إبراهيم صرصور:
حزب كاديما لا يقلوا خطورة عن حزب الليكود وحلفائه من اليمين المتطرف، بل هم أخطر بكثير في رأيي، لأنهم أكثر خبثاً ومناورة من الليكود
لم تجف بعد دماء ألف وخمسمائة شهيد من المدنيين الفلسطينيين من الرجال والنساء والأطفال الذين ذبحتهم الآلة العسكرية الإسرائيلية في أثناء الحرب على غزة أواخر العام 2008 وبداية 2009
إستنكر الشيخ إبراهيم صرصور رئيس حزب الوحدة العربية/ الحركة الإسلامية، ورئيس القائمة الموحدة والعربية للتغيير، مطالبة أوساط إسرائيلية واسعة في الأيام الأخيرة، وعلى رأسها قيادات من حزب ( كاديما ) المتطرف، شن حملة عسكرية واسعة وشاملة ضد قطاع غزة، ورفضها أي إتفاق لوقف إطلاق النار بين الحكومة وحماس، معتبراً هذه التصريحات والمطالبات دعوات لتأجيج نار الحرب على حساب الشعب الفلسطيني خدمة لأجندات سياسية وحزبية إسرائيلية داخلية ضيقة.
وقال: "لم تجف بعد دماء ألف وخمسمائة شهيد من المدنيين الفلسطينيين من الرجال والنساء والأطفال الذين ذبحتهم الآلة العسكرية الإسرائيلية في أثناء الحرب على غزة أواخر العام 2008 وبداية 2009، التي شنتها حكومة (أولمرت – ليفني – باراك)، إضافة إلى نحو خمسة آلاف جريح يعاني أغلبهم من عاهات مستديمة، ودمار شامل حَوَّلَ قطاع غزة إلى كومة من الركام، فوق ما يعانيه من حصار منذ العام 2007 جعل الحياة فيه شبه مستحيلة، يأتي قادة حزب كاديما: تسيبي ليفني زعيمة الحزب، وشاؤول موفاز رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، ويوحنان بلاسنر القائم بأعمال رئيسة كاديما، ليطالبوا في الأيام الأخيرة بعملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة، يتم فيها إستهداف قادة حركة حماس وبناها التحتية، وتدمير السلطة في قطاع غزة".
كاديما أكثر خبثاً مقابل الليكود
وأضاف: "من الغريب أن يأتي هذا المطلب الإجرامي من قادة إعتبرهم ( تقرير غولستون) الصادر من الأمم المتحدة بخصوص الحرب على غزة، مجرمي حرب، صدرت في حقهم أوامر إعتقال من جهات قضائية في أكثر من دولة في العالم وخصوصاً في أوروبا، وهؤلاء المطاردون بتهم جرائم ضد الإنسانية، والتي تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء في حربين خاضتها حكومتهم بين العامين 2006 و2009، والذين يتزعمون حزب كاديما، لا يقلوا هم وحزبهم خطورة عن حزب الليكود وحلفائه من اليمين المتطرف، بل هم أخطر بكثير في رأيي، لأنهم أكثر خبثاً ومناورة من الليكود، وليبرمان، وعوفاديا يوسيف، الذين يعبرون عن مواقفهم المعادية للسلام وللحقوق الفلسطينية بكل وضوح وصراحة".
القبضة التهويدية في عهد نتنياهو
وتابع: "لن ننسى سنوات حكمهم العجاف التي كانت فيها أيديهم تذبح شعبنا من جهة ، وتحتضن المفاوض الفلسطيني من الجهة الأخرى في لعبة قذرة للإستهلاك الدولي والمحلي، دون أن تؤدي إلى أية نتائج تذكر، وكلنا نذكر أن الإستيطان في زمن حكمهم إتسع بشكل يستحي أن ينافسهم فيه نتنياهو، وإشتدت القبضة التهويدية في القدس الشريف بصورة لا تقل شراسة عما يجري اليوم في عهد حكومة نتنياهو، هذا إضافة إلى العدد الكبير من القوانين والسياسات العنصرية التي بادرت بها ودعمتها حكومة كديما، والتي إستهدفت الوجود والهوية والحقوق للجماهير العربية في الداخل، بشكل لا يختلف عما يجري اليوم في ظل حكومة نتنياهو".
ظل خطورة الحكومة الصهيونية
وأكد الشيخ صرصور: "على أنه بات واضحاً أن الفوارق بين كاديما والليكود وحلفائهما ليس أكثر من هامشي جداً، لا صلة له بالقضايا الجوهرية ذات الصلة بفلسطين أو بنا كجماهير عربية في الداخل، وعليه فمن يعلق آمالاً على تغيير في السياسات في حال إنتقلت السلطة لكاديما، فهو واهم إلى أبعد الحدود، ويجب ألا نعول كثيراً على حلول قد تأتي من داخل السياسة الإسرائيلية العنصرية بإمتياز، لكن من حقنا أن نظل نكافح في مواجهتها، على أمل أن تكون التغييرات في العالم العربي عاملاً مساعداً سيدفع حتماً في إتجاه فرض قواعد لعبة جديدة في الشرق الأوسط لا تدع لإسرائيل فرصة للتنكر للحقوق الفلسطينية سواء في داخل إسرائيل أو في الضفة والقدس وغزة، ويجب ألا نستغرب دعوة ليفني إلى شن حرب على غزة، وإستعدادها التام لدعم مثل هذه العملية وتوفير غطاء لها، وبذلك أكدت ليفني على ما بات بالنسبة لنا بديهياً، أنها لا تقل خطورة عن نتنياهو إن لم تكن أخطر بكثير".