انعام حسون من دالية الكرمل ممثلة شركة الكهرباء في معاملاتها أمام السلطات المحلية في الشمال:
أعتقد أن المرأة الدرزية تلعب في يومنا دوراً مهماً جداً في يومنا خاصة أن الدين قد أعطى للمرأة الحقوق التامة
أقدم لكل سلطة عربية كانت أو يهودية ما تستحقه دون تفرقة
أؤمن أن المرأه تستطيع أن تتعلم وتتقدم لكنها أيضاً تستطيع أن تربي أولادها افضل تربية وتعطيهم حقهم بكل ما في ذلك من معنى
أعتز بكوني إمرأة درزية أحافظ على عادات وأصول مجتمعي ومن ناحية أخرى أتواجد في وظيفة هامة تخدم شعبي ومجتمعي
أنا شخصياً لم أشعر بالتمييز في عملي وفي الأماكن التي أتواجد فيها لكنني أعتقد أن على الدولة إعطاء السلطات حقها لكي تستطيع القيام بمهامها
"حققت النجاح في حياتي بالعمل والإجتهاد، وتعلمت كثيرا من الحياة واستفدت من تجارب الآخرين وبادرت لإجراء التغييرات في مجتمعي، فكنت الرائدة للوصول إلى أفضل النتائج، لم أخاف من شيء مهما كان، لأنني أسلك درب الخير ومحبة الآخرين، وما ساعدني لتحقيق النجاح هو أنني فخورة، أعتز بواقعي ومجتمعي، وبالقاعدة التي انطلقت منها، وقد كان ذلك مع التأكيد على المحافظة على أجمل العادات والتقاليد التي تُميز طائفتي والتي أحملها وتشكل جزءاً من شخصيتي". هكذا وبجمل قصيرة تلخص أنعام حسون مديرة العلاقات الجماهيرية وممثلة شركة الكهرباء في معاملاتها مع السلطات المحلية في الشمال، مسيرتها وسر نجاحها ومدى محبتها لأهلها وطائفتها ومجتمعها.
أنعام حسّون
الصعود لقارب العلم
انعام حسون إبنة دالية الكرمل اليوم، وُلدت في قرية عسفيا وتعلمت في مدرستها الإعدادية أورط عسفيا، ومن ثم درست في الجامعة موضوعي الأدب الفرنسي والفلسفة، لتلحق بذلك بركب أشقائها السبعة الذين أنهوا التعليم الجامعي. ترعرعت انعام في منزلٍ أحب العلم والتعلُم، وعاشت على جبل الكرمل فتعلقت به، فأحبته، وأصبح جزءً من أحلامها وحياتها.
أنعام متزوجة للكولونيل حسون حسون السكرتير العسكري لرئيس الدولة، وهي إبنة كمال منصور مستشار رئيس الدولة سابقاً والحائز على جائزة إسرائيل، وأم لأربعة أولاد ترعاهم وتبني أمالاً وأحلاماً بأن تساهم في تفوقهم ونجاحهم.
التقينا انعام حسون وأجرينا معها الحوار التالي:
ما هي طبيعة عملك في شركة الكهرباء وكيف وصلت الى هذا المنصب؟
أعمل كممثلة لشركة الكهرباء مقابل السلطات المحلية في وحدة الإعلان والعلاقة الجماهيرية بين الشركة والمجتمع، فبعد إنتهاء عملي كمعلمة في المدرسة، وفي معهد أبحاث السلام في جفعات حبيبه تقدمت لهذه المناقصة وفزت بها. إن طبيعة عملي تتمحور حول فعاليات إجتماعية جماهيرية تربط بين شركة الكهرباء والناس، وهدفها تدعيم الوجه الآخر لشركة الكهرباء خاصة أنها تساعد المجتمع وتعمل على مساعدته وخدمته.
ما هي المشاريع التي تبادرين إليها وكيف حققت النجاح؟
عن طريق عملي قمت بإدخال الوسط الدرزي والعربي لشركة الكهرباء من أوسع الأبواب لتصبح هذه الشركة متبرعة ومساندة للوسطين رغم أنها شركة حكومية. عليّ أن أذكر أنني أعمل أيضاً مع السلطات اليهودية في الشمال، ولكنني أقدم لكل سلطة ما تستحقه دون تفرقة. أنا أعتز كوني إمرأة درزية أحافظ على عادات وأصول مجتمعي ومن ناحية أخرى أتواجد في وظيفة هامة تخدم شعبي ومجتمعي.
ما رأيك بدور المرأة في مجتمعنا في إتخاذ القرارات وقيادة مناصب عالية؟
أعتقد أن المرأة الدرزية تأخذ دوراً مهماً جداً خاصة أن الدين قد أعطى للمرأة الحقوق التامة، ولذلك فهي تُغير الكثير من الأمور، وعندي أنا شخصياً الآمال الكبيرة لإنطلاق مجتمعنا وتغيير واقعه في مجالات عديدة، مثل التربية والتعليم وأماكن العمل وإقامة المناطق الصناعية. أنا أعمل كل ما بوسعي لتغيير هذا الواقع عن طريق طلب المساعدة من الزملاء والأصدقاء، ورحلتي القريبة إلى كندا تأتي لجمع التبرعات وطلب المساعدة لطائفتي ومجتمعي من أجل النهوض به من واقعه الصعب.
إذا هل المرأة في مجتمعنا تأخذ حقها بما فيه الكفاية ؟
أعتقد أننا نأخذ حقنا وأكثر ولا يوجد مانع لأن تأخذ المرأة حقها دائماً، فعليها التطور لكن ليس عن طريق التقليد الأعمى للمجتمعات الأخرى. دائماً أقول إنني أم لأربعة أطفال وتربيتهم نعمة كبيرة ومن حظنا نحن النساء أننا نربي، لكن من ناحية أخرى يجب أن نستمر بالتطور والتقدم والعمل والإبتعاد عن التطرف مهما كان.
هل تؤثر طبيعة عملك وعمل زوجك على تربية الأولاد خاصة من ناحية الوقت والعطاء، وهل توفقين بين العمل والأسرة؟
في شركة الكهرباء يعرفون أنني أفضل الجلسات التي تقام في الصباح وفي ساعات العمل فالتقدم في عملي ووظيفتي لا يمكن أن يأتي على حساب أطفالي. أنا أعطي أطفالي أكثر من المرأة التي تبقى في منزلها وتراقبهم، فأنا اقضي معهم ساعات طويلة لمساعدتهم وتوجيههم فأسافر معهم وأعلمهم فهم أهم شيء في حياتي. أنا أؤمن أن المرأه تستطيع أن تتعلم وتتقدم لكنها أيضاً تستطيع أن تربي أولادها افضل تربية وتعطيهم حقهم بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى. من ناحية أخرى أنا أشارك في جمعيات عديدة بالإضافة لعملي في شركة الكهرباء، وهدفي واحد وهو تقدم مجتمعي، فأبحت عن أماكن عمل وعن طرق لدعم التعليم العالي وطرق لادخال الشباب إلى الشركات الحكومية وأُجند كل طاقاتي للنجاح في هذه المشاريع. أنا أؤمن أنه علينا أن نصل إلى السلطة وطرق أبوابها وطلب المساعدة وإدخالنا من أوسع الأبواب إلى كل مكان وذلك لكي تتاح لنا فرصة الإنخراط".
هل تعتقدين أنّ هنالك مساواة في دولة إسرائيل وفرص نجاح متساوية للجميع؟
أنا شخصياً لم أشعر بالتمييز في عملي وفي الأماكن التي أتواجد فيها لكنني أعتقد أن على الدولة إعطاء السلطات حقها لكي تستطيع القيام بمهامها، بالإضافة إلى ضرورة اهتمامنا بأنفسنا وذلك قبل أن تهتم الدولة بنا. لكن على كل حال أنا لست مثالاً لأن كل الطرق كانت مفتوحة أمامي.
ما هي أكثر الأمور التي تعجبك في المجتمع؟
يعجبني أننا ما زلنا نحافظ على عاداتنا وتقاليدنا، كذلك يعجبني كيف أعطى الدين حقوق المرأة كاملة فأصبحت مركزا للكون ولها حقوقها الواضحة.
ما هي أكثر الأمور التي لا تعجبك في المجتمع؟
لا يعجبني التقليد الأعمى وإضاعة الوقت في المناسبات حيث ننشغل جميعاً بتقديم الواجب وننسى الأمور الجوهرية، كذلك عدم وصولنا إلى أرقى درجات العلم في حين تقدم علينا الآخرون.
ما هو تعليقك وتعريفك للمصطلحات التالية:
السياسه في مجتمعنا: لا تأخذ بجدية ويستهترون بها.
السلام: أهم شيء في الدنيا ومهم أن يكتمل في الشرق الأوسط.
العائلة: أهم الأمور في حياتي.
المرأه الناجحة: أعتقد أنها التي تربي الأطفال.
ستسافرين إلى كندا لجمع التبرعات حديثنا عن هذا الموضوع؟
سأسافر أنا وأطفالي إلى مخيم في كندا، وسأقوم بجمع التبرعات لدعم التعليم في مجتمعنا وذلك من قبل الجاليات اليهودية، خلال جولتي سألقي بعض المحاضرات لأشرح عن عطاء طائفتي وسأوضح أننا بحاجة للدعم في مجالات عديدة كالعمل والتعليم وأعتقد أن كلماتي ستسقط على آذان صاغية.
هل حققتِ ذاتك في عملك؟
المشوار ما زال طويلاً لأحقق ذاتي، وطموحي أن أصل إلى منصب مدير عام شركة الكهرباء مستقبلاً ومن يعرف قد أصل يوماً من الأيام.
من دعمك ووقف إلى جانبك في جميع المراحل؟
بالتأكيد زوجي حسون حسون وبدون دعمه لم أكن لأصل إلى ما وصلت إليه فهو يدعم موقفي ويساعدني في تربية الأطفال.
هل هنالك صعوبات تواجهينها في عملك؟
طبعاً، ليس كل شيء وردي في حياتي وفي عملي، هنالك نقاشات حول الميزانيات لكن في النهاية نصل إلى حلول لكنني لم ولن أصل إلى النجاح بسهولة.
هدف التغيير
أنعام حسّون لم تودعنا قبل أن أوضحت أنها تشعر أنها تُمثل مُجتمعها وأهلها وأن هنالك مهام ملقاة عليها لتُغير نحو الأفضل ونحو النجاحات، وأكدت أن طائفتها تحتاج إلى تغيير في المفاهيم والدعم، ناهيك عن بناء أطر عمل ومناطق صناعية ودعم تعليمي. كما وأنها تُفكر أنه يجب أن تكون جزء من مجموعة تقوم بتغيير نواحي كثيرة في المجتمع لنرتقي به.