قوات الأمن قطعت الطرقات وأقامت حواجز أمنية ونفذت عمليات اعتقال
وزراء الخارجية العرب طالبوا في ختام اجتماعهم الثلاثاء بوقف إراقة الدماء في سوريا، قبل إرسال وفد من الأمانة إلى دمشق ليكون بمثابة لجنة لتقصي الحقائق
قوات عسكرية وأمنية سورية كبيرة تنفذ منذ صباح الأربعاء عمليات واسعة بقرى جبل الزاوية تستخدم فيها الرشاشات الثقيلة في قصف بعض المنازل والأراضي الزراعية والأحراش
تشن قوى الأمن السورية اعتبارا من صباح اليوم الأربعاء عمليات واسعة النطاق في عدد من قرى جبل الزاوية في شمال غرب سوريا، على ما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأفاد المرصد في بيان له أن "قوات عسكرية وأمنية سورية كبيرة تنفذ منذ صباح الأربعاء عمليات واسعة بقرى جبل الزاوية تستخدم فيها الرشاشات الثقيلة في قصف بعض المنازل والأراضي الزراعية والأحراش".
مباشر عن قناة الجزيرة
* ناقشوا هذا الخبر على صفحة موقع العرب على الفيس بوك
وأوضح أن الجيش يقصف مواقع يشتبه باختباء ناشطين فيها، بعد أن دخل إلى قرى ابلين وبليون ومرعيان واحسم والرامي. وأكد المرصد أن قوات الأمن قطعت الطرقات وأقامت حواجز أمنية ونفذت عمليات اعتقال. وقرية ابلين هي مسقط رأس المقدم حسين هرموش وهو الضابط الأول في الجيش السوري الذي أعلن انشقاقه في مطلع يونيو/ حزيران الماضي احتجاجا على قمع حركة الاحتجاج الشعبية ضد نظام الأسد المستمرة منذ ستة أشهر. وتمكن هرموش من مغادرة سوريا وهو الآن يقود "كتيبة الضباط الأحرار" التي يعتقد أنها تشمل عشرات الضباط المنشقين. وأضاف المرصد من جهة أخرى أن قوات أمنية سورية قامت الأربعاء بحملة مداهمات واعتقالات في مدينة الزبداني التي تبعد 50 كيلومترا غرب دمشق وشهدت تظاهرات ضخمة ضد النظام ودخلها الجيش أمس الثلاثاء معتقلا 34 شخصا على الأقل بحسب ناشطين.
اقتحام منطقة قرب تركيا
وفي الإطار ذاته قال نشطاء ‘ن طوابير من المدرعات السورية اقتحمت منطقة وعرة بالقرب من الحدود مع تركيا الأربعاء لتوسع بذلك نطاق حملة عسكرية رئيسية في شمال غرب البلاد تهدف لإسكات الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية وتعقب المنشقين عن صفوف الجيش. وأضافوا أن مئات من أفراد الجيش تدعمهم عشرات من العربات المدرعة والحافلات المكتظة بأفراد من الأمن ومن المسلحين الموالين للأسد أطلقوا نيران المدافع الرشاشة بشكل عشوائي أثناء اقتحامهم عشر قرى وبلدات على الأقل في جبل الزاوية عبر طريق سريع قريب بعد أن سدوا مداخل المنطقة وقطعوا عنها الاتصالات. وتؤوي تركيا مئات اللاجئين السوريين الذين فروا من عمليات القمع التي تنفذها القوات السورية، كما أن حكومة رجب طيب أردوغان انتقدت مرارا إجراءات القمع التركية ودعت إلى وقف إراقة الدماء.
وقف إراقة الدماء
وكان أردوغان قد صعد مؤخرا لهجته ضد النظام السوري مؤكدا أنه "لا أحد يمكن أن يكون صديقا أو أن يثق بحكومة تطلق الرصاص على شعبها وتهاجم مدنها بالدبابات" لكنه لم يدع صراحة الأسد إلي الاستقالة مكتفيا بالقول إن "الزعيم الذي يقتل شعبه يفقد شرعيته." وكان وزراء الخارجية العرب قد طالبوا في ختام اجتماعهم الثلاثاء بوقف إراقة الدماء في سوريا، قبل إرسال وفد من الأمانة إلى دمشق ليكون بمثابة لجنة لتقصي الحقائق. وقال حمد بن جاسم "نعبر عن بالغ الأسف لاستمرار الأحداث التي تمر بها الجمهورية العربية السورية الشقيقة، ونؤكد حرصنا على أمن واستقرار ووحدة سوريا، ونرى أن الحل لا بد أن يتوفر من خلال وقف استخدام السلاح ووضع حد لإراقة الدماء واللجوء إلى الحكمة والحوار". إلا أن سوريا رفضت البيان العربي واعتبرته "عملاً عدائيا وغير بناء في التعامل مع الأزمة في سوريا ومحاولة لإفشال مهمة الأمين العام لجامعة الدول العربية". وتشهد سوريا منذ منتصف مارس/آذار الماضي احتجاجات شعبية غير مسبوقة ضد نظام الرئيس بشار الأسد تصدت لها السلطات بعنف أدى حتى الآن إلى مقتل أكثر من 2600 شخص بحسب تقديرات الأمم المتحدة بخلاف آلاف المعتقلين.