ماجد حمل حلم الدراسة الأكاديمية في العراق عائداً إلى فلسطين
ماجد صبره...
أنا لا أنتظر أي مقابل من أحد
أدرك تماماً أنه ليس من الضرورة أن كل المشتركين بالصفحة يتابعون حتلنتها بشكل مستمر
الفكرة بدأت من باب المساعدة لبعض الأصدقاء الذين سألوا عن مفردات باللغة التركية بهدف السياحة
أصبح الإنترنت اليوم الوسيلة الأسرع والأسهل للوصول للمعلومة ولإيصال المعلومة على حد سواء، كما وأنه متوفر لدى الجميع
عندما سافرت إلى تركيا وبدأت التعلم هناك، لم أكن أعرف أي كلمة بتلك اللغة، ولا حتى كلمات المبتدئين، وأيضاً لم أكن أعرف أحداً لأستمد منه مواساة الغربة
بعد الإقبال الكبير على الصفحة من جميع الأقطار العربية قمت بتأليف كتاب وعنوانه "تعلم اللغة التركية"، ويتكون من 230 صفحة، شاملاً اللغة التركية من حروف ومفردات وقواعد بشكل مفصل
بعد أيام معدودة سيتابع الشاب ماجد صبره البالغ من العمر 27 عاماً دراسته الأكاديمية لنيل الماجستير في موضوع العلاقات الدولية بعد أن نال اللقب الأول في الحقوق من جامعة أنقرة في تركيا.
ماجد صبره
قرر ماجد صبره ابن قرية برقين سلفيت القريبة من رام الله بعد دراسته المرحلة الثانوية السفر إلى العراق لدراسة موضوع الهندسة، وبالفعل، درس هناك مدة عام، لكن بعد إنهائه سنته الأولى نشبت الحرب على العراق فحمل حلم الدراسة الأكاديمية في العراق عائداً إلى فلسطين، وعند عودته تقدم لمنحة دراسية في تركيا وتم قبوله. وفي عام 2004 درس اللغة التركية وفي العام الذي يليه بدأ دراسة الحقوق لينال على اللقب الأول في الموضوع في عام 2009.
لقب الحقوق وحلم العلاقات الدولية
عاد ماجد صبره من تركيا يحمل لقب الحقوق وحلم متابعة الماجستير، وخلال العامين الماضيين حصد الكثير من الإنجازات ناهيك عن أنه تحضر نفسياً ومادياً للقب الماجستير، وأكثر ما يثير الاهتمام في الأمور التي أنجزها ماجد صبره، هو إنشائه وإشرافه على صفحة خاصة لتعلم اللغة التركية على الموقع الاجتماعي "فيس بوك" والتي ضمت مؤخراً 20544 شخصاً يداومون على متابعتها والتزود من معلوماتها.
مخزون لغوي فارغ
ويحدثنا صبره عن فكرة تعليم اللغة التركية قائلاً:" عندما سافرت إلى تركيا وبدأت التعلم هناك، لم أكن أعرف أي كلمة بتلك اللغة، ولا حتى كلمات المبتدئين، وأيضاً لم أكن أعرف أحداً لأستمد منه مواساة الغربة، وفي حينها واجهت صعوبة كبيرة في تقبل الأمر"، ويستذكر صبره الأمر قائلاً:" لم يكن من السهل أن أتأقلم في محيط غريب عني، فلم أفهم على أحد ولم يفهمني أحد، لكن لاحقاً ومع دراسة اللغة التركية أصبحت الصعوبات تتلاشى شيئاً فشيئاً، وفي تلك الرحلة قمت مع عدة رفاق بمساعدة الطلاب الجدد الذين يأتون لتركيا طالبين العلم".
بعد تخرج صبره من الجامعة وعودته لفلسطين، قرر أن يُنشىء صفحة على الفيس بوك لتعليم اللغة التركية كخطوة فريدة من نوعها، حيث جعلها مرآة الحقيقة لدولة تركيا، فزودها بمضامين أساسية ومختلفة، ثرية ومُحتلنة حيث شملت اللغة التركية كمضمون أساس في الصفحة، وشملت معلومات عن الأماكن، العادات والتقاليد، الثقافة وغيرها.
نشأة الفكرة
ويتابع صبره حديثه حول الفكرة بقوله إن "الفكرة بدأت من باب المساعدة لبعض الأصدقاء الذين سألوا عن مفردات باللغة التركية بهدف السياحة، وتساؤلاتهم كانت بداية الطريق، حيث أنشأت الصفحة وتم تطويرها وتحتوي الآن على الكثير من الأقسام التعليمية، فتضم الصفحة مثلاً قسم الحروف، حيث يبدأ الطالب بتعلم الحروف التركية وطريقة نطقها ويرافقهما مقطع فيديو لتوضيح طريقة النطق بطريقة سليمة. قسم الأعداد، ويضم الأعداد الصحيحة والأعداد الترتيبية والكسور. قسم القواعد، ويضم شرحاً مبسطاً لأهم القواعد في اللغة التركية مع التوضيح بالأمثلة. قسم الملاحق، ويضم أدوات الربط بين الكلمات لتكوين الجمل بالإضافة إلى الملاحق المتصلة والمنفصلة. قسم كلمات وجمل، ويضم مئات الكلمات الأكثر استعمالاً بالإضافة إلى الأفعال كثيرة الاستعمال، والجمل التي تستخدم كثيراً في الحياة اليومية، وطبعاً يحتوي القسم الجملة باللغة التركية ومقابلها باللغة العربية وطريقة اللفظ. قسم تمارين، ويحتوي تمارين متعددة من ضمنها تمارين اختصت بالقواعد وفي النهاية قسم الفيديوهات، ويضم مجموعة كبيرة لتوضيح طريقة النطق السليمة للحروف والأعداد والكلمات".
تطوير الفكرة
ويتابع حديثه قائلاً:" وطبعاً لم أقف عند هذا الحد، فبعد الإقبال الكبير على الصفحة من جميع الأقطار العربية قمت بتأليف كتاب وعنوانه "تعلم اللغة التركية"، ويتكون من 230 صفحة، شاملاً اللغة التركية من حروف ومفردات وقواعد بشكل مفصل، إضافة إلى تكوين الجمل واللواحق للربط بين الجمل، وفي نهاية الكتاب قمت بإرفاق تمارين في مستويات، وأعتقد أن هذا كل ما يلزم الطالب لتعلم اللغة التركية، ولو كانت صفحات الفيس بوك تستوعب محتوى الكتاب لوضعته، إلاّ أنها لا تسمح إلاّ بعدد محدود من التطبيقات".
لماذا الفيس بوك؟
وعن اختياره للفيس بوك بشكل خاص لإنشاء فكرته على أرض الواقع، يقول صبره:" أصبح الإنترنت اليوم الوسيلة الأسرع والأسهل للوصول للمعلومة ولإيصال المعلومة على حد سواء، كما وأنه متوفر لدى الجميع، وبالنسبة للموقع الاجتماعي فيس بوك فهو من فترة ليست قصيرة يعتبر الإنترنت بأكمله فهو يحوي على صفحات متعددة الاهتمامات ووافرة من ناحية معلومات، كما أنه يحوي على محرك بحث لقاعدة بيانات جبارة. وبما أن إنشاء صفحة على الفيس بوك يعتبر أمراً سهلاً بالنسبة لشخص لم يدرس علم الحاسوب فكان هذا مشجعاً لي، إضافة إلى أنه مجاني للمنشئ وللمستخدم وبالفعل كان ترجيحي هو عمل الصفحة على الفيس بوك".
دبلجة أون لاين
تلقى الصفحة الفيسبوكية نجاحاً هائلاً واهتماماً جاداً من قبل الذين يرغبون بالذهاب إلى تركيا بهدف السياحة أو الدراسة، ولا يمكننا تجاهل الشريحة الكبيرة من الأعضاء الذين يتابعون المسلسلات التركية غير المدبلجة والتي تُبث عبر الفضائيات العربية، وبالتالي يقوم صبره بترجمة العشرات منها، إضافة إلى مقاطع كثيرة من الفيديوهات والأغاني. ويلمس صبره النجاح والتقدم في كل مرة يقرأ فيها رسائل الأعضاء وتعليقاتهم، وفي كل مرة يستقبل فيها أعضاء جدد.
يقول ماجد صبره:" عدد الأعضاء في تزايد مستمر والآن عددهم تجاوز العشرين ألف طالب، طبعاً أدرك تماماً أنه ليس من الضرورة أن كل المشتركين بالصفحة يتابعون حتلنتها بشكل مستمر لكن بحسب الإحصائيات والجداول البيانية التي يمكنني الحصول عليها كمشرف على الصفحة أستطيع القول أن نسبة كبيرة جداً من الطلاب يتابعون الصفحة بشكل يومي، وأستطيع القول أن الصفحة تضم نسبة كبيرة من الطلاب المجتهدين والذين قطعوا مرحلة المبتدئين حيث أنهم اليوم يتقنون القراءة والكتابة، وفي أحيانٍ كثيرة أراهم يتواصلون مع الأعضاء باللغة التركية ويجيبون على أسئلتهم ناهيك عن أنهم يترجمون بعض الجمل التي يتم الاستفسار عنها من خلال الصفحة".
يضيف صبره أنه وبعيداً عن المواقف السياسية للحكومة التركية مع الدول العربية والعلاقات التركية العربية التي تشهد حالة من التصاعد في السنوات الأخيرة، فإن "هذه الصفحة تبني وتعزز علاقات الصداقة والتعارف وتبادل الثقافات بين الدول من خلال المواطن العربي والتركي".
وقام صبره مؤخراً بإنشاء صفحة مشابهة لكنها تخدم المجتمع التركي حيث أنها أنشأت لتعلم اللغة العربية للأتراك واحتوت شرحاً باللغة التركية عن اللغة العربية، ويضيف أن "قمت بإنشاء هذه الصفحة في الفترة الأخيرة، لتخدم أصدقائنا الأتراك الذين شاركونا في صفحتنا الأولى بهدف تعلم اللغة العربية، وهذه فرصة ثرية ليتعلموا لغتنا وليتعرفوا على حضارتنا وثقافتنا تخدم كل تساؤلاتهم، وفي فترة قصيرة جداً انضم للصفحة أكثر من 2000 تركي".
"الوقت من ذهب وأعطي طلابي ذهباً"
وحول الوقت الذي يقضيه ماجد صبره بين طيات الصفحات الفيسبوكية، يقول:" طبعاً لا يوجد وقت ثابت ومحدد للوقت الذي أقضيه في صفحتي تعليم اللغة، إلاّ أنني أتابع الصفحات بما لا يقل عن أربع ساعات أقضيهم ما بين إجابة على أسئلة واستفسارات وما بين إضافة مواضيع جديدة وترجمة مقاطع فيديو ونصوص من التركية إلى العربية العكس صحيح".
في بداية ترجمة الفكرة على أرض الواقع تطلب الأمر من الشاب الطموح الجهد الكبير، حيث قام بتحضير المواد وتحميلها على الصفحة، كما وقام بكتابة الشيفرات والرموز البرمجية حتى وصل اليوم مرحلة لا تتطلب منه إلا الإجابة على تساؤلات الأعضاء وطلباتهم التي تقتصر على ترجمة مقاطع الفيديو والمسلسلات والنصوص المختلفة.
ويقول صبره:" أنا لا أنتظر أي مقابل من أحد، فهذه الصفحة مجانية أصلاً أي أنني لا أدفع رسوم اشتراك مقابلها كما لو كانت موقعاً مستقلاً على سبيل المثال، أمّا بالنسبة للجهد فأنا سعيد جداً بتقديم المساعدة للطلاب عن طريق الصفحة، فلا أريدهم أن يمروا بالمعاناة التي مررت بها عندما كنت طالباً جديداً في تركيا، كما وأنني سعيد أكثر لاختلاطي بالشعوب العربية عامة، حيث أن الصفحة تضم أعضاء عرباً من جميع الأقطار العربية، وأصبحت منبراً ثرياً للتعرف إلى الحضارات والثقافات المختلفة".
مستقبلاً !
ويختتم ماجد صبره ابن فلسطين حديثه حول مشاريعه الحالية والمستقبلية قائلاً:" على الصعيد الشخصي إن شاء الله خلال الأيام القريبة سأعود أدراجي إلى تركيا لدراسة العلاقات الدولية في لقب الماجستير، وعلى صعيد مشروع تعليم اللغة التركية فكما ذكرت سابقاً أنني قمت بتأليف كتاب لتعليم اللغة التركية وهو الآن في طور الطباعة وإن شاء الله سيباع قريباً في الأسواق، وسأحتفظ لنفسي بمشروع جديد سأقوم بالإعلان عنه قريباً على صفحتي تعليم اللغة العربية والتركية وأعد أنه سيكون مفيد جداً وثري".