صحيفة الأهرام المصرية:
خطة الجاسوس كانت تقضي بالعودة نهائيا إلي إسرائيل عبر منفذ طابا برغم أنه خرج من مصر وعاد إليها مرتين من مطار القاهرة
الضابط إستطاع تجنيد بعض الشباب واستهدف من ذلك إثارة المواطنين، وإقناعهم بالإعتداء على رجال القوات المسلحة الذين يوجدون لتأمين المتظاهرين
حصلت صحيفة "الأهرام" المصرية على معلومات خاصة في قضية ضابط الإستخبارات الإسرائيلي الذي ألقي القبض عليه قبل يومين بتهمة إستغلال أحداث 25 يناير وإثارة الفوضى والتخريب والوقيعة بين الشعب والقوات المسلحة وإثارة الفتنة الطائفية في البلاد. ففي الوقت الذي كان يتواجد فيه بين المتظاهرين في التحرير، ويحرض على مهاجمة ضباط القوات المسلحة من داخل الجامع الأزهر، كان يعود إلى المعبد اليهودي بشارع عدلي للالتقاء بشخصيات غير مصرية.
الجاسوس الإسرائيلي- إيلان تشايم جرابيل
كما تردد على مقر الطائفة اليهودية بالإسكندرية عدة مرات. وكشفت مصادر مطلعة لـ "الأهرام" عن أن الجاسوس الإسرائيلي كان يعتزم السفر إلي ليبيا عبر الحدود المصرية، وذلك لاختراق الثوار في مناطق الشرق الليبي.
العودة إلى إسرائيل
وأضافت المصادر أن ضابط "موساد" قام بجولة بالأقصر مدعيا أنه سائح روماني، وقالت المصادر إنه في كل مرة يلتقي مجموعة من المصريين خارج ميدان التحرير كان يزعم أنه من جنسية أوروبية مختلفة، وأن خطته كانت تقضي بالعودة نهائيا إلي إسرائيل عبر منفذ طابا برغم أنه خرج من مصر وعاد إليها مرتين من مطار القاهرة. وتجدر الإشارة إلي أن الجاسوس جاء إلى مصر في المرة الأولى ليلة تنحي الرئيس السابق حسني مبارك عبر مطار القاهرة.
الإلتحاق بجيش الدفاع
وقد تكشفت أمس الاثنين معلومات وحقائق جديدة لدي جهات التحقيق في مصر، إذ ثبت أن إيلان تشايم جرابيل قد دخل مصر يوم 11 شباط (فبراير) قادما من فرانكفورت وخرج 15 شباط (فبراير) وعاد يوم 10 أيار (مايو) الماضي عبر مطار القاهرة وبجواز سفر أميركي، وأقام في أحد فنادق وسط القاهرة، وبدأ على الفور في التواجد وسط المتظاهرين بميدان التحرير، كما أنه نجح في إقامة علاقات صداقة مع مجموعة من الشباب المصريين والعرب، واستغل إتقانه اللغة العربية في إخفاء شخصيته، والحصول علي المعلومات المكلف بجمعها عن الثورة من جانب الإستخبارات الإسرائيلية، والتي أصبح أحد عناصرها منذ التحاقه بجيش الدفاع.
إيلان خلال تواجده في ميدان التحرير
إجراء التحقيقات مع الجاسوس
وأجرت نيابة أمن الدولة العليا بإشراف المستشار هشام بدوي المحامي العام الأول تحقيقاتها مع الجاسوس الإسرائيلي، في حضور محام مصري كلفته نقابة المحامين بناء علي طلب من النيابة، بينما لم تجر أي اتصالات من جانب السفارة الإسرائيلية مع عميل "موساد".
وأفادت المعلومات أن إيلان تشايم من اليهود المهاجرين حديثا لإسرائيل من الولايات المتحدة، وانضم للجيش الإسرائيلي وخدم في سلاح المظلات لواء "غولاني" الذي يسمي لواء النخبة، وبجانب جواز سفره الأميركي، فإنه يملك أيضا جواز سفر إسرائيليا. وخضع الجاسوس لمراقبة الاستخبارات العامة التي تابعت تحركاته والتقطت صوره في الأماكن التي تردد عليها مثل الجامع الأزهر، حيث كان يلقي خطبة للمصلين، وفي منطقة الحسين وميدان التحرير وأمام ماسبيرو.
الإقناع بالإعتداء على رجال القوات المسلحة
وكان يسجل الأحداث بالصوت والصورة، وإستطاع تجنيد بعض الشباب واستهدف من ذلك إثارة المواطنين، وإقناعهم بالإعتداء على رجال القوات المسلحة الذين يوجدون لتأمين المتظاهرين.
وقال مسؤول مصري إن سقوط شبكات التجسس في الفترة الأخيرة، خمس قضايا خلال أربعة أشهر، تؤكد حقيقة استهداف البلاد من الخارج.