: هل حقا تتحدثين عن العلاج عن طريق الأدب؟
شريهان أسدي: نعم نعم..عن طريق الأدب.. اليوم توجد علاجات عن طريق الفن وعلاجات عن طريق المسرح والحيوانات ايضاً.
شريهان أسدي
العرب: كيف يتم العلاج؟
شريهان أسدي: هذا العلاج يتم عن طريق الحديث مع المُعالَج من خلال قراءة قصة أو شعر أو أدب معين يقوم المعالج نفسه بإلقائها وبهذه القصة أو الشعر أو الأدب معاناة شبيهة لمعاناة متلقي العلاج أو انها قد تحتوي على نفس مشكلة متلقي العلاج ومن هنا فإن قراءة القصة أمامه هي عبارة عن التضامن معه والإقتراب منه ودخول عالمه والانسجام معه وهذا بحد ذاته يخفف الكثير من حالته بعد أن يدخل المعالج الى نفسه من خلال مراجعة خطواته وماذا بداخله.
العرب: هذا الموضوع قريب من العلاج النفسي؟
شريهان أسدي: صحيح فما هو الأدب؟ الأدب هو النفس والأدب هو تحرير للمجتمع، تحرير ما بداخلنا تحرير ما هو بباطن مجتمعنا ونفوسنا فقصصنا تحكي عن مشاكلنا اليومية ومشاكل الحياة.
العرب: هل هذا العلاج لفئة معينة أو لجيل معين فقط؟
شريهان أسدي: العلاج بالأدب ملائم للجميع صغاراً وكباراً وهو علاج للمسنين ايضاً ولا يقتصر على فئة معينة.
العرب: هل يستطيع الإنسان أن يعالج نفسه بنفسه من خلال قراءة الأدب والشعر والقصص؟
شريهان أسدي: هذا وارد بالحسبان لكن ليس على الجميع. بإمكان الشخص أن يعبر عن نفسه ويخفف من توتره واكتئابه من خلال الكتابة مثلاً. كم من مرة ضايقك شيئاً ما وقمت بكتابته باليوميات الخاص بك؟ أو عبرت عنه بالكتابة على ورقة واحتفظت بها داخل كتاب؟! هذا هو علاج بيبيوترافيا. فهذه طريقة علاج لإخراج ما بداخلك والتعبير عنه بالكتابة وهذا يحرر النفس من الضغوطات ويهدىء من التوتر والإضطراب الداخلي.
العرب: ماذا ستغير شريهان في المجتمع مستقبلاً بعد توظيفها؟
شريهان أسدي: انا أؤمن بالولد.. فالولد هو المركز.. فأنا انظر الى روحه ونفسيته وماذا يحب وما هو ميوله ومن هنا عليه أن ينمو وينطلق.. نحن وللأسف نفرض على الولد ما نريده أن يكون.. للأسف ولا مرة سألناه ماذا يريد.. فمن هذا المنطلق أريد أن أسير.
العرب: هل كل أديبة هي معالجة أدبية؟
شريهان أسدي: طبعا لا.. فالأديبة تكتب عن حالها ولا تستطيع أن تتضامن مع نفسية المريض والذي هو بحاجة لمثل هذا العلاج، فهي تستطيع أن تلقي الضوء على الموضوع او على قضية معينة، وبإمكان الأديبة أن تعالج نفسها مثلاً من خلال كتاباتها والتعبير عن ذاتها.
العرب: الموضوع غريب عن الوسط العربي فهل بالإمكان دمجه مستقبلاً؟
شريهان أسدي: بالطبع.. هناك عدة مواضيع دخلت في السنوات الأخيرة ولم تكن معروفة لنا.
العرب: هل هذا كان طموحك وتخطيطك؟
شريهان أسدي: لا، لم يكن تخطيطي وطموحي دراسة هذا الموضوع، بدأت أولاً بالأدب العبري، لكن رويدًا رويداً بدأ التغيير فأنا دائماً أدرس نفسي وأرى ما هي رغباتي، وما هي ميولي وما يهمني هو أن المكان الذي سأعمل به يبجب أن يشعرني بالإكتفاء الذاتي وان أوصل رسالتي لمن أريدها أن تصله ومن هنا أحاول قدر المستطاع خلق البيئة الملائمة لكي أكون منتجة ومثمرة به.
العرب: أين سنرى شريهان أسدي بعد 10 سنوات من اليوم؟
شريهان أسدي: 10 سنوات.. من الممكن أن أكون مديرة لجمعية معينة، ومن الممكن معلمة مدرسة ايضاً.. إنها مدة زمنية طويلة بها من الممكن أن يحدث الكثير.
العرب: رسالتك للمجتمع ولكل فرد وفرد فيه ؟
شريهان اسدي: لدي عدة رسائل في الحياة لكن أهمها أن يكون لدى الإنسان الهدوء النفسي وأن نصل لمرحلة بأن نكون أصحاب مع ذاتنا.. يكفي أننا كمجتمع وأقلية عربية تعاني الكثير.. فكفى، تعالوا لنجد أنفسنا ونكتشفها.. فأنا أؤمن بأنه لا يوجد إنسان سلبي.. فما تزرعه تحصده وتلاقيه.. ومن هنا على كل فرد أن يجد المكان الملائم والبيئة الملائمة لإيجاد نفسه بها.
موقع العرب يتيح المجال امام النساء الناجحات مهنيا وعلميا واجتماعيا التواصل معه عن طريق البريد الألكتروني لاجراء المقابلات الصحفية والكتابة عن نجاحات المرأة في زاوية إمرأة ناجحة الجديدة التي يقدمها موقع العرب لزواره تشجيعا للمرأة وخروجها الى سوق العمل والمنافسة وتعميق مكانتها في المجتمع، لذا يدعو موقع العرب كل امرأة ترى بنفسها ناجحة إما من خلال مشروع أو مهنة أو علم أو أي شيء آخر التواصل معنا على البريد الألكتروني التالي:
alarab@alarab.co.il