الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 12 / نوفمبر 23:02

مطانس فرح يكتب على العرب: إرحموا آذاننا

كل العرب
نُشر: 22/07/11 09:13,  حُتلن: 07:53

مطانس فرح في مقالة:

لكلّ منّا الحرّيّة المطلقة في سماع أيّ نوع من أنواع الموسيقى المفضّلة لديه أو الأغاني المحبّبة إليه

مَن قال إنّني أهوى سماع الأغاني العبريّة مثلًا، أو موسيقى الـ"روك" والـ"بوب"؛ ولِمَ تعتقد جارتي أنّني يجب أن أرقص معها على أنغام صوت الهابطة هيفاء

 نأمل أن نحافظ على ثقافتنا الموسيقيّة من دون أن نجبر الآخرين على تلويث آذانهم بموسيقى لا موسيقى لها، أو بأغانٍ قد تطرب البعض و"تضرب" البعض الآخر

لستُ مُجبرًا على أن ألوّث طبلَتيَ أذنيّ، أو أن ألطّخ سمعي، بتلك الموسيقى الصاخبة، والأغاني العبريّة المُزعجة، الصادرة من أحد بيوت الجيران؛ هذا، ومن بيت جار آخر تأتيني الأغاني والألحان عبر مكبّرات الصوت صباحَ مساء؛ وجارة أخرى لا تستطيع مزاولة أعمالها البيتيّة، ظهرًا، إلّا إذا كان صوت - المثيرة جسديًّا والهابطة فنّيًّا - هيفاء وهبي، يصدح في الحيّ!! لكلّ منّا الحرّيّة المطلقة في سماع أيّ نوع من أنواع الموسيقى المفضّلة لديه أو الأغاني المحبّبة إليه، لكن عندما يتحوّل اللّحن إلى صخب وتتحوّل الأغنية إلى ضجيج، وتتحوّل متعتنا إلى مصدر إزعاج وأرق لجارنا أو جارتنا، وإجبار عدد من سكّان الحيّ على سماع أغانٍ وموسيقى لا تروق لهم، يتحوّل الأمر إلى تعدٍّ على حرّيّة الآخر، فتتوقّف عند ذلك حرّيتنا.

عشقي اللّامتناهي للكبيرة فيروز
مَن قال إنّني أهوى سماع الأغاني العبريّة مثلًا، أو موسيقى الـ"روك" والـ"بوب"؛ ولِمَ تعتقد جارتي أنّني يجب أن أرقص معها على أنغام صوت الهابطة هيفاء؛ وهل يجب أن يُجبرني ذلك الجار على سماع أغانٍ، لا لحن فيها ولا كلمة؟!! ربّما شغفي بموسيقى الرحابنة وألحانهم، وعشقي اللّامتناهي للكبيرة فيروز، وتعصّبي "الأعمى" لكلّ ما تغرّده، واستماعي إليها بشكل شبه يوميّ؛ حيث لأسباب قاهرة، مثلًا، لم تسنح ليَ الفرصة لحضور حفلتها الأخيرة في أمستردام (هولندا) في الـ 26 من شهر حَزِيران المنصرم، ضمن "مهرجان هولندا"، إذ نفدت غالبيّة بطاقات الحفلة فور عرضها للبيع! يجعلني أشعر بأذًى لدى سماعي أيّ نوع من أنواع الموسيقى الهابطة. هذا لا يعني أنّني لا أستمع إلّا إلى فيروز، لا بل إنّ كلّ كلمة صادقة هادفة، وكلّ لحن جميل راقٍ، وكلّ صوت مخمليّ مهذّب، تشكّل معادلة للأغنية الناجحة، من دون أدنى شكّ.

إزعاجًا وتلوّثًا موسيقيًّا فإرحمونا!
على أمل أن نحافظ على ثقافتنا الموسيقيّة، من دون أن نجبر الآخرين على تلويث آذانهم بموسيقى لا موسيقى لها، أو بأغانٍ قد تطرب البعض و"تضرب" البعض الآخر. استمعوا إلى أيّ نوعٍ من أنواع الموسيقى أو الأغاني التي ترغبونها، ولكن فلتبقَ هذه الكلمات والألحان والأصوات تصدح داخل بيوتكم، بدل أن تصدح في شوارع الحارة، فلا تنقص في شوارعنا الإزعاجات والتلوّثات، ولا داعيَ لنضيف إلى هذه الإزعاجات والتلوّثات، إزعاجًا وتلوّثًا موسيقيًّا! فإرحمونا.. وارحموا آذاننا!

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر.لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il  

مقالات متعلقة

.