الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 14:02

دراسة إسرائيلية: الثورات العربية أضعفت الدور الإقليمي لسورية ومصر وحزب الله

كل العرب
نُشر: 01/09/11 12:51,  حُتلن: 16:06

مركز أبحاث الأمن القوميّ:

الوضع في مصر:

التغييرات التي طرأت على مصر بعد خلع الرئيس السابق، حسني مبارك، هي صغيرة جدًا مما كان متوقعًا

الجماهير المصريّة التي قادت الثورة تريد تحقيق ثلاثة أمور: الانتقام من مبارك وعائلته، التمتع بالحريّة وتحسين الأوضاع الاقتصاديّة

النظام المصري لا يمكنه المخاطرة بإلغاء اتفاق السلام مع إسرائيل، لأنّ ذلك سيؤدي إلى وقف المعونات الأمريكيّة للقاهرة والتي تصل إلى 1.3 مليار دولار في السنة

الاقتصاد المصريّ يرتبط بعدّة عناصر، تتعلق بصورة مباشرة أو غير مباشرة بإسرائيل: السياحة، بما في ذلك إلى سيناء، تصدير الغاز، الأرباح من قناة السويس والمساعدات التي تتلقاها مصر من الولايات المتحدّة الأمريكيّة

الوضع في سورية:

نظام الأسد سيُدخل سوريّة إلى حالة من الفوضى الداخليّة، وهذا الوضع سيُضعف سوريّة، ولكن بالمقابل سيزيد من قوة إيران فيها

كل تغيير سيحصل في سوريّة سيؤثر مباشرةً على تل أبيب، وبحسبها فإنّ السيناريو الأول هو بقاء الرئيس الأسد في منصبه لسنوات طويلة

شارون، رفض مبادرة لاستغلال عزلة سوريّة بعد اتهامها في العام 2005 بقتل الحريري والضغوط التي مورست عليها لسحب جيشها من لبنان بهدف إضعاف الأسد، والعمل على إسقاطه من الحكم

 في حالة بقاء الأسد في الحكم فإنّه سيضطر إلى استثمار جميع جهوده لتقوية حكمه في الداخل، وبزيادة جهوده للحصول على اعتراف دوليّ، وفي هذه الظروف فإنّه من المستبعد جدًا أن يلجأ للخيار العسكريّ ضدّ إسرائيل

الوضع في لبنان:

حزب الله اليوم الخاسر الأكبر من أحداث سوريّة، وتوجد لديه الأسباب الكثيرة لأنْ يكون قلقًا على شرعيته الداخليّة في لبنان

الأكثرية الساحقة من الشعب اللبنانيّ لا ترى في المقاومة، التي يتبناها حزب الله حصنًا منيعًا من الاعتداءات الإسرائيليّة، ولكي يحافظ حزب الله على شرعيته الداخليّة فإنّه لن يجرؤ على مواجهة إسرائيل عسكريًا

أعدّ مركز أبحاث الأمن القوميّ في تل أبيب دراسة مفصلة عن الربيع العربيّ تطرّق فيها الباحثون إلى تأثيرات الثورات العربيّة في عددٍ من الدول العربيّة على إسرائيل، وقد أشرف على الدراسة الجنرال المتقاعد غيورا آيلاند، رئيس مجلس الأمن القوميّ السابق، والذي يعمل باحثًا كبيرًا في المعهد المذكور. وقالت ورقة العمل إنّ التغييرات التي طرأت على مصر بعد خلع الرئيس السابق، حسني مبارك، هي صغيرة جدًا مما كان متوقعًا عندما عمّت المظاهرات المدن المصريّة، قائلاً إنّه لم يحدث أيّ تغيير سوى إبعاد مبارك عن سدة الحكم، وبرأيه فإنّ الجماهير المصريّة التي قادت الثورة تريد تحقيق ثلاثة أمور: الانتقام من مبارك وعائلته، التمتع بالحريّة وتحسين الأوضاع الاقتصاديّة، وزاد أنّ النظام العسكريّ الحاكم عرف كيف يُشبع غريزة المصريين بالنسبة لمبارك وبالتالي سارع إلى مقاضاته، أمّا بالنسبة للحريّة، فقد وعد النظام الجديد بذلك، ولكنه حتى الآن لم يُخرج ذلك إلى حيّز التنفيذ، وبالنسبة للمطلب الثالث، قال آيلاند إنّ النظام الجديد لم يعد المواطنين المصريين بتحقيقه.

الوضع الاقتصاديّ
وبرأيه، فإنّ الوضع الاقتصاديّ سيكون المشكلة المفصليّة التي سيضطر النظام القائم والذي سيليه بعد الانتخابات إلى معالجتها، إذ أنّ الاقتصاد المصريّ يرتبط بعدّة عناصر، تتعلق بصورة مباشرة أو غير مباشرة بإسرائيل: السياحة، بما في ذلك إلى سيناء، تصدير الغاز، الأرباح من قناة السويس والمساعدات التي تتلقاها مصر من الولايات المتحدّة الأمريكيّة، ويستنتج الجنرال الإسرائيليّ أنّ مصر لا يمكنها بأيّ حال من الأحوال التنازل عن هذه الأمور المربحة اقتصاديًا، وبالتالي فإنّ النظام لا يمكنه المخاطرة بإلغاء اتفاق السلام مع إسرائيل، لأنّ ذلك سيؤدي إلى وقف المعونات الأمريكيّة للقاهرة والتي تصل إلى 1.3 مليار دولار في السنة، كما أنّ أمريكا سترفض حينها شطب الدين المستحق لها من مصر والذي يصل إلى مليار دولار، وعليه، واصل الباحث، فإنّ إسرائيل لا يجب أنْ تكون قلقة من تغيير جوهريّ في العلاقات مع مصر، على حد تعبيره.

ازدياد عمليات التهريب
مع ذلك، أضاف آيلاند، لا يمكن التغاضي عن القضيّة الأمنيّة، ذلك أنّ السيطرة المصريّة على شبه جزيرة سيناء باتت هشّة للغاية، لافتًا إلى أنّ عمليات التهريب ستزداد، كما أنّ دخول متسللين إلى إسرائيل عن طريق الحدود سترتفع، بالإضافة إلى ذلك، فإنّ محاولات التنظيمات التي أسماها بالإرهابيّة ستتعاظم لتنفيذ عمليّات ضدّ أهداف إسرائيليّة، ولكنه أشار إلى أنّ الحديث هنا يدور عن مسائل تكتيكيّة فقط. وبحسبه فإنّ القضيّة الجوهريّة تتعلق بالفرضيّة التي لازمت اسرائيل على مدار 32 عامًا والتي تؤكد على أنّه لن تندلع حربًا في أيّ حالٍ من الأحوال بين مصر وإسرائيل، وهذا الوضع سمح لإسرائيل بشن العدوان على لبنان مرتين وشن العدوان على الضفة الغربيّة في العام 2002 وعلى قطاع غزة في أواخر 2008 وأوائل 2009، كما أنّ السلام مع مصر أدّى إلى تخفيض ميزانيّة الأمن في إسرائيل منذ العام 1974 الأمر الذي حوّل إسرائيل إلى دولة مزدهرة اقتصاديًا، على حد قوله.

سوريّة
أمّا في ما يتعلق بسوريّة فقد رأت الدراسة أنّ موجة الاحتجاجات تتعاظم يومًا بعد يوم، ولكن بالمقابل لا توجد إشارات إلى قرب نهاية نظام الأسد، لافتةً إلى أنّ إسرائيل لا تقدر على التأثر ولا تريد التأثير على مجريات الأمور في هذا البلد العربيّ، ولكنْ بموازاة ذلك، فإنّ كل تغيير سيحصل في سوريّة سيؤثر مباشرةً على تل أبيب، وبحسبها فإنّ السيناريو الأول هو بقاء الرئيس الأسد في منصبه لسنوات طويلة، وفي إسرائيل العديد من الجهات الأمنيّة والسياسيّة ترى في هذا السيناريو الأفضل، لأنّ صنّاع القرار في تل أبيب يعرفون الرئيس السوريّ، وكشفت الدراسة النقاب عن أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ الأسبق، أرئيل شارون، رفض مبادرة لاستغلال عزلة سوريّة بعد اتهامها في العام 2005 بقتل الحريري والضغوط التي مورست عليها لسحب جيشها من لبنان بهدف إضعاف الأسد، والعمل على إسقاطه من الحكم، وبحسبها فإنّ شارون قدّر بأنّ البدائل التي ستحل مكان الأسد ستكون سيئة جدًا لاسرائيل وبالتالي.

بقاء الأسد في الحكم
وزادت الباحثون، أنّه في حالة بقاء الأسد في الحكم فإنّه سيضطر إلى استثمار جميع جهوده لتقوية حكمه في الداخل، وبزيادة جهوده للحصول على اعتراف دوليّ، وفي هذه الظروف فإنّه من المستبعد جدًا أن يلجأ للخيار العسكريّ ضدّ إسرائيل، كما أنّه من غير المستبعد أنْ يُخفف المساعدات العسكريّة التي يُقدمها لمنظمة حزب الله اللبنانية، ولفتت الدراسة إلى أنّ السيناريو المذكور لن يؤدي إلى تغيير فرضيّة العمل الإسرائيليّة بالنسبة لسوريّة، ولكن إذا تحقق فإنّ الهدوء الذي يُميّز الحدود الشماليّة سيستمر بوتيرةٍ عاليةٍ، على حد تعبير الدراسة. أمّا السيناريو الثاني الذي ناقشه الباحثون في الدراسة فيقول إنّ سقوط نظام الأسد سيُدخل سوريّة إلى حالة من الفوضى الداخليّة، وهذا الوضع سيُضعف سوريّة، ولكن بالمقابل سيزيد من قوة إيران فيها، وسيزيد من محاولات تنظيمات معينة للقيام بعمليات استفزازيّة ضدّ إسرائيل ولكن على الرغم من ذلك، فإنّ التأثير على أمن إسرائيل سيكون ضعيفًا والهدوء سيستمر على حدودها مع تل أبيب.

الدعم الإيرانيّ
وترى الدراسة أنّ السيناريو الثالث يتمثل في صعود قوة سنيّة معاديّة جدًا لإسرائيل، وهذا النظام سيفقد الكثير من الدعم الإيرانيّ، ولكنّه سيلجأ إلى تبني سياسة مغامرات ضدّ إسرائيل، وأيضًا سيُحاول إعادة هضبة الجولان المحتلّة لسوريّة، وهو الأمر الذي لم يتمكن الكافر الأسد من تحقيقه، أوْ على الأقّل لم يسمح لتنظيم القاعدة من تنفيذ العمليات ضدّ الدولة العبريّة. أمّا السيناريو الرابع، الذي ورد في الدراسة فيرى أنّ سوريّة بعد الثورة سيكون فيها نظام ديمقراطي، مع توجه واضح مؤيد للغرب، وما من شك بأنّ هذا السيناريو هو الأسوأ لإيران ولحزب الله، ولكن ذلك لا يعني أنّ النظام الجديد سيكون على استعداد لتوقيع اتفاق سلام مع إسرائيل، ذلك أنّ كل نظام عربيّ جديد يستطيع أنْ يؤمن استمراره بإتباع سياسية عدائية لإسرائيل، مع ذلك، رأى الباحثون، أنّ نظامًا ديمقراطيًا في سوريّة سيُشجع جهات دوليّة لممارسة الضغط عليه وعلى تل أبيب لإجراء مفاوضات بهدف التوصل إلى سلام بين الدولتين. وخلص الباحثون إلى القول إنّ أيّ سيناريو من السيناريوهات التي تمّ ذكرها لن تؤثر على أمن إسرائيل، ذلك أنّ إمكانية اندلاع حرب موجودة، وكل تغيير في الحكم بسوريّة سيُقلل هذا الاحتمال، بحسب الدراسة.

لبنان
علاوة على ذلك، قالت الدراسة إنّ لبنان تتأثر مباشرة من الأحداث في سوريّة، مع هذا هناك عوامل داخليّة في بلاد الأرز يجب أخذها على محمل الجد، فحزب الله اليوم الخاسر الأكبر من أحداث سوريّة، وتوجد لديه الأسباب الكثيرة لأنْ يكون قلقًا على شرعيته الداخليّة في لبنان، وذلك نابع من أنّه يؤيد النظام السوريّ الحاليّ، وهو الأمر الذي لا يعتبر شعبيًا في العالم العربيّ، بشكل عام وفي لبنان بشكل خاص، علاوة على ذلك، فإنّ حزب الله بات يفهم أنّ نبض الشارع العربيّ لا يؤيد خطه الأيديولوجي الثوريّ، إنّما على العكس من ذلك، وللتدليل على ذلك، تقول الدراسة أنّه في جميع المظاهرات في البلدان العربيّة لم تذكر لا من قريب ولا من بعيد الثورة الإسلاميّة في إيران عام 1979، كما أنّ الأكثرية الساحقة من الشعب اللبنانيّ لا ترى في المقاومة، التي يتبناها حزب الله حصنًا منيعًا من الاعتداءات الإسرائيليّة، ولكي يحافظ حزب الله على شرعيته الداخليّة فإنّه لن يجرؤ على مواجهة إسرائيل عسكريًا.

البحرين والأردن
أمّا في ما يتعلق بالبحرين، فتقول الدراسة الإسرائيليّة بأنّ أيّ تغيير في هذه الدولة، ذات الأكثريّة الشيعيّة ستؤثر على إسرائيل، فمن ناحيّة تستضيف على أراضيها أحد أهم القواعد الأمريكيّة، ومن الناحيّة الأخرى فإنّ الأقليّة السنيّة في البلاد تقمع الأغلبيّة الشيعيّة، وهي دولة مؤيدة علنًا للولايات المتحدّة وقريبة جدًا من السعوديّة، الحليفة الإستراتيجيّة الأولى لأمريكا، وزادت أنّ رياح التغيير في تونس ومصر وصلت إليها، وبعد اندلاع المظاهرات في البحرين بدا واضحًا أنّ النظام الحاكم فيها بات على قاب قوسين أوْ أدنى من السقوط، فسارعت السعوديّة إلى إرسال درع الجزيرة لوأد الثورة، لعلم المملكة أنّ انتصار الشيعة في البحرين سيُشجع الشيعة في السعوديّة على الانتفاض ضدّ نظام آل سعود، وخلصت الدراسة إلى القول إنّ أيّ تغيير في البحرين لصالح الشيعة سيزيد من النفوذ الإيرانيّ في العالم العربيّ، إذا أخذنا بعين الاعتبار الانسحاب المقرر للقوات الأمريكيّة من العراق، والتغيير في البحرين إضافة للانسحاب الأمريكيّ في العراق سيُلقي بظلاله على استتباب الأمن في المملكة الأردنيّة الهاشميّة، بحسب الباحثين الإسرائيليين، ولكن في الأردن الوضع على حاله، فقد تبيّن أنّ النظام الملكيّ في العالم العربيّ هو الأكثر استقرارًا، ولكن على الرغم من ذلك، من غير المستبعد اندلاع ثورة شعبيّة في الأردن، وفي حال نجاحها فإنّ تأثيرها على أمن إسرائيل سيكون إستراتيجيّا، وسيُجبر صنّاع القرار في تل أبيب على تغيير السياسة والانتقال من حالة السلام إلى حالة الحرب الممكنة مع المملكة الهاشميّة أيضًا. 

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.75
USD
4.02
EUR
4.84
GBP
298942.40
BTC
0.52
CNY
.