ولم يعد يرجع الينا الا صدفا
فقد نسيناه نحن وهو لا يريد ان ينسينا
اننا غارقين حتى الموت في ماضينا

اشجار البيت تذكرنا
حفيف الزيتون ينادينا

نركض خلف العصافير لنسرقها
وعرق الجبين يغمرنا
وفم الطفولة يسرقنا
ورائحة الزعتر تدخل تفاصيل ثيابنا
فالطفولة كالزورق في كل بر يرسينا

ماضينا ليس سيجارة تدخنها وتطفيها
ماضينا ..
ليس قبعة متى تشاء تضعها ومتى تشاء ترميها
بات عليلا ذلك الماضي كوردة نقتلعها بدل ان نداويها
كتربة نهملها
كحقول نحرقها
واشجار نقلعها ولا نرويها

ماضينا ليس صورا نعلقها
ليس شبابيكا نفتحها ونغلقها
ليس ورقة حين تلزمنا نفتحها
وحين تملأنا غبارا نطويها

حين اكبر تكبر معي متاهاتي
لكني بكوني طفلا كانت تحل جميع مشكلاتي
بكوني طفلا لم اجد نفسي في الزوايا العاتمة
ولم اكن اجد نفسي ضائعا
تائها
عاريا
ولم اكن اشعر انني كالحنطة مبعثرا
كانت امنيتي واحدة ً ولم تتعدد امنياتي

لم اشعر بالشبع من خبز الماضي
فخبز الماضي له نكهة الماضي وحده
بقي حلما ان ارجع لتذوقه
لكني لا زلت اعيش بين وقوده ونيرانه
بين رائحته
في تلك الغرفة التي كان كل ما كتب على جدرانها ليس سوى
احبك يا ذكرياتي

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب.
لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان:
alarab@alarab.co.il