رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق غيورا آيلاند:
الحرب السابقة كانت فاشلة على صعيد تحديد الأهداف إضافة إلى الخلل في أداء الجيش والمستوى السياسي الذي حدد أهدافاً غير واقعية
إذا تم التصرف في الحرب المقبلة وفق "المفاهيم" ذاتها التي كانت في الحرب السابقة، فقد ينجح الجيش في استهداف حزب الله بصورة أفضل مقارنة بالحرب السابقة، لكن حزب الله سيقصف الجبهة الداخلية بشكل أوسع، لذا لن يحقق الجيش انتصاراً
الاعتقاد بأن التطور التكتيكي لدى إسرائيل بمقدوره تحقيق نتائج مختلفة عن الحرب السابقة، هو اعتقاد خاطئ
استمرار المعركة لفترة تتجاوز الأسبوعين، ستتسبب بأضرار غير محتملة في الجبهة الداخلية وذلك يعني الخسارة لإسرائيل، لذا فإن الحل البلديل هو مهاجمة لبنان بصورة تدفع المجتمع الدولي إلى المطالبة بوقف إطلاق النار خلال يومين
قال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، غيورا آيلاند، إن إسرائيل لن تنتصر على حزب الله في الحرب القادمة إذا لم يتم إستهداف البنى التحتية اللبنانية والجيش اللبناني، وعزا "الهدوء" على الجبهة الشمالية إلى التطورات اللبنانية والسورية الداخلية وليس لحرب لبنان الثانية في العام 2006.
غيورا آيلاند
وأجرت صحيفة "هآرتس" يوم الاحد لقاء مع آيلاند عشية الذكرى الخامسة لحرب لبنان الثانية التي تصادف يوم الثلاثاء المقبل، وأشارت إلى أن آيلاند أنهى مهامه كرئيس لمجلس الأمن القومي فترة وجيزة قبل اندلاع الحرب، وأنه شارك في التحقيقات الداخلية في الجيش في أعقاب الحرب.
الحرب كانت فاشلة
وقال آيلاند إنه لم يبدل رأيه بأن الحرب كانت فاشلة على صعيد تحديد الأهداف إضافة إلى الخلل في أداء الجيش والمستوى السياسي الذي حدد أهدافاً غير واقعية، حسب تعبيره. وقال إن أداء الجيش كان إشكالياً وأن العلاقة ما بين الجيش والمستوى السياسي كان إشكالياً أيضاً وكذلك الرؤية الإستراتيجية للحرب وعدم ضمان الدعم الأميركي مسبقاً وقبل الحرب، إضافة إلى الفشل الاعلامي.
الحرب الأخيرة على غزة
ورداً على سؤال بأن الجيش أستنتج العبر من الحرب وأظهر قدرات مختلفة في الحرب الأخيرة على غزة، قال آيلاند إن "هناك بعض الأمور التي تمت معالجتها، إذ عاد الجيش إلى التدريب بأطر واسعة… أمور كثير أتخذت لعدم تكرار الأخطاء… لكن لا يمكن القول بثقة إن بمقدورنا أن نكون هادئين بالنسبة للتحديات المقبلة، ففي بعض الأمور قام الجيش باستنتاج العبر باتجاه مبالغ فيه".
تحديد العدو
ويرى آيلاند أن أحد أهم أسباب الفشل في الحرب كان في مسألة تحديد العدو، إذ تم تحديد حزب الله كالعدو الرئيسي وتمت محاربته، فيما أن حكومة لبنان وجيشها وبناها التحتية كانت "خارج اللعبة". وقال إن وفق قواعد اللعبة هذه ليس بمقدور إسرائيل الانتصار في الحرب، وتابع: "إذا اندلعت غداً حرب لبنان ثالثة وتصرفنا وفق قواعد الحرب السابقة، فلن تكون للجيش فرصة للنجاح". وأضاف: "صحيح أن الجيش طور قدراته، لكن التطور التكتيكي لحزب الله أهم بكثر، فلديهم كمية أكبر من القذائف مما كان لديه في السابق، وهي أكثر دقة ومداها أبعد ومخفية بصورة أفضل…".
استهداف حزب الله
وقال إنه إذا تم التصرف في الحرب المقبلة وفق "المفاهيم" ذاتها التي كانت في الحرب السابقة، فقد ينجح الجيش في استهداف حزب الله بصورة أفضل مقارنة بالحرب السابقة، لكن حزب الله سيقصف الجبهة الداخلية بشكل أوسع، لذا لن يحقق الجيش انتصاراً.
لذا يرى آيلاند أن التهديدات والحرب يجب أن تكون ضد الدولة اللبنانية، لأن لا أحد يرغب بدمار لبنان بما في ذلك سوريا وإيران. وأضاف أن "الرافعة الأساسية" هي قدرة الردع قبل أن تندلع الحرب إضافة إلى ضرورة تحقيق الانتصار بسرعة من خلال القول إن دولة لبنان تتحمل مسؤولية النيران التي تطلق من أراضيها. وتابع أن هذا الأمر صحيح أكثر اليوم بعدما أصبحت سيطرة حزب الله على الحكومة اللبنانية أقوى، حسب تعبيره.
إدارة المعركة في الشمال
وقال إنه لا يعتقد بأن لدى القيادة الإسرائيلية في الوقت الراهن الوضوح الكافي في كيفية إدارة المعركة في الشمال وكيفية الوصول بسرعة إلى الهدف المطلوب. وأضاف أن الاعتقاد بأن التطور التكتيكي لدى إسرائيل بمقدوره تحقيق نتائج مختلفة عن الحرب السابقة، هو اعتقاد خاطئ.ورداً على سؤال بأن المجتمع الدولي لن يقبل بتدمير البنى التحتية في لبنان، قال آيلاند أن الأمر يتعلق بكيفية عرض الأمور، وإنه إذا أظهرت إسرائيل للعالم، قبل الحرب، بأن حزب الله يستخدم المدنيين فإن العالم سيتفهم الرد الإسرائيلي.
أضرار غير محتملة في الجبهة الداخلية
وقال إن استمرار المعركة لفترة تتجاوز الأسبوعين، ستتسبب بأضرار غير محتملة في الجبهة الداخلية وذلك يعني الخسارة لإسرائيل، لذا فإن الحل البلديل هو مهاجمة لبنان بصورة تدفع المجتمع الدولي إلى المطالبة بوقف إطلاق النار خلال يومين.
وقال إن إسرائيل تتبع خطاً إستراتيجياً صحيحاً في ما يخص خيار المبادرة للحرب، إذ لم تقم بحرب أو هجوم إلا في حال واجهت خطراً إستراتيجياً وجودياً، مثل مهاجمة المفاعل النووية العراقية والسورية.