عبد الفتاح: الإنسان المصري والعربي بصفة عامة ليس مستعدا لقبول السلوك الذي كان يقبله مبارك وأعوانه
مبارك اعتبر نفسه رائدا في السعي لتحقيق السلام في الشرق الاوسط لكنه فقد المصداقية لدى الكثير من المصريين لما اعتبروه اخفاقا في التصدي لإسرائيل والولايات المتحدة
من غير المرجح إلغاء مصر معاهدة السلام لعام 1979 مع اسرائيل التي تمثل الركيزة الاساسية لتوازن هش للقوى في المنطقة على الرغم من الضغط الشعبي بعد الاطاحة بمبارك
مركز أبحاث: المستقبل يحمل المزيد من التدهور في العلاقات بين مصر وإسرائيل، لكنها لن تصل إلى حد الغاء معاهدة كامب ديفيد، بل سيكون سلاما أكثر فتورا مثل علاقات تركيا مع إسرائيل
أصبح توبيخ مصر القوي لإسرائيل على مقتل خمسة من أفراد الامن المصريين وتعنت الإسرائيليين تجاه عدم الاعتذار بصورة رسمية، أوضح مؤشر حتى الآن على فتور العلاقات في وقت يحاول الحكام العسكريون في مصر تهدئة المصريين الذين أصبحوا يعبرون عن آرائهم دون خشية والذين يعادون بصورة كبيرة إسرائيل. ومن غير المرجح أن تلغي مصر معاهدة السلام لعام 1979 مع اسرائيل التي تمثل الركيزة الاساسية لتوازن هش للقوى في المنطقة على الرغم من الضغط الشعبي بعد الاطاحة بالرئيس حسني مبارك في فبراير.
لكن ضباط الجيش الكبار الذين يتولون المسؤولية الآن في القاهرة خرجوا عن نهج الرئيس السابق حسني مبارك الذي كان يقوم على المهادنة. واعتبر مبارك نفسه رائدا في السعي لتحقيق السلام في الشرق الاوسط لكنه فقد المصداقية لدى الكثير من المصريين لما اعتبروه اخفاقا في التصدي لإسرائيل والولايات المتحدة. ويقول نبيل عبد الفتاح من «مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» إن «الإنسان المصري والعربي بصفة عامة ليس مستعدا لقبول السلوك الذي كان يقبله مبارك وأعوانه».
الدم المصري ليس رخيصا
وبدأ هبوب رياح التغيير عقب الاطاحة بمبارك، فعندما قتل خمسة من أفراد الامن المصريين خلال اشتباك لقوات اسرائيلية مع مسلحين قتلوا ثمانية اسرائيليين بالقرب من حدود سيناء الأسبوع الماضي، اتهمت مصر اسرائيل بانتهاك معاهدة السلام وقالت إنها «ستستدعي سفيرها». ونقلت وكالة أنباء «الشرق الاوسط» عن بيان لمجلس الوزراء قوله: «الدم المصري ليس رخيصا ولن تقبل الحكومة أن تضيع هذه الدماء هدرا».
معاهدة السلام مع إسرائيل
وقال وزير الاعلام المصري أسامة هيكل للتلفزيون الحكومي إن «التطمينات على أن مصر ملتزمة بمعاهدة السلام مع إسرائيل يجب ان يقابلها التزام او تعديل للتصريحات والتصرفات الاسرائيلية فيما يتعلق بقضايا عدة بين البلدين»، وأضاف «أمن سيناء شأن مصري خالص لا تقبل مصر فيه أي تدخل بالفعل أو بالتصريح أو بالرأي من أي طرف خارجي».
كامب ديفيد
أما مدير الأبحاث في معهد «بروكينغز» في الدوحة شادي حميد فيقول: «المستقبل يحمل المزيد من التدهور في العلاقات بين مصر وإسرائيل، لكنها لن تصل إلى حد الغاء معاهدة كامب ديفيد، بل سيكون سلاما أكثر فتورا مثل علاقات تركيا مع إسرائيل».