غدعون ساعر أكد إصراره على إجراء تعديلات عميقة في منهاج (المدنيات) في المدارس الإسرائيلية، بشكل يضمن تقديم وجبة دسمة مما أسماه "بالقيم الصهيونية" لطلاب المدارس.

إبراهيم  صرصور:

لا أدري إن كان وزير المعارف يخطط لفرض الرواية الصهيونية وقيمها على المدارس العربية، على حساب الرواية الفلسطينية ، خصوصاً وأن المفهوم ضمناً من تصريحاته بأن منهج المدنيات سيكون واحد لكل المدارس في إسرائيل

محاولة الوزير صبغ مناهج التعليم بلون الصهيونية فقط، لا يمكن أن يساهم في إقامة مجتمعات إنسانية تؤمن بالقيم الإنسانية وبحقوق الإنسان ، وبالمساواة وحق الأخر في أن يكون مختلفاً

إنتقد الشيخ النائب إبراهيم عبد الله صرصور رئيس حزب الوحدة العربية الحركة الإسلامية ورئيس القائمة الموحدة والعربية للتغيير/ بشدة التصريحات التي أدلى بها وزير المعارف الليكودي "غدعون ساعر" لصحيفة "يسرائيل هشبواع" ، أكد فيها على إصراره إجراء تعديلات عميقة في منهاج (المدنيات) في المدارس الإسرائيلية، وبشكل يضمن تقديم وجبة دسمة مما أسماه "بالقيم الصهيونية" لطلاب المدارس.

 
إبراهيم صرصور

وقال:" طالعنا وزير المعارف بتصريحات حول رؤيته الإستراتيجية بخصوص تعليم المدنيات، والتي ستشهد تعديلات واسعة خدمة لأهدافه الصهيونية وأجنداته اليهودية. إن تأكيد الوزير وإصراراه على زيادة الوجبة الدسمة لما أسماه "بالقيم الصهيونية" اليهودية في جهاز التعليم، إضافة إلى رفضه القاطع وغير القابل للمراجعة أن تشمل كتب المدنيات الرواية الفلسطينية حول النكبة ، وانه سيعمل على تسريع تنفيذ خططه لربط الأجيال اليهودية بما أسماه ( مدن الأباء والأجداد) وخصوصاً مدينة الخليل من خلال زيادة الزيارات لهذه المدن ، وتعميق الصلة بها على إعتبارها جزء من التراث اليهودي على حد زعمه، وتحذيره من أن ( هدف الفلسطينيين ليس إقامة دولتين لشعبين ، ولكن دولتين لشعب واحد ، وأنهم ليسوا معنيين بأي سلام مع إسرائيل).

صبغ مناهج التعليم بلون الصهيونية

 كل هذه التصريحات وغيرها تعتبر تكريساً للوجه الكريه للسياسة التعليمية الإسرائيلية التي تعمل على تعزيز العنصرية الإسرائيلية على حساب قيم التعددية والإختلاف وإحترام الآخر وأحلامه وآلامه".. وأضاف :" لا أدري إن كان وزير المعارف يخطط لفرض الرواية الصهيونية وقيمها على المدارس العربية، على حساب الرواية الفلسطينية ، خصوصاً وأن المفهوم ضمناً من تصريحاته بأن منهج المدنيات سيكون واحد لكل المدارس في إسرائيل ، وعليه فكيف يمكن للمدارس العربية أن تقبل بالرواية الصهيونية ، خصوصاً حينما تأتي على حساب الرواية الفلسطينية التي ما تزال فصولها قائمة على الأرض ، يعيش في ظلالها المأساوية الملايين من الفلسطينيين في الداخل والخارج".

وأشار إلى أن :" محاولة الوزير صبغ مناهج التعليم بلون الصهيونية فقط، لا يمكن أن يساهم في إقامة مجتمعات إنسانية تؤمن بالقيم الإنسانية وبحقوق الإنسان ، وبالمساواة وحق الأخر في أن يكون مختلفاً . التعليم الذي يدعو إليه الوزير سيدفع في تجاه بناء أجيال حاقدة ، أنانية وعنصرية لن تساهم في الإستقرار ولا في بناء المجتمع الفاضل في هذا العالم وفي هذه المنطقة". وأكد الشيخ صرصور على أن :" تصريحات الوزير أكبر دليل على كذب إسرائيل في إتهاماتها للفلسطينيين بتبني مناهج تعليم تبث ثقافة الكراهية، وتقيم الحجة على إسرائيل أنها السباقة في نشر هذه الثقافة من خلال مناهج عنصرية حتى النخاع. من المؤكد أن مناهج كالتي يبشر بها الوزير ستدفع شعوب هذه الدولة إلى مزيد من الإستقطاب والإحتقان ، وهذا بلا شك المدخل إلى مزيد من الأزمات والنزاعات، وبذلك يخطئ الوزير الهدف ، إلا إذا كان في حسابه أن يصل إلى هذه النتيجة إبتداءً"...