لَسْتُ خُبْزَاً فَارِسِيَاً

الْخَيَالُ وَالظَّلامُ يَأْخُذُنِي
إِلَى عِشْقِ امْرَأَةٍ وَلْهَانَةٍ بِتَحَدِّي الْمُسْتَحِيلْ
الْفَرَحُ صَدِيقٌ جَدِيدُ لَهَا وَخَلِيلْ
وَقَلْبُهَا طَيِبٌ وَقَدْرُهُ جَلِيلْ
فِي حَرْبِ الْحُبِّ لَمْ تَجِد خَلاصَاً مِنِّي وَسَبِيلْ
الْجَيشُ وَالسَّرَايَا وَالْعَسْكَرْ
وَالرَّصَاصَةُ وَالْبُنْدُقِيَّةُ والْخَنَاجِرَ والدُّرُوعِ وَصَوتُ الصَّهِيلْ
جَمِيعُهَا تَتَهَرَّبُ وَتَتَخَلَّصُ مِنْهَا فِي مَحَالِيل
تَسْقِي نَفْسَهَا دِمَاءً وَكَأَنَّهُ سَلْسَبِيلْ
أُحَارِبُ وَأُنَاضِلُ لِبَقَائِي عَلَى حُبِّي بِسَيْفٍ صَقِيلْ
وَهِيَ تُحَارِبُ بِجُلَنَار ثَابِتٍٍ لَيْسَ ذَلِيلْ
صَدِّقِي ذَلِكَ فَالسُّكَرُ خَيْرُُ دَلِيلْ
أُحِبُكِ وَلَن أَتْرُكَ جَسَدَاً يَائِساً أَوْ ظَلِيلْ
وَاعلَمِي بَأنِي لَسْتُ خُبْزَاً فَارِسِيَاً
لِتُحْضِرِي الزُّبْدَةَ وَالْقَالِبَ وَالسِّكِين
وَلَسْتُ جَامِدَاً لأُشَكَّلَ تَشْكِيلْ
وَلا هَوَاءً لِلْعَاشِقِينَ عَلِيلْ
فَأَنَا مَلِكُ الْجُلَنَارِ الْكَبِيرُ الأَسِيلْ
وَمَعَ هَذَا مُكَبَّلٌ بِحُبِّهَا تَكْبِيلْ
مَاذَا أَهْمِسُ فَقَد أَصْبَحْتُ جَبَانَاً هَزِيلْ
لِلْمِلْعَقَةِ فُرْسَانٌ ضَحَايَا وَأَنَا الْفَارِسُ الأَوَلُّ الْجَمِيلْ
تَتَمَلَّقُ عَلَيَّ وَأَنَا رَاضٍ بِذَاكَ الْقَبِيلْ
وَكَيْفَ لا وَجِسْمُهَا مُنَسَقٌ كَمَا أَوْرَاقُ النِّيلْ
وَشَعْرُهَا تُحْفَةٌ مُنَظَّمَةٍ كَمَا نَبَاتَاتُ الرّمَيْل
عَائِلَتُهَا الْحُبُّ وَالْعِشْقُ سَلِيلْ
أَهْرُبُ مِنْ دُخَانِ الَْهَجْرِ وَالْخِيَانَةِ الشَّعِيلْ
لأَحْمِي نَفْسِي مِنْ ذَاكَ الْفَتَّانِ الْقَبِيحْ
وَكَيْفَ أَتَخَلَى عَنْهَا وَهِيَ كَسَهِيلْ ؟
وَلَكِن عِندَ نَقْصِ الحُبِّ فَاتَ الْقَطَار
وَأَصْبَحْتُ لِلسَّرَابِ مَوْضُوعَاً وَعُنْوَانْ
فَهِيَ لَيْسَت سِوَى مُجَرَّدُ أَحْلامْ
رَسَمَتْهَا وَعَنْوَنَتْهَا الأَوْهَامْ
ضُرِبْتُ مَرَاتٍ عِدَّة بالسِّهَامْ
وَقَدْ كُنْتُ ذَاتَ يَوْمٍ شَدِيد الْهِيَامْ
وَالآنَ قَدْ وَضَعْتُ حَداً لِلسَّلامْ
وَالْخِيَانَةُ وُضِعَتْ عَلَى صَدْرِك وِسَامْ
اسْتَسْلَمْتُ مَرَةً وَقَد حَان دَوْرُكِ فِي الاسْتِسْلامْ
أَفِيكِ سَقَمٌ أَمْ سقامْ
لِلحُبِّ لا تَضَعِينَ مَقَامْ
وَالْغِيرَةُ عِنْدَكِ سُوءٌ وَحَرَامْ
انْتَقَيْتُ مِنْ قِلْبِك خِيَانَةٌ سَقَطَت عَلَيَّ كَالرِّهَامْ
سَقَطَ قَلَمِي بَعْدَ تَعَدُّدِ الأَقْلامْ
لا تَقْلَقِي فَهَذِهِ الْبِدَايَةُ يَا مَاسِحَةِ الْوِئَامْ
فَهَلْ سَتَرْجِعُ يَوْمَاً وَعَلَى صَدْرِي تَنَامْ

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب.
لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان: alarab@alarab.co.il