نضال فنادقة تعد هذه السينما من احدث المشاريع في اسرائيل، وتم نصب الشاشة والكراسي فيها، وفق المعايير العالمية، بكلفة تجاوزت نصف مليون شيقل
ياسمين عسلي: لم أصدق أن الوحوش تهجم علينا بهذا الشكل المتقن وحتى فحيح سموم الافاعي بللت وجوهنا حيث وضعت امام كل كرسي ثقوب ليخرج منها الماء نحو وجوهنا مع تصاعد ذروة الاحداث
هدوء مطبق حولنا، ونحن ندخل سينما سباعية الابعاد في حكاية IMAX، بعد الجلوس في الاماكن المخصصة وزع علينا موظف السينما نظارات سوداء وما أن بدأ الفيلم وأطفئت الأنوار؛ صرخ الجمهور بعد ان داهمتهم أفاعٍ وديناصورات وحشرات خرجت بطريقة مدهشة من قلب الشاشة، لتترصد وجوهنا وتلتف حولنا بطريقة مرعبة، بل كانت وجوهنا تستقبل فحيح الافاعي وتتحرك الكراسي بنا ذات اليمين وذات الشمال في رحلة طائرية برية ولا في الأحلام.
ليكتمل الخوف داخل المشهد، باعثا الضحك فينا، عندما تمر من بين الأرجل أعدادا هائلة ومدهشة من الفئران والحيوانات المفترسة. هذه خلاصة مشاهدة فيلم في السينما سباعية الأبعاد التي انضمت الى الألعاب الحديثة في حكاية مركز ترفيه مقهى ومطعم في قرية كفرقرع وهو المشروع الاول من نوعه في البلاد في الوسطين العربي واليهودي، والتي حدثنا عنها نضال فنادقة مدير المشروع، قائلا: تعد هذه السينما من احدث المشاريع في اسرائيل، وتم نصب الشاشة والكراسي فيها، وفق المعايير العالمية، بكلفة تجاوزت نصف مليون شيقل، ونحن سعداء بتوفير مثل هذه المرافئ الحضارية في ترفيه العوائل العربية في المنطقة وسائر البلاد، فهذه دعوة مفتوحة للجميع ولجميع افراد العائلة صغارا وكبارا في سبيل عيش روعة هذا المشروع والذي جاء من خلال المساعي المضاعفة في سبيل توفير أطر الترفيه والتسلية لجميع افراد العائلة في مجتمعنا العربي فنحن بأمس الحاجة لمثل هذه المشاريع والتي تساهم أيضا في منح فرص العمل للشباب واحتضانهم في هذا الاطار وبالتالي نستطيع ان نحارب العنف والظواهر السلبية التي يعاني منها مجتمعنا العربي، ومن جهة أخرى راعينا ظروف العائلة العربية من خلال تحديد ثمن الدخول بثمن مقبول على الجميع بقيمة 30 شيقل وهو مبلغ معقول قياسا بالمتعة التي يوفرها المكان وفي سبيل منح الجميع التمتع بمثل هذه الخدمات علما أن تكاليف المشروع وإدارته من مستلزمات ومعدات وموظفين بحاجة الى ميزانيات طائلة".
مشروع ممتاز
طارق مصاروة والذي وصل الى مشاهدة الفيلم مع زوجته وابنائه الاطفال، كان مندهشا من رؤية هذه السينما التي قال عنها: هي واحدة من المشاريع الممتازة، وقد راقنا جميعا انا وعائلتي مشاهدة هذه الرسوم المتحركة وهي تنقض علينا بطريقة مثيرة، وهذه فرصة لنشكر ادارة المشروع على السعر المتواضع لمنح الفرصة للجميع ان يشارك في مشاهدة الفيلم المتميز الخاص الذي استطاع ان يرسم الابتسامة على شفاه اطفالنا".
بينما ارتسمت علامات السعادة والخوف على وجه ياسمين علسي والتي وصلت الى مشاهدة الفيلم مع أبناء محمود وهي لم تزل ترتعد خوفا مما شاهدته في هذه السينما الجميلة، وقالت لم أصدق أن الوحوش تهجم علينا بهذا الشكل المتقن وحتى فحيح سموم الافاعي بللت وجوهنا حيث وضعت امام كل كرسي ثقوب ليخرج منها الماء نحو وجوهنا مع تصاعد ذروة الاحداث، كانت مشاهدة مثيرة، تصور ان الكراسي كانت تسير مع هجوم الوحوش، بحيث أصبحنا كتلة واحدة مع مشاهد الفيلم، إنه شيء رائع حقا".
أوقات راحة
زهدي فنادقة كان ينتظر ولده عند باب الخروج، وعندما وصل اليه وهم في حالة لا يحسدون عليها من الخوف الممتزج بالضحك، اخبرنا وهو يضم ولديه نحو صدره قائلا: "أنا سعيد تماما برؤية هذه المشاريع الجميلة في كفرقرع ومجتمعنا، واتمنى أن نصل الى ما هو أرقى وأحسن، خصوصا أن وسطنا العربي محروم من مثل هذه المشاريع والخدمات". وقال عنان أبو عطا: عائلاتنا بحاجة لاوقات راحة تزيح عن نفسيتها ما يتراكم من تعب يومي؛ لذا أتمنى أن تظهر مختلف المؤسسات الخاصة والحكومية مثل هذه المظاهر الحضارية الترفيهية، بتشجيع الاستثمارات السياحية وبناء منشآت ومراكز ترفيه تضع امام العائلة فرص عديدة ومتعددة للتمتع والترفيه".