إبراهيم صرصور:
إستمرار صمت الجامعة العربية على النحو الذي نرى معناه إستمرار شلال الدم، وفتح الباب أمام التدخلات الأجنبية
بشار الأسد قد إختار الطريق الأمني الوحشي للتعاطي مع مطالب شعبه العادلة، ولا أعتقد أنه سيعود عن هذا الحل ما لم يجد من يردعه
لا مبرر مطلقا لهذا الموقف العربي الذي إكتفى حتى الآن ببيانات الشجب والإستنكار، والمطالبة الخجولة لنظام بشار الأسد بوقف نزيف الدم، والإستجابة لمطالب الشعب في الإصلاح
النظام القمعي في سوريا لن يقبل بأي إصلاح حقيقي يضعه في مرتبة واحدة مع الشعب السوري وفعالياته السياسية، كما لن يسمح أبدا بتداول للسلطة يمكن أن يؤدي إلى إقصائه عن سدة الحكم في إطار إنتخابات حرة
في رسالته إلى الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي، أبدى الشيخ إبراهيم صرصور رئيس حزب الوحدة العربية/الحركة الإسلامية، ورئيس القائمة الموحدة والعربية للتغيير، إستغرابه الشديد من صمت الجامعة حيال ما يرتكبه نظام الرئيس السوري الأسد من مذابح وحشية ضد العزل من الشعب السوري في كل أرجاء سوريا، ودعاه إلى إتخاذ موقف أكثر حزما تجاه نظام البعث القمعي لوقف شلال الدم، وتحقيق مطالب الشعب السوري العادلة في التغيير الجذري للنظام السياسي، تمهيداً لإقامة دولة الحريات والعدالة وتداول السلطة السلمي بعيداً عن الإستبداد الذي فرضه ( آل الأسد) منذ أكثر من أربعة عقود.
ابراهيم صرصور
وقال: "نتابع بقلق شديد ما يرتكبه النظام السوري من مجازر بشعة ضد الشعب السوري، وصور التعذيب والتنكيل التي يرتكبها الجيش وعصابات ( الشبيحة) ضد المدنيين الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال، والتي تزدحم بها وسائل الإعلام والفضائيات على مدار الساعة، والتي تشكل جزءاً بسيطاً من الحقيقة التي تعمل أجهزة القمع البعثية على حجبها بكل وسائلها الجهنمية التي فاقت وسائل مثيلاتها في مصر وتونس وليبيا واليمن، لا مبرر مطلقا لهذا الموقف العربي الذي إكتفى حتى الآن ببيانات الشجب والإستنكار، والمطالبة الخجولة لنظام بشار الأسد بوقف نزيف الدم، والإستجابة لمطالب الشعب في الإصلاح".
التضحية بالدم
وأضاف: "من الواضح لمعاليكم ولكل متابع ومراقب، أن النظام القمعي في سوريا لن يقبل بأي إصلاح حقيقي يضعه في مرتبة واحدة مع الشعب السوري وفعالياته السياسية، كما لن يسمح أبدا بتداول للسلطة يمكن أن يؤدي إلى إقصائه عن سدة الحكم في إطار إنتخابات حرة وديمقراطية ونزيهة، خصوصا وأنه ما يزال يمسك حتى هذه اللحظة بزمام الأمور، ويتمتع بدعم الجيش وأجهزة الأمن، نحن على ثقة من خلال متابعاتنا لثورة الشعب السوري من أقصاه إلى أقصاه، وإستعداده غير المسبوق للتضحية بالدم في سبيل إجتثاث نظام الإستبداد، في أن الشعب ماض في ثورته حتى النصر، وأنه قد دخل طريق اللاعودة، وذلك من خلال قناعته الراسخة بأنه على مفترق طريق: أن يكون أو لا يكون، وقد قرر كما نرى واضحا أن يكون، مهما كلفه ذلك من ثمن".
إستقرار سوريا من إستقرار إسرائيل
وأشار إلى أن: "الأوضاع على ضوء ما ذكرت تعني إستمرار شلال الدم، وسقوط عشرات القتلى يوميا، وشل الحياة في سوريا، وتعريض أمنها ووحدتها للخطر إذا ما قرر المجتمع الدولي التدخل عسكريا كما حصل في ليبيا، إن إستمرار نظام الأسد في التلويح باللافتات القومية، والمقاومة والممانعة، بهدف تبرير جرائمه ضد الشعب السوري، لم تعد تنطلي على أحد، ففوق ما فيها من زيف بنيوي لا يتفق مع واقع النظام السوري في حمايته للحدود مع إسرائيل والتي عبر عنها الجزار ( ماهر الأسد) شقيق بشار الأسد مع بداية الثورة، بشكل لا يقبل تأويلا، حيث صرح مطمئنا إسرائيل وأمريكا بأن إستقرار نظامه، فيه إستقرار لإسرائيل، وهو ذات ( البعبع ) الذي خوفت به أنظمة الإستبداد العربية في مصر وتونس واليمن ولبيبا، الغرب، شرعنةً لبقائها في السلطة، حتى لو كان في بقائها طحنا لكل حقوق الإنسان العربي في الحرية والعدالة والتنمية، ما دام بقاؤها فيه خدمة للغرب وإسرائيل".
نبذ الدكتاتورية
وشدد على أنه: "لم يعد هنالك عربي على وجه الأرض ليقبل بمعادلة أن من لوازم المقاومة والممانعة أن يكون النظام مستبدا دكتاتوريا متسلطا، لا مكان فيه لغير الحزب الحاكم، ولا للأحزاب ولا لحرية الصحافة ولا لتداول السلطة ولا للعمل الأهلي، إلى غير ذلك من لوازم النظام الديمقراطي الحقيقي، فقد ثبت بأن أكثر الأنظمة حماية لأعداء الأمة هي الدكتاتورية، مهما تشدقت بالشعارات الفارغة ورفعت من اليافطات الزائفة، وما تجربة نظام البعث في سوريا وفي لبنان والجولان منذ وصوله للسلطة حتى الآن، إلا نموذجا صارخا لذلك، وعليه فلا خوف على المقاومة ولا على الممانعة إذا سقطت أنظمة الاستبداد، فالمنطق يقول بأن سلطة انتخبها الشعب، ونظاما حفظ للشعب حقه في محاسبة قيادته وخلعها حين لضرورة عبر آليات دستورية ومنها الانتخابات الدورية الحرة، لا بد أن ينحاز دائما إلى خيارات الأمة، وخياراتها كما هو معروف: استعادة الكرامة الوطنية، والتحرر من الهيمنة الأجنبية، والدفاع الشريف عن مقدرات الأمة وأرضها ومقدساتها المغتصبة".
الصمت يعادل استمرار شلال الدم
وأكد الشيخ صرصور في رسالته على أن: "بشار الأسد قد إختار الطريق الأمني الوحشي للتعاطي مع مطالب شعبه العادلة، ولا أعتقد أنه سيعود عن هذا الحل ما لم يجد من يردعه، وعليه فإن استمرار صمت الجامعة العربية على النحو الذي نرى معناه استمرار شلال الدم، وفتح الباب أمام التدخلات الأجنبية، ومن الواضح أن النظام وحده من سيتحمل النتائج الكارثية لاستمرار خياره الأمني، ولن يتحملها الشعب الذي قرر تغير النظام، وهذا حقه المشروع بالذات بعد سقوط الآلاف من الشهداء السوريين، وكذب النظام في كل ما وعد به من إصلاحات زائفة . من أجل ذلك على الجامعة العربية اتخاذ ما يلزم من قرارات بهذا الصدد، من شأنها أن تجبر النظام السوري على التنحي، وإلا فالنظام السوري ليس أفضل أبدا من النظام الليبي، وعلى الباغي تدور الدوائر".