الأسير الأمني أحمد أبو جابر ابن كفر قاسم:
كتبت القصيدتان بلسان أم جولان كتعبير عن أحساسي وشعوري بها وبكل الوفاء والتضحيات الجسام التي قَدَّمَتْها وما زالت طيلة هذه السنين المريرة من الفراق القسري
بعث الأسير الأمني أحمد أبو جابر ابن كفر قاسم إلى الشيخ النائب إبراهيم عبد الله صرصور رئيس حزب الوحدة العربية الحركة الإسلامية ورئيس القائمة الموحدة والعربية للتغيير، بقصيدتي شعر تمنى نشرها في الصحف والمواقع العربية. الأولى لزوجته قدم لها بقوله ( قصيده كتبتها إلى زوجتي الغالية ، ورفيقة المشوار الطويل أم جولان بمناسبة ذكرى زواجنا الثالثة والثلاثين . طبعا كتبتها بلسان أم جولان كتعبير عن أحساسي وشعوري بها وبكل الوفاء والتضحيات الجسام التي قَدَّمَتْها وما زالت طيلة هذه السنين المريرة من الفراق القسري ، أتمنى أن تنال إعجابها وإعجاب الأوفياء وكل محبي الشعر ) ، وهذا نصها:
الأسير الأمني أحمد أبو جابر
أكون حيث تكون ...
إنْ غِبْتَ عنِّي يستحضرك فِيَّ عَصْفُ الجنونْ
وإن حَضَرْتَ يَمِّي يغيبك عني حياءُ العيونْ
كل الليالي أغفو على صدر وسادة الظنونْ
أما الليلةُ فأغفو على ذكرى ميثاقنا الميمونْ
تُبحر بِيَّ سفينةُ العُمر على مَتْنِ السنونْ
فأجِدْكَ مع الأنفاس بين الأضلع مدفونْ
بين الشعر والنثر بين الخوطر وفي غضونْ
أغرفُ لحظةً بين طيفِكَ الحاضرِ مِلئ الجفونْ
يا عُمْرِيَ المصهورُ زمانُهُ في بوتقة الأتونْ
يا نَبضِيَ المسحورُ صوتُهُ في صَمتِ السكونْ
كل عام يَكويني لحنُ القوافي من قلبك المحزونْ
وأنا أخُطُّ إليك بريشِ الخوافي لكنْ بدونْ
أشعارٍ، قلبيَ تَنَسَّكَ للوفاء ولحبك المكنونْ
ولأجلك بَنَيْتُ صومعتي على أبواب السجونْ
حيث تلقاني والقاك أو يلقاني حَتْفُ المنونْ
هناك تجدني دوما أكونُ حيث تكونْ
وفي القصيدة الأخرى عبر الشاعر الأسير من خلالها عن مشاعره تجاه قضية العراقيب والتي تحولت إلى رمز النضال العربي في منطقة النقب خصوصا وفي إسرائيل عموما ، مُرَكِّزًا على شخصية الشيخ صياح ابو مديغم ( ابو عزيز ) الذي يجسد روح هذه القضية ، وهذا نصها :
صياح يا ذيب العراقيب
يا مِعتِلي سنامَ ألْلِّي يِطوي النوى بْرَزِّهْ
أوظَحَ الفالْ عَ دْيارْ قِبْلِه شِدِّ خْزَامِه وْدِزِّهْ
عَرِّظْ على كُحْلِهْ وأقْلُطْ على الفُخَّاري إسْقِيهْ مَزِّهْ
تُكَّهْ عالعراقيبْ مِنْ غَرَبَ الشَّارْعِهْ كُلَّها فَزِّهْ
تَلْقى ابو مديغمْ رافْعٍ بيارقَ الدِّيرهِ في مِنَزِّهْ
تَلْقَى بْنَاخْ سَلْمِي ، نَاصْبٍ فِي أرْضْ جِدِّهْ وأبُوهْ عِزِّهْ
صياحْ عَالْمُشرافْ يا ذيبَ العراقيبْ لِكُّل حَزِّهِ وْلَزِّهْ
فِي أيْكَةِ ألبِيدْ ، فِعْلَ العِلُوجْ أبَدْ مَا يْبِزِّهْ
أكْتِبْ لَكَ بْطاروقْ مِنْ نَبْظْى خافُوقْ ألْفَخَرْ بِهِِزِّهْ
ألْقُوِّهْ يا قَوِيَّ الْعَزْمْ والسَلامْ أصُرَّهْ في صِحايِفْ خَزِّهْ
ذَلَحْنِي زِمانَ ألرِّدَى والْعِدَا قَيَّدونِي عَنْ كُلْ نَزِّهْ
وألْيُوم ما ثَنَانِي عَنْكْ غِيرْ إنِّي أسِيرْ مَنْ وَرَاء بابٍ وْرَزِّهْ
معاني الكلمات :
- النوى : البعد – الرز : خف الجمل – أوظح : النوق الوضحى – الفال : ضد الشؤم – الخزام : قطعة حديد توضع في انف الجمل – دزة : ارسله أو ابعثه – عرظ : مر بجانب – كحله : اسم بئر ماء شرقي شمال العراقيب – اقلط : تقدم – الفخاري : اسم بئر غرب اللقية وشرق العراقيب – مزة : قصة او جرعة ماء – تكة : انزل به – الشارعة : ارض منبسطة غرب بئر الفخاري – فزة : قفزة – بيارق : راية – المنز : المهد – بناخ سلمى : صياح ابن اخو سلمى – المشراف : المكان المرتفع – الحز واللز : القطع والربط - الايك : الشجر الكثيف – البيد : الصحراء – العلوج : الشخص القاسي – يبزه : يغلبه – الطاروق : اللحن الشعري – الخافوق : القلب وهو الخافق – القوة : تحية تقال للعامل وقت عمله – أخره : اربطه – صحايف : الورق المكتوب – خزة : الحرير – ذلحي : رمى واوقع – النزة : الركض والحركة عموما – ثناني : اخرني – الرزة : قطعة من الحديد تدق في الباب/ فصالية يوضع فيها القفل .
تعقيب الشيخ ابراهيم صرصور
في تعليقه على القصائد ، عبر الشيخ صرصور الذي يتواصل إضافة إلى النائب الأستاذ مسعود غنايم مع الأسرى الأمنيين بشكل دائم ، عن اعتزازه بهذه المشاعر الإنسانية التي عبر عنها الشاعر الأسير ، والتي تثبت بما لا يدع مجالا للشك استحقاق هؤلاء الأسرى للمكانة الرفيعة في قلوب الجميع ، وصلابتهم التي لا تلين رغم العقود التي يقضونها في غياهب السجون بعيدا عن الأهل والأحبة في مواجهة التحديات بعد أن دفعوا وما زالوا أثمانا باهظة من أعمارهم وأعصابهم دفاعا عن قضيتنا المقدسة . واضاف قائلا: "هذه المشاعر التي لم أستغربها وأنا الذي ألمسها في كل لقاء لي مع الإخوة ، تتطلب منا جميعا بذل الغالي والرخيص في سبيل الوصول إلى نهاية هذه المشوار بالإفراج الكامل وتنسم عبير الحرية ، وما ذلك على الله ببعيد" . "...