الأوضاع الأمنية تفاقمت بدءاً من يوم الجمعة الماضي نتيجة تحول المجموعات المحتجة إلى السلوك المسلح بعد أن كانت تقوم بتظاهرات بدأت بـ30 شاباً في منتصف الشهر
يقوم الجيش السوري والقوات الأمنية بعملية عسكرية دقيقة حرصاً على أرواح الأبرياء الذين لا يزالون رهينة المجموعات المسلحة التي تسيطر على مساحة واسعة من مدينة جسر الشغور في محافظة ادلب شمال شرق سورية ومحيطها وجبل الزاوية والطرق المؤدية ما بينها وصولاً إلى الطريق الدولي بين أريحا واللاذقية.
مباشر عن قناة الجزيرة
* ناقشوا هذا الخبر على صفحة موقع العرب على الفيس بوك
الأسلحة الحربية
وقالت صحيفة الوطن السورية الأربعاء إن المجموعات المسلحة تقوم بتفخيخ عدة طرق ومحاور منعاً لوصول تعزيزات أمنية وعسكرية ونصبت كمائن في قرى صغيرة وتستخدم الغابات والكهوف للاختباء، إضافة إلى أسلوب الكر والفر باتجاه الحدود التركية.
ونقلت الصحيفة السورية عن مصادر مطلعة وموثوقة في محافظة ادلب أن "المجموعات المسلحة في مدينة جسر الشغور لا تزال حتى يوم الثلاثاء تسيطر على عدد من أحياء وشوارع المدينة ودوائر ومؤسسات حكومية ومخافر شرطة والمشفى الوطني بعد أن هاجمت تلك الأماكن مستخدمة الأسلحة الحربية المتنوعة".
وأضافت إن ما حصل في المدينة ومحيطها أسفر عن "استشهاد 107 رجال أمن وجرح 45 عنصراً وفقدان وأسر 8 عناصر، ومقتل 16 شخصاً من المجموعات المسلحة، حيث لا يزال هناك غموض عن عدد آخر من الشهداء والمفقودين نتيجة سيطرة المسلحين على المشفى الوطني بجسر الشغور وامتناعهم عن تسليم جثث الشهداء".
السلوك المسلح
وبينت المصادر أن عشرة من الجرحى توفوا الاثنين في المشفى، كما توفي الثلاثاء ستة آخرون ليرتفع الرقم إلى 123 قتيلا.
وأشارت إلى أن الأوضاع الأمنية في تلك المدينة "تفاقمت بدءاً من يوم الجمعة الماضي نتيجة تحول المجموعات المحتجة إلى السلوك المسلح بعد أن كانت تقوم بتظاهرات بدأت بـ30 شاباً في منتصف الشهر".
وتابعت إن المجموعة المسلحة رمت عددا من القنابل على مركز الأمن "إلى أن تمكنوا من اقتحامه والسيطرة عليه وأخذ الأسلحة الموجودة فيه مع عدد من العناصر كرهائن بقوة السلاح، ثم أقدموا على حرق المركز وأخذ السيارات الشرطية الموجودة فيه وغادروه باتجاه ناحية بداما حيث قاموا بتطويق مبنى الناحية وإطلاق النار عليه واقتحموه وصادروا الأسلحة الموجودة فيه".
متظاهرون شهداء
وتابعت انه في صباح اليوم الأحد الماضي "تم إرسال تعزيزات أمنية إلى مدينة جسر الشغور ولدى وصولها إلى قرية فريكة قبل المدينة بـ3 كم كان بانتظارها مجموعات من المسلحين بلغ عددهم 2500 شخص يحملون الرشاشات والبنادق الآلية والقناصة والقنابل والمتفجرات، حيث قاموا بتطويق عناصر قوات الدعم الذين دافعوا عن أنفسهم ببسالة حتى أسفر الهجوم عن استشهاد 20 عنصراً وجرح 45 عنصراً أسعفوا إلى إدلب في حين قتل نحو 10 من المجموعات المسلحة.
وقالت الصحيفة انه "ما زال مئات من المسلحين يجوبون شوارع مدينة جسر الشغور بعد أن نصبوا الحواجز المسلحة في عدة أماكن على مداخل المدينة وطريق عام أريحا جسر الشغور دون السماح لأحد بأخذ جثث المسلحين رغم توسط مجموعة من رجال الدين، وهناك من يتحدث عن اعتزام المسلحين دفنهم في مقبرة جماعية وتصويرهم بأنهم متظاهرون شهداء قامت الدولة بدفنهم في مقبرة جماعية".
مجلس الأمن الدولي يبحث مشروع قرار يدين النظام السوري لقمعه المحتجين
يجري مجلس الأمن الدولي مشاورات بشأن الوضع في سوريا الأربعاء، وقال دبلوماسيون إن الهدف من هذه المشاورات هو تهيئة الأجواء لتحرك سريع بِشأن مشروع قرار ترعاه الدول الأوروبية يدين القيادة السورية وطريقة تعاملها مع المتظاهرين.
وسيستمع المجلس إلى تقرير مساعد السكرتير العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية لين باسكوي بشأن أحدث التطورات في سوريا خاصة تلك التي وقعت في نهاية الأسبوع وأسفرت عن مقتل العديد من الأطفال.
وقال وزير الخارجية الفرنسية الآن جوبيه إن التصويت على مشروع قرار يدين النظام السوري لقمعه المحتجين سيكون في غضون أيام أو ربما ساعات داعياً المجتمع الدولي للنهوض بمسؤولياته.