الأستاذ عصام أبو الحاج مدير عام مركز القدس للمساعدة القانونية:
إخطارات الهدم الصادرة من الإدارة المدنية هي في تزايد مستمر خلال السنوات
تفاعل من شاهد الفيلم مع قصته المؤثرة، يبين ان الفيلم قد حقق الهدف الذي أنتِج من أجله، وبالتالي فقد وصلت الرسالة المرجوّة منه
توثيق هذه الانتهاكات يتطلب استثمار وسائل وتقنيات حديثة، ومنها صناعة الأفلام الوثائقيّة، والتي نستطيع من خلالها إيصال صرخة الظلم التي يتعرض لها الفلسطينيون الى قطاعات واسعة عربياً وعالمياً
عرض مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان على خشبة مسرح القصبة اليوم فيلم وثائقي سلط الضوء على قضية هدم المنازل في المناطق المصنفة "ج" بعنوان " إخطار"، وسط حضور كبير من الشخصيات السياسية والأكاديمية والنقابية والعاملين في المؤسسات غير الحكومية، إضافة إلى إعلاميين وباحثين
أمر الهدم
وكان بين الحضور عددٌ من الحقوقيين والدبلوماسيين الأجانب الذين عبروا عن رفضهم لهذه السياسة التي تمس حقا إنسانياً بالإحتماء من البرد أو الحر تحت سقف بيت آمن
بلدة كفر الديك
والساوية
والعقبة
وتناول الفيلم ثلاثة قصص من ثلاثة مناطق، حيث كان أولها قصة الطالب الجامعي راضي فرحات "30 عاماً" من بلدة كفر الديك، الذي يعاني من إعاقة جسدية ولا يزال على مقاعد الدراسة، وقد تلقت أُسرته أمراً بهدم منزلها، ليبقى مصير الأسرة والبيت رهناً بقرارات اللجان العسكرية والمحاكم الاسرائيلية
الجريمة !
"جريمة" الطالب الجامعي المكافح رغم الإعاقة الجسدية التي يعاني منها، هي البناء على أرض لا يمتلك سواها في المنطقة المصنفة (ج) وفق تصنيفات أوسلو، ودفعت العائلة كافة مدخراتها لبناء منزل العمر
أما القصة الثانية فكانت من قرية الساوية التي تعد 3000 نسمة، حيث أن حوالي 50 منزلاً مهددٌ بالهدم، وتلقت القرية إخطارات الهدم بعد إحضار كرفانات لمدرسة بالقرية لمنعهم من توسيع البناء، وهدم هذه المنازل بما فيها المدرسة يعني والقضاء على مستقبل 60 طالب وطالبة وبالتالي التسرب وحرمانهم من حقهم بالتعليم
أما قرية العقبة وهي القصة الثالثة في الفيلم فأكثر من 95 % من المباني القائمة عليها (منازل أو مؤسسات) فهي مهددة بالهدم، ويوجد في أروقة المحكمة العليا 15 قضية للحيلولة دون تنفيذ الأوامر
الحصول على مخططات هيكلية
علما ان المجلس بالقرية تقدم للجهات الإسرائيلية للحصول على مخططات هيكلية لكن دون أي رد أو اهتمام
وتطرق الفيلم إلى عدم منح الجهات الإسرائيلية تراخيص البناء للمواطنين، دون الاهتمام بحاجتهم للبناء والتوسع للنمو السكاني الطبيعي، خاصة وأن هناك مَحدودية في الأراضي التي يُسمح فيها البناء
وتحدث الفيلم في نهايته عن الخطوات الواجب إتباعها لترخيص المنشأة، إضافة الى الأمور الواجب ابتاعها بعد تسلم الإخطار، وصولا إلى تقديم الالتماس للمحكمة العليا
مؤكدا الفيلم ان أوامر الهدم في كافة الأراضي الفلسطينية هي سياسية وليست قانونية
تهديد نمط الحياة بالإنقراض
وحول الهدف من إنتاج هذا الفيلم يؤكد الأستاذ عصام أبو الحاج مدير عام مركز القدس للمساعدة القانونية:" ان توثيق هذه الانتهاكات يتطلب استثمار وسائل وتقنيات حديثة، ومنها صناعة الأفلام الوثائقيّة، والتي نستطيع من خلالها إيصال صرخة الظلم التي يتعرض لها الفلسطينيون الى قطاعات واسعة عربياً وعالمياً
وأضاف: إن تفاعل من شاهدوا الفيلم مع قصته المؤثرة، يبين ان الفيلم قد حقق الهدف الذي أنتِج من أجله، وبالتالي فقد وصلت الرسالة المرجوّة منه
وأكد أبو الحاج في الفيلم أن إخطارات الهدم الصادرة من الإدارة المدنية هي في تزايد مستمر خلال السنوات الأربع الأخيرة لإبقاء مساحة الضفة فارغة وفي المقابل ازدياد البؤر الاستيطانية وذلك يُعيق إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وقال:" ان الإجراءات الإسرائيلية على الأرض تُهدد نمط الحياة بالانقراض
"
أهمية ملائمة المباني لمتطلبات المعاقين
وفي نهاية عرض الفيلم قام السيّد عصام أبو الحاج بدعوة لجنة التكريم والتي تتكون من السيد الوزير ماهر غنيم، وزير الدولة لشؤون الاستيطان والجدار، والسيّدة المربيّة جانيت ميخائيل، رئيسة بلديّة رام الله وعضوة مجلس أمناء المركز، والأستاذ تيسير العاروري، رئيس مجلس إدارة مركز القدس
وقد تم تكريم السيدة حسنة فرحات وابنها راضي فرحات، والذين تمحور الفيلم حول معاناتهما، ومن ثّم السيّد مروان الطوباسي، محافظ طوباس، لجهود المحافظة ضد سياسات التوسّع الاستيطانيّة
وكرمت اللجنة الحاج سامي صادق، رئيس مجلس العقبة، -وهو على كرسيه المُتحرك- وخلال التكريم، قام السيّد أبو الحاج بمعاتبة إدارة مسرح القصبة، التي لم توفّر الإمكانيّات المناسبة لذوي الاحتياجات الخاصة، رغم أن قانون حقوق المعاقين رقم 4 لسنة 1999 يشير إلى أهميّة ملائمة كل المباني العامة لمتطلّبات ذوي الاحتياجات الخاصة
تكريم الوحدة القانونية
أمّا من القدس، فقد تم تكريم الناشط الحقوقي السيّد يعقوب عودة، الذي يعتبر من أقدم المبادرين لتأسيس الحركة الفلسطينيّة للحق في السكن
ومن الجنوب السيّد جمال الطميزي، رئيس بلديّة إذنا، ومن الأغوار المعلم تيسير دراغمة، مدير مدرسة الكعابنة الأساسيّة المهددة بالهدم، والمختار أبو عمر أبو خريبش مختار تجمّع الرشايدة في فصايل، والمهددون بالترحيل القسري عن أراضيهم
ومن محافظات الشمال، السيّد عكرمة سمارة، رئيس بلديّة بروقين، والسيد أحمد حسن، رئيس مجلس قروي الساوية
ومن القطاع الخاص، المهندس حسن أبو شلبك، ممثل شركة أرابتك جردانة، التي تعمل على تقديم المخططات للقرى الفلسطينيّة في مناطق ج، وقد تم اختتام حفل التكريم، بتكريم الوحدة القانونيّة في مركز القدس، على جهودها البناءة في الدفاع القانوني، وقد استلم دِرع التكريم، مدير الوحدة القانونيّة في المركز، الأستاذ بسّام كراجة