انطلقت المظاهرة بعد صلاة العصر مباشرة من ساحة مسجد السلام في المدينة وصولا إلى "ساحة شهاب الدين"
شارك المئات من فلسطينيي الداخل عصر اليوم (السبت) في المظاهرة القطرية في مدينة الناصرة التي نظمتها الحركة الإسلامية في الداخل احتجاجا على اعتقال السلطات البريطانية للشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية.
وتأتي هذه المظاهرة تحت عنوان " كلنا رائد صلاح" ضمن سلسلة خطوات اتخذتها الحركة الإسلامية احتجاجا على اعتقال "شيخ الأقصى" في لندن.وانطلقت المظاهرة بعد صلاة العصر مباشرة من ساحة مسجد السلام في الناصرة. وانتهت بمهرجان خطابي وقف على عرافته المحامي خالد الزبارقة.
تحدث في المهرجان محمد زيدان- رئيس لجنة المتابعة العليا والمهندس رامز جرايسي- رئيس اللجنة القطرية وعضو الكنيست د. جمال زحالقة وعضو الكنيست محمد بركة ورجا اغبارية- أمين عام حركة ابناء البلد ود. منصور عباس- نائب رئيس الحركة الإسلامية ومحمد حسن كنعان- رئيس الحزب القومي العربي, ويوسف مخيمر- رئيس لجنة المرابطين في القدس ومحمود مواسي- سكرتير الحزب العربي الديمقراطي والشيخ كمال خطيب- نائب رئيس الحركة الإسلامية.واختتم المهرجان بانشودة قدمتها فرقة الاعتصام الفنية.
الشيخ رائد صاحب مشروع وقرار ومبدأ وموقف يدافع عنه بكل قوة
وألقى المحمد زيدان رئيس لجنة المتابعة العليا كلمة أشار فيها الى زيارة وفد المتابعة الى السفير البريطاني حيث أبلغهم السفير أن الشيخ رائد قام بأمر غير لائق فقام الوفد بسؤاله عن الأمر، الا انه لم يجب عن ذلك الأمر الذي استهجنه الوفد مؤكدا انه عذر أقبح من ذنب ، وأكد ابو فيصل ان الشيخ رائد صاحب مشروع وقرار ومبدأ وموقف يدافع عنه بكل قوة. كما ولفت الى الملاحقات السياسية التي يتعرض لها قادة الجماهير العربية في البلاد مثل محمد كناعنة امين عام حركة أبناء الذي هو أيضا قيد الاعتقال في السجون الاسرائيلية .
وأضاف ابو فيصل ان الحكومة الاسرائيلية لم تعد تحتمل رفع كلمة الحق ونحن قادرون على ان ندفع الثمن في سبيل مواقفنا التي نضحي من أجلها فنحن أصحاب قضية ستنتصر.
الاعتقالات السياسية
أما كلمة رئيس بلدية الناصرة ورئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية رامز جرايسي ، أشار من خلالها الى ان محرك هذه الاعتقالات السياسية هو واحد وهي اسرائيل سواء في الداخل او الخارج ، والمستهدف واحد وهو الجماهير العربية بهدف كمّ الأفواه ولجم نضالنا بكل اشكاله ، متطرقا الى سلسلة القوانين التي يسنّها الكنيست الاسرائيلي التي تستهدف مكاننا ووجودنا ، كما واستنكر قرار اعتقال ومحاولة ابعاد الشيخ رائد صلاح في بريطانيا مؤكدا ان هذا مظهر ضعف لا قوة وانها اجراءات تعسفية يجب الكف عنها وعن لصق التهم لقياداتنا التي لن ترتدع عن مسارها بل ستزيدنا قوة بمواقفنا.
قضية المسجد الاقصى
من جهته ، أكد عضو الكنيست جمال زحالقة ان اعتقال الشيخ رائد صلاح جاء بنتيجة عكسية حيث ان الاعتقال قدم خدمة لتعريف الأمم وخصوصا الشعب البريطاني بقضية المسجد الاقصى والقدس والقضية الفلسطينية ، والملاحقات الاسرائيلية للقيادات العربية في الداخل . ووصف زحالقة موقف الدول الاروربية بالخزي والعار لتواطئها وتعاونها المخابراتي ضد ناشطي اسطول الحرية . كما وحيا الشيخ رائد صلاح في معتقله ببريطانيا مؤكدا ان هذا الاعتقال ظالم وموازين بريطانيا ظالمة بين المجرم والضحية.
الاستفراد بقياداتها
من جانبه ، شدد عضو الكنيست محمد بركة على ان الجماهير العربية لن تسمح لأحد بالاستفراد بقياداتها وإلا لفقدنا انتمائنا وقيمنا ، كما وبعث تحية المحبة والتضامن الى الشيخ رائد صلاح ومحمد اسعد كناعنه مؤكدا ان الجماهير العربية في الداخل لا تخشى لومة لائم في السير على الحق مستنكرا ممارسات الاحتلال الاسرائيلي وتواطىء الدول الاوروبية معها في رفضهم لاسطول الحرية والمصالحة الفلسطينية وكل قضية ضد شعبنا الفلسطيني.
زيف ديمقراطية بريطانيا
الشيخ منصور عباس نائب رئيس الحركة الاسلامية ألقى كلمة أشار فيها الى زيف ديمقراطية بريطانيا في اعتقال المناضل من اجل الحرية الشيخ رائد صلاح وتهريب مجرمي الحرب ، موضحا أن الشيخ رائد صلاح برفضه لقرار الابعاد ومواجهة القضاء البريطاني لهو الخيار الصحيح لتغيير قواعد اللعبة التي يفرضونها علينا . ووجه كلمة الى الشعب اليهودي بأن الذي اقتلعكم من دياركم وقتلكم وحرقكم ليسوا فلسطينيين او مسلمين ، بل اوروبا التي تستخدمونها ضدنا ستحرقكم مرة أخرى.
الاعتقال جزء من المعركة
بدوره تحدث رجا اغبارية امين عام حركة أبناء البلد وقال بأن هذا الاعتقال جزء من المعركة ، أوروبا أوجدت اسرائيل ليلاحقون كل امتنا في كل بيت ، وهذا استعمار انساني في الاحتلالات الجديدة ، ونحن الشعب في الداخل الفلسطيني في قلب الصراع وأردوا ان يحدوا من نشاط الشيخ رائد صلاح لكننا سننتصر لأننا أصحاب حق .
أصحاب حق
محمود مواسي سكرتير الحزب العربي الديمقراطي قال "نحن أصحاب حق فدولة بريطانيا التي جلبت علينا الكوارت ومنفذة قرارات اسرائيل كان الأجدر بها ان تحاكم المجرمين فنحن نوجه نداءنا الى الحكومات العربية والاسلامية ومنظمة المؤتمر الاسلامي والجامعة العربية بالمطالبة بالافراج عن شيخ الأقصى . كما وبعث تحيات الشيخ رائد صلاح على لسان عضو الكنيست طلب الصانع المتواجد حاليا في بريطانيا مؤكدا انه يتمتع بمعنويات عالية لا يهاب ولا يلين .
بؤرة التآمر على الشعب الفلسطيني
هذا وألقى محمد كنعان رئيس الحزب القومي العربي كلمة قال فيها بأن الإنجليز واليهود لن يتمكنوا من الشيخ رائد وبريطانيا هي بؤرة التآمر على الشعب الفلسطيني وان استهداف القيادات العربية في الداخل يزيد من عزيمة وشحن همم الجماهير للاستمرار في مسيرة النضال في مواجهة الاحتلال.
وتخلل المهرجان الخطابي كلمة لرئيس لجنة المرابطين في القدس السيد يوسف مخيمر الذي أكد ان اعتقال الشيخ رائد صلاح جعل من القضية الفلسطينية على سلم الأولويات في الرأي العام البريطاني والعالم أجمع، وتابع قائلا بأن الشعب سيواصل مسيرة النضال حتى زوال الاحتلال وهي ثورة حتى النصر .
الشيخ كمال خطيب: إسرائيل تعيش خريفا ونحن نعيش ربيعا
وكانت الكلمة الأخيرة للشيخ كمال خطيب –نائي رئيس الحركة الإسلامية ، الذي ابتدأ بالتحية لأعضاء لجنة المتابعة وقيادة الوسط العربي "على وقفتهم المشرفة في التضامن مع الشيخ رائد صلاح"، وانتقل إلى تذكير المؤسسة الإسرائيلية وبريطانيا بموقفين من مواقف التاريخ، مضيفا: "أما الموقف الأول يوم كتب ملك بريطانيا لويس جورج الثاني رسالة يوجهها إلى ملك الأندلس هشام الثاني يتودد جورج فيها من أجل أن تقبل ابنته لويزانا للدراسة في جامعة قرطبة يوم كانت أوروبا تبصم بعشرة أصابع فيما يسمى عصر الظلمات ، اضطر لويس جورج الثاني أن يقول: من لويس جورج الثاني إلى هشام الثاني، سيدي ومولاي لو تكرمتم بقبول دراسة ابنتنا لويزانا في جامعة قرطبة، وقُبلت لويزانا في جامعة قرطبة ودار الزمان، حيث أن بريطانيا اليوم تقول لمن تريد ادخل ولمن لا تريد لا تدخل".
بريطانيا حمى الملاريا
وأضاف: "الموقف الثاني في عام 1234م انتشر في بريطانيا حمى الملاريا، يومها حدث أنّ الانجليز يومها قالوا إن ما أصابنا من حمى الملاريا بسبب نحس اليهود لنا ، وقاموا يومها بمذابح ضد اليهود ، واليهود أين سيذهبون؟ لم يجدوا إلا الأندلس تحتضنهم من مذابح الانجليز ، أما اليوم تلتقوا أيها الانجليز وأيها اليهود علينا!! لماذا؟!".
بريطانيا حمى الملاريا
وأكّد الشيخ كمال : "نعم إنّ هناك ملفا سياسيا حيك ضد الشيخ رائد والقضية ليست بحاجة للشرح والكل مجمع أنّ الأمر صدر هنا والتنفيذ كان هناك ، لكن إننا ننظر إلى القضية كذلك في بعد إيماني صرف ، أنّ من يحملون الدعوات وأن من ينتمون إلى رسالات السماء يعلمون أنّ الابتلاء وأن السجن وأن التضييق وأن المحن هي جزء مما ممكن أن يعترضهم في الطريق"، مستشهدا يقول الله تعالى: (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا متى نصر الله ألا إنّ نصر الله قريب). كذلك استشهد بقول الله تعالى: (ألم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الصابرين).
محاولة لتكميم الأفواه
وأضاف الشيخ: "نفسر هذا إيمانيا أن الذي يحدث من امتحان دون أن نلغى أن نفسره سياسيا بأن هذه محاولة لتكميم الأفواه ولصراع مرير بين الحق والباطل، إنما ما حصل للشيخ رائد ليست إلا محاولة للمساومة، حيث أنّ الشيخ رائد يُساوم على منهج حياة وشعب ومسيرة شعب وحقوق تاريخية لشعبنا ، يريد البريطانيون منا نحن اليوم أن نقر جريمتهم بأن سلموا فلسطين لليهود!؟"، وأكّد: "أبدا لن يُقر لهم هذا". وتابع: "بريطانيا لعلها ظنت أن الزمن سينسينا، لن ننسى! أن ملك بريطانيا ريتشارد قلب الأسد يوم جاء في حملات تاريخية في موقعة واحدة وأمام ناظريه ذٌبح ستة آلاف مسلم في سهل عكا، لن ننسى ما قاله (اللنبي) يوم دخل إلى القدس في الحرب العالمية الأولى: الآن انتهت الحروب الصليبية، 700 سنة لم ينس وهو يقول: حربا لئيمة طائفية!".
وحيى الشيخ كمال الكنائس التي ضربت في وقت المسيرة، مشيرا إلى أنّ هذا الوقت ليس وقت صلاة، وقال: " أنا أعلم أن هذا ليس وقت صلاة وأنّا أعرف أن هذه الأجراس ما ضربت إلا تضامنا مع الشيخ رائد وما ضربت وما دقت إلا تأكيدا فعلا على أننا أبناء شعب واحد كلنا في هذا القارب سواء ، فيا ريتشارد قلب الأسد ويا اللنبي حيكوا في غير هذه المسلة ، شعبنا الفلسطيني وشعوبنا العربية وأمتنا الإسلامية اليوم على وعي كبير ، لن تمر عليها مؤامراتكم".
وقال: "يا شيخ رائد نعلم أن الأمر فيلم محروق، سترجع منتصرا وسنستقبلك باحتفال كبير كهذا وسيخيب كلّ ظنهم وستفشل كلّ مؤامراتهم ، حيث أننا نعيش اليوم في ظلّ الثورات العربية ربيعا، وإسرائيل تعيش خريفا لأنها قامت على باطل وقامت على رفات وعلى عظام وعلى تاريخ وعلى جغرافيا شعبنا واللص أبدا لا يمكن أن يتلذذ بما سرق".