النائب بركة:
من أصل 93% من أراضي البلاد لم تجد الحكومة سوى 600 دونم في قرية جلجولية كي تقيم عليها كراج لتصليح القطارات

لو جمعنا كل هذه المعطيات: حرمان من الأرض ومناطق النفوذ، منع المواطن من البناء على أرضه، وهدم بيته إن إضطر وبنى، فأين تجد في العالم مثل هذه العنصرية الشرسة

إسرائيل رأسمالية متطرفة في كل شيء ما عدا الأراضي فهي تسيطر عليها من منطلقات سياسية وغالبية الساحقة من الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة هي أراض عربية مصادرة ومسلوبة

قال النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، اليوم الثلاثاء في الكنيست، خلال مناقشة قانون لجان التنظيم والبناء الجديد، إن إسرائيل هي دولة رأسمالية متطرفة في جميع نواحي الإدارة، إلا أنها ليست كذلك في مسألة الأرض، فالحكومة تسيطر على 93% من أراضي البلاد، لدوافع صهيونية، وهي بغالبيتها الساحقة مصادرة من العرب، الذين كانوا يملكون 80% من أراضي البلاد، أما اليوم فإن هذه الحكومة بدأت توزع الأراضي على كبار أصحاب راس المال من أجل جني الأرباح، في حين أن البلدات العرب تشهد حالة انفجار سكاني واختناقا من يستحيل تحمله.

النائب محمد بركة

وتابع بركة قائلا: " إن هذه الحكومة ومنذ اللحظات الأولى لتوليها الحكم قبل عامين وأربعة اشهر بدأت تعد العدة لتسديد فواتير من احضرها إلى الحكم، كبار أصحاب راس المال، ولهذا فبعد أسابيع قليلة جدا من بدء ولايتها أحضرت قانون الأراضي الذي في جوهر توزيع أراض على كبار المستثمرين دون ثمن يذكر، تحت غطاء بناء المشاريع الإسكانية وغيرها".

ذرائع الصالح العام!
وقال بركة: " إن هذه الأراضي بغالبيتها الساحقة صودرت من المواطنين العرب واللاجئين على مدى عشرات السنين وفي موجات متتالية، وكانت هذه المصادرات تتم تحت ذرائع "الصالح العام" أو "لأغراض عسكرية"، ونحن لم تنطل علينا هذه الأكاذيب والحيل، ولكنها اليوم باتت مفضوحة دون حاجة لأي إثبات، فها هي أراضينا توزع بالمجان على كبار أصحاب راس المال بالمجان".

بناء الأحياء السكنية
وتحدى بركة الحكومة قائلا: " إن كانت ذرائعكم هي بناء الأحياء السكنية، فلماذا لا تحول الحكومة الأراضي لمجموعات سكانية، من مائة عائلة أو أكثر على سبيل المثال، تقرر أن تبني حيا سكنيا بتخطيطها هي، وبذلك توفر على نفسها ما سيجنيه المستثمرون من أرباح، وهذا نموذج قائم في دول العالم، ولكن عدم تطبيقه هنا أهداف رأسمالية وفي نفس الوقت سياسية، كي لا تكون من بين هذه المجموعات عرب، يطالبون ببناء أحيائهم السكنية".

البلدات العربية تتفجر
وقال بركة: " إنه على الرغم من مصادر ملايين الدونمات العربية، فإن البلدات العربية تشهد حالة اختناق وتفجر سكاني، فهي محرومة من توسيع مناطق النفوذ بذرائع لا أساس لها، وهذا ما يضطر الأهالي للبناء على أراضيهم من دون تراخيص، لتبدأ الملاحقة والمحاكمات، ثم ليأتي هدم البيوت، والآن هناك قانون جديد أقر هنا في هذا المبنى، يفرض على من يُهدم بيته بدفع تكاليف الهدم، وهذا ما نراه في هذه الأيام، من الدعوى الوقحة التي قدمتها السلطات ضد اهالي قرية العراقيب.
وقال بركة، لو جمعنا كل هذه المعطيات: حرمان من الأرض ومناطق النفوذ، منع المواطن من البناء على أرضه، وهدم بيته إن اضطر وبنى، فأين تجد في العالم مثل هذه العنصرية الشرسة".

جلجولية وكراج القطارات
وقال بركة: " في هذه الأيام نحن أمام نموذج آخر، ربما ليس فريدا من نوعه في سياسة التمييز العنصري، ولكنه وقح للغاية، فقرية جلجولية كانت تملك في العام 1948 حوالي 20 ألف دونم، واليوم فهي تملك بصعوبة 1800 دونم، إلا أن الحكومة لم تجد من كل ملايين الدونمات التي تسيطر عليها، ومن اصل 93% من أراضي البلاد التي تحت سيطرتها، سوى ان تقتنص 600 دونم آخر من قرية جلجولية، أما الغرض من هذا، فهو بناء كراج لتصليح القطارات، فأي معادلة منطقية تسري على هذه العنصرية".