محمد حسنين من عين ماهل:
بعد أن أنهيت اللقب الأول أطمح بأن أكمل تعليمي للقب الثاني والثالث, ولكنني أخاف أن لا أجد عملا لان هنالك نظرة سائدة ومنتشرة في المجتمع تحث على عدم تشغيل ذوي الإحتياجات الخاصة
للأسف نحن كمجتمع عربي نملك دائما نظرة سلبية اتجاه من يملك إعاقات معينة, فدائما وكثيرا ما يتداول أفراد المجتمع تلك المصطلحات التي من شأنها أن تهبط من عزيمة الإنسان مثل "إنسان عاجز يا حرام الله يعينو"
هنالك عدة صعوبات كانت تواجهني وكنت دائما أحاول التغلب عليها ولكن أصعب تلك الأمور هو العيش وحيدا ومستقلا في منطقة بعيدة عن بلدتي عين ماهل لان خروجي إلى الجامعة كان أول مرحلة في مسيرة الإستقلال التي احلم بها
لدي ثلاث إعاقات لكن إرادتي قوية وعزيمتي كذلك ومن يملك الإرادة القوية لن يستطيع أي شيء أن يعرقل مسيرته أو يمحو أهدافه وطموحاته, فبالإرادة يستطيع الإنسان أن يصنع المستحيل حتى يصل إلى ما يفوق المستحيل
الإعاقات التي أعاني منها لم تشكل حاجزا كبيرا بالنسبة لي على أن اخرج إلى العالم وأكمل دراستي بتفوق وتغلبت على الصعوبات التي واجهتها
هنالك قول مألوف بين أبناء البشر بأن الإرادة القوية تستطيع أن تتغلب على جميع الصعاب والعقبات التي يمر بها الإنسان, فبالإرادة والأمل يستطيع الفرد أن يبني ذاته وكيانه ويخرج من المستحيل إلى اللامستحيل ويصنع لحياته هدفا ساميا يصبو إليه وينطلق بغير قيود أو حدود وبدون توقف, فذلك الهدف يقوده إلى أخر وأخر وهكذا فان الإنسان يتغلب على جميع العقبات التي من شأنها أن تعرقل المسيرة في حياته أذا ما وضع هدفا أمامه وصمم على الوصول إليه مؤمنا بتحقيقه وبالتالي مصرا على تحقيق ذاته وتأكيد وجوده على البسيطة، بالإضافة إلى ترك بصمته بين أبناء الأجيال الغابرة والصاعدة. وهذا هو الشاب محمد حسنين من قرية عين ماهل لديه ثلاث إعاقات من شأنها أن تهبط من عزيمته وتفقده الإرادة والأمل وتحطمه. فهو ضرير منذ ولادته كما انه يسير بصعوبة بالغة بسبب مشاكل معينة في ظهره.
لكنه وبالرغم من جميع تلك الإعاقات التي من شأنها أن تحد من حركة الإنسان بصورة عامة وان تعرقل مسيرته الطبيعية في الحياة بالإضافة إلى الأوجاع النفسية التي ممكن أن تصاحب كل إنسان يعاني من تلك الاعاقات، إلا أن محمد حسنين لم يصبه اليأس أبدا ولم يرض بأن يكون أنسانا عاجزا لا حول له ولا قوة أو ضحية قدر، بل سعى إلى إنهاء اللقب الأول في موضوع العمل الاجتماعي ويسعى إلى تحقيق جميع الأهداف التي يحلم بها وان يبرهن للجميع بأن عزيمة وإرادة الإنسان هي أقوى بكثير من أي إعاقات نفسية أو جسمانية.
إرادة قوية وعزيمة هائلة
تحدث لنا محمد قائلا " نعم, لدي ثلاث إعاقات والحمد لله على جميع نعمه، ولكنني وبالرغم من ذلك لدي إرادة قوية وعزيمة هائلة كما أنني أؤكد دائما بأن من يملك الإرادة القوية لن يستطيع أي شيء أن يعرقل مسيرته أو يمحو أهدافه وطموحاته, فبالإرادة والتصميم يستطيع الإنسان أن يصنع المستحيل حتى يصل إلى ما يفوق المستحيل, وبالتالي فإن الإعاقات التي املكها لم تشكل حاجزا كبيرا بالنسبة لي على أن اخرج إلى العالم وأكمل دراستي بتفوق وبالرغم من أنني في البداية واجهت بعض الصعوبات لكوني أعاني من إعاقات جسدية إلا أنني قد تغلبت على تلك الصعوبات بالتحدي والقوة والعزيمة واستطعت أن انهي اللقب الأول في موضوع "عامل اجتماعي".
الصعوبات الطبيعية والجسمانية
وأضاف محمد:"هنالك عدة صعوبات كانت تواجهني وكنت دائما أحاول التغلب عليها ولكن أصعب تلك الأمور هو العيش وحيدا ومستقلا في منطقة بعيدة عن بلدتي عين ماهل, لان خروجي إلى الجامعة كان أول مرحلة في مسيرة الإستقلال التي احلم بها, وتتمحور تلك الصعوبة في كوني قد أعتدت على وجودي في بيتي وبأن هنالك من يقوم على راحتي وخدمتي يوميا، إلا انه فجأه لم أجد هنالك من يساعدني خارج بيتي فاضطررت أن اعتمد على نفسي وان أقوم بخدمة نفسي بنفسي, بالإضافة إلى الصعوبات الطبيعية والجسمانية كوني إنسانا ضريرا كنت بطبيعة الأحوال أتنقل بمساعدة العصا المختصة بمساعدتي كضرير كما أنني دائما كنت أحفظ الطرقات التي أمر بها وخاصة طرقات الجامعة التي تربط بين السكن الطلابي ومبنى الجامعة، كما أنني استطعت التغلب على مشاكل الحافلات بمساعدة بعض الموجودين في المحطة فقد كنت اسألهم أحيانا عن مواعيد الحافلة وأحيانا أخرى كنت أبرمج وقتي على وقت الحافلة الذي كنت انتظرها ".
إنسان عاجز يا حرام الله يعينو!
يشار إلى أن محمد حسنين لديه تحفظ معين على نظرة المجتمع وتصرفاته إتجاه من يملك إعاقات معينة, وفي هذا السياق قال :"للأسف نحن كمجتمع عربي نملك دائما نظرة سلبية اتجاه من يعاني من إعاقات معينة, فدائما وكثيرا ما يتداول أفراد المجتمع تلك المصطلحات التي من شأنها أن تهبط من عزيمة الإنسان مثل "إنسان عاجز يا حرام الله يعينو" وهكذا, ولكننا كثيرا ما نحاول أن نثبت العكس وان نؤكد بأننا لربما كنا ذوي احتياجات خاصة إلا انه لدينا قدرات معينة تمدنا بالقوة ومنها العزيمة والإصرار وتساعدنا على التغلب على تلك النظرة السلبية التي ينظر بها المجتمع والمعاملة الناتجة عن ضعف وشفقة, فلدينا العديد من التحديات التي نوجد عن طريقها قدرات خارقة وعجزنا لا يستطيع أن يمنعنا بأن نمارس حياتنا بشكل طبيعي كسائر الأفراد في المجتمع".
تشغيل ذوي الإحتياجات الخاصة
وأضاف:"والآن بعد أن أنهيت اللقب الأول أطمح بأن أكمل تعليمي للقب الثاني والثالث, ولكنني أخاف أن لا أجد عملا لان هنالك نظرة سائدة ومنتشرة في المجتمع تنطوي على عدم تشغيل ذوي الإحتياجات الخاصة ووضع بعض العراقيل أمامهم حتى لا تمكنهم من إيجاد أماكن عمل، ويعود ذلك إلى المجتمع ونظرته للإنسان المعاق والتي يورثها لأجيال صاعدة ". ووجه حسنين رسالة أخيرة إلى ذوي الإحتياجات الخاصة موصيا إياهم "لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة, كما أنني انصحهم بأن يكونوا متفائلين وان يخوضوا جميع التحديات التي تكون دافعا لتقوية الإرادة لدى الإنسان العاجز".