مسؤول أميركي: رسالة واضحة وصارمة مفادها أن الطريق الوحيد لتحقيق تقدم في ليبيا هو تنحي القذافي
معمر القذافي:
نظامي لن يذعن تحت ضربات حلف شمال الأطلسي (الناتو) والمعارضين، وهذه الحرب فُرضت علي
ملايين الليبيين الذين يقفون معي سيحاربون حتى آخر قطرة دم للدفاع عن شرف الليبيين وعن نفطهم وعن ثرواتهم
أكد العقيد الليبي معمر القذافي مساء أمس الثلاثاء إصراره على مواصلة القتال، وهدد مرة أخرى باستعادة المناطق المحررة، وذلك رغم الكشف عن محادثات جرت قبل أيام في تونس بين نظامه والولايات المتحدة لإقناعه بالرحيل. وقال القذافي في كلمة صوتية منسوبة له في تجمع جرى تنظيمه في بلدة العزيزية (50 كيلومترا جنوب غربي طرابلس) إنه وملايين الليبيين الذين يقفون معه سيحاربون حتى آخر قطرة دم للدفاع عن شرف الليبيين، وعن نفطهم، وعن ثرواتهم، حسب تعبيره.
مباشر عن قناة الجزيرة
* ناقشوا هذا الخبر على صفحة موقع العرب على الفيس بوك
وتحدث أيضا عن بدء ما سماه "حسم المعركة بالجماهير"، ودعا مرة أخرى إلى "الزحف" على المناطق المحررة في الشرق والغرب بما فيها بنغازي ومصراتة، حتى وإن كان ذلك بلا سلاح لتحريرها ممن نعتهم بالخونة والمرتزقة، في إشارة إلى الثوار. وكرر القذافي ما قاله في خطابات سابقة بأن نظامه لن يذعن تحت ضربات حلف شمال الأطلسي (الناتو) والمعارضين، وأن هذه الحرب فُرضت عليه. وكان العقيد الليبي قد قال في كلمة صوتية ألقاها السبت الماضي في تجمع مماثل بمدينة الزاوية غربي طرابلس إنه لن يغادر ليبيا أبدا.
رسالة واضحة
وجاءت تصريحات القذافي التي أعلن فيها مجددا تحديه للقوى الغربية التي تحاول إضعاف قبضته على المدن الخاضعة لسيطرته من خلال الضربات العسكرية، عقب تأكيد لقاء بين مسؤولين أميركيين وممثلين لنظام القذافي في تونس السبت الماضي. وقال مسؤول أميركي إن الولايات المتحدة سلمت النظام الليبي في اللقاء الذي شارك فيه جيفري فيلتمان مساعد كلينتون لشؤون الشرق الأدنى، والسفير الأميركي في طرابلس جيني كريتس الذي غادر العاصمة الليبية في فبراير/شباط الماضي، "رسالة واضحة وصارمة مفادها أن الطريق الوحيد لتحقيق تقدم (في ليبيا) هو تنحي القذافي".
خطوة في الطريق الصحيح
وأضاف أن اللقاء لم يعقد للتفاوض بل لتسليم رسالة فقط، نافيا أي خطط لعقد اجتماع جديد، لأن الرسالة نقلت إلى نظام القذافي الذي تلقى ضربة أخرى حين اعترفت مجموعة الإتصال الدولية قبل أيام بالمجلس الوطني الإنتقالي ممثلا وحيدا للشعب الليبي. وحسب هذه المسؤولة أخطرت واشنطن الثوار بنيتها عقد اللقاء، وقد أقروا التحرك كـ"خطوة في الطريق الصحيح". وقالت إن بلادها لم تخطط للقاء إلا بعد اعترافها صراحة بالثوار، وشددت على أن "الرسالة بسيطة، وهي أن على القذافي ترك السلطة لتبدأ عملية سياسية تعكس إرادة وتطلعات الشعب الليبي". من جهته، أكد المتحدث باسم الحكومة الليبية إبراهيم موسى اللقاء، وقال إن طرابلس ترحب بأي حوار ومبادرة سلمية ما دامت دون شروط مسبقة، ولا تقرر مستقبل ليبيا من الخارج.
موفد إلى موسكو
في الأثناء، أوفدت طرابلس وزير خارجيتها عبد العاطي العبيدي إلى موسكو، حيث ينتظر أن يجتمع اليوم الأربعاء بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وتأتي زيارة العبيدي إلى موسكو عقب رفض موسكو الإعتراف بالمجلس الإنتقالي ممثلا وحيدا للشعب الليبي، وإعتباره فقط محاورا لها. كما أنها تأتي في سياق تحركات دبلوماسية لنظام القذافي بحثا عن تسوية ما. من جهته أعرب الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف عن اعتقاده بأن التوصل لحل بين المعارضة الليبية والعقيد القذافي ما زال ممكنا، بينما رأى وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه أن العد التنازلي لسقوط النظام الليبي قد بدأ. وكان لافروف قد إنتقد قبل هذا إعتراف مجموعة الإتصال الدولية بالمجلس، ورأت فيه إنحيازا إلى طرف في حرب أهلية تجري في ليبيا حاليا حسب قوله. وقالت موسكو يوم أمس الثلاثاء إن من الممكن التوصل إلى "حل وسط" للأزمة في ليبيا دون توضيح طبيعته.