النائب إبراهيم صرصور:
الإجراء غير مبرر لا من الناحية الإقتصادية ولا من الناحية الأخلاقية والإجتماعية
تقصير يوم العمل سيكون كارثة على اقتصاد السوق ، خصوصا وأنها تعني 210 أيام عمل من مجموع 365 يوما في العام
القانون سيضع مليون مسلم في إسرائيل أمام واقع معقد ستكون له انعكاساته السلبية على أبسط الحقوق الدينية للمجتمع العربي
تنفيذ مثل هذا الترتيب الجديد سيؤدي إلى خسارة الإقتصاد القومي 23.8% مليارد شيكل ، منها خسارة مادية مباشرة لقطاع الصناعة بواقع ستة مليارات دولار
مليون مواطن مسلم في إسرائيل، سيروا بالقانون مسّاً بأبسط حقوقهم الدينية، لأن صلاة الجمعة فرض على كل مسلم والذي يعني أن عليه ترك كل أعماله لحضور الصلاة وسماع خطبة الجمعة
في إطار بحث الكنيست لاقتراح مستعجل لجدول الأعمال حول نية الحكومة الإعلان عن يومي السبت والأحد إجازة رسمية أسبوعية، إنتقد الشيخ إبراهيم صرصور رئيس حزب الوحدة العربية/الحركة الإسلامية ورئيس القائمة الموحدة والعربية للتغيير، هذا المشروع بشدة، معتبرا هذا الإجراء غير مبرر لا من الناحية الإقتصادية ولا من الناحية الأخلاقية والإجتماعية. وقال صرصور: "طالعتنا الحكومة مرة أخرى بواحدة من تقليعاتها التشريعية التي لا تنتهي ، حيث تعمل الحكومة منذ أشهر وبمبادرة من الوزير سيلفان شالوم على تغيير إجازة نهاية الأسبوع من جمعة – سبت كما هو معمول به منذ قيام الدولة ، إلى سبت – أحد ، وبذلك يتحول يوم الجمعة إلى يوم عمل رسمي كامل، الأمر الذي سيضع مليون مسلم في إسرائيل أمام واقع معقد ستكون له انعكاساته السلبية على أبسط الحقوق الدينية للمجتمع العربي ، وبالذات لقطاع العاملين والموظفين في القطاعين العام والخاص".
النائب صرصور في صورة من الأرشيف
خسارة للإقتصاد
وأضاف صرصور: " ليس هذا فقط ، فقد ثبت من خلال الدراسات العلمية والإقتصادية أن مشروعا من هذا النوع ستكون له أضراره الحتمية على اقتصاد البلاد. فقد أثبت باحثون في المركز متعدد المجالات في هرتسليا الذين فحصوا الجدوى من اعتماد يوم إجازة إضافي ، أن إجراء من هذا النوع والذي يعني العمل لأربعة أيام ونصف ( الإثنين ، الثلاثاء ، الأربعاء ، الخميس ونصف يوم الجمعة ) ، سيؤدي إلى خسارة غير معقولة للإقتصاد القومي. وأضاف الباحثون أن اعتماد يوم الجمعة كيوم إجازة إضافة إلى السبت يعتبر بكل المعايير أكثر واقعية ، خصوصا وأن 40% فقط من العمال في سوق العمل يعملون يوم الجمعة ، وفي حال تم الإعلان عن إغلاق رسمي للمدارس يوم الجمعة وأجهزة أخرى في القطاع العام ، فلن يبقى هنالك إلا 20% من الموظفين يعملون يوم الجمعة".
إرتفاع البطالة
وأشار إلى أن : " رئيس اتحاد الصناعيين في إسرائيل إعترض أيضا وبشدة على الإقتراح بتحويل أيام العمل إلى أربعة أيام ونصف ، مؤكدا على أن تنفيذ مثل هذا الترتيب الجديد سيؤدي إلى خسارة الإقتصاد القومي 23.8% مليارد شيكل ، منها خسارة مادية مباشرة لقطاع الصناعة بواقع ستة مليارات دولار ، والذي يعني إضافة أربعين ألف ( 40000 ) عاطل جديد عن العمل إلى السوق ، الأمر الذي لا يمكن احتماله أبدا . كما أن اتحاد غرف التجارة تعترض هي أيضا على هذا الإجراء ، حيث صرح رئيس الاتحاد بأن تقصير يوم العمل سيكون كارثة على اقتصاد السوق ، خصوصا وأنها تعني 210 أيام عمل من مجموع 365 يوما في العام . مشيرا إلى أن التجربة الدولية في هذا الشأن تشير أن تقليص ساعات العمل تجر وراءها تلقائيا اضطرابا في الأجور وانخفاضا في الإنتاج وارتفاعا في البطالة ".
أضرار جسيمة مباشرة
وأكد الشيخ صرصور على أن هذا المشروع فوق ما سيسببه من أضرار جسيمة مباشرة وغير مباشرة للإقتصاد، فإن فيه رسالة سيئة إضافية لمليون وثلاثمائة ألف عربي في إسرائيل ، مليون منهم من المسلمين ، سيروا فيه مسّاً بأبسط حقوقهم الدينية ، خصوصا أن الجميع يعلم أن صلاة الجمعة فرض على كل مسلم ، والذي يعني أن عليه ترك كل أعماله لحضور الصلاة وسماع خطبة الجمعة . فكيف إذا سيكون الوضع إذا ما أجبر التعديل الجديد المسلمين على العمل الطويل في يوم راحتهم الأسبوعي. أنصح الوزير والحكومة ألا تتعجل في اعتماد هذا المشروع لما له من مردودات سلبية كما ذكرنا عل المستويات الإقتصادية والإجتماعية ، كما أنصح أن يشمل أي قرار في المستقبل حول الموضوع بندا يلزم المشغلين بالسماح لموظفيهم وعمالهم ممن يرغبون في أداء صلاة الجمعة، دون أن يتعرضوا لأي نوع التهديد في أرزاقهم وأعمالهم ، وأن يعطي الخيار للمجتمعات المختلفة اختيار يوم راحتها كما تراه مناسبا ، المسلمون يختارون يوم الجمعة ، المسيحيون يختارون يوم الأحد، وهكذا".
تجاهل حق المسلمين
وفي إجابته على الموضوع ، حاول الوزير سلفان شالوم عبثا إثبات فوائد هذه الخطة اقتصاديا ، إلا أنه ظهر واضحا من خلال حديثه حرصه الشديد على مشاعر وحق اليهود المتدينين والمحافظين الذين لا أمل لهم في التنزه! على حد قوله نهاية يوم الجمعة (دخول السبت) ويوم السبت ، وعليه يكون يوم الأحد فرصتهم الذهبية للخروج إلى أحضان الطبيعة للتنزه ، متجاهلا تماما حق المسلمين كذلك في الإستفادة من يوم راحتهم.