مصادر:
أوباما طلب من عباس في ختام لقائهما عدم تسريب فحوى الجلسة لوسائل الإعلام
صور حراك الشارع الفلسطيني كانت عاملا هاما في صمود عباس امام الضغوطـ إلى جانب دعم منظمة التحرير
أوباما استخدم أسلوب الترهيب والتهديد ضد عباس إلى حد تحميله بشكل شخصي مسؤولية "أية قطرة دم أمريكية تنزف في الشرق الأوسط"
عباس تعرض لضغوط هائلة لثنيه عن تقديم طلب الاعتراف، وعدد من الدول العربية تواطأت مع الضغط الأمريكي ولعبت دورا سلبيا
أوباما وعندما وصل إلى طريق مسدود مع عباس ولم ينجح في ثنيه عن التقدم بطلب الاعتراف بعضوية كاملة لفلسطين في الأمم المتحدة، هدده بأن الولايات المتحدة ستضطر لاستخدام حق النقض الفيتو
كشف مصدر فلسطيني مسؤول، عن تفاصيل اللقاء المشحون بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ورئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، الخميس الماضي، مؤكد أن أوباما استخدم أسلوب الترهيب والتهديد ضد عباس إلى حد تحميله بشكل شخصي مسؤولية "أية قطرة دم أمريكية تنزف في الشرق الأوسط"، تنجم عن استخدام الولايات المتحدة حق النقض الفيتو ضد الاعتراف بدولة فلسطينية في مجلس الأمن الدولي. وأكد المصد وفقا لما نشرته وسائل اعلام اسرائيلية الليلة الماضية أن أوباما وحينما وصل إلى طريق مسدود مع عباس ولم ينجح في ثنيه عن التقدم بطلب الاعتراف بعضوية كاملة لفلسطين في الأمم المتحدة، هدده بأن الولايات المتحدة ستضطر لاستخدام حق النقض الفيتو مما قد يثير مشاعر العداء للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وخاطبه بالقول: "ستتحمل بشكل شخصي المسؤولية عن أية قطرة دم تنزف من اي أمريكي في منطقة الشرق". وحسب المصدر رد عليه عباس بالقول: "لنا الله".
وقال المصدر الفلسطيني إن عباس بالمقابل هدد بـ "تسليم مفاتيح السلطة الفلسطينية للمجتمع الدولي"، بكل ما يحمل ذلك من تداعيات بما فيها عودة الاحتلال لممارسة مسؤولياته كسلطة احتلال في الأراضي المحتلة عام 1967. ويؤكد المصدر الفلسطيني أن أوباما طلب من عباس في ختام لقائهما عدم تسريب فحوى الجلسة لوسائل الإعلام. وعن الضغوط التي تعرض لها عباس، قال المصدر إن عباس تعرض لضغوط هائلة لثنيه عن تقديم طلب الاعتراف، مشيرا إلى أن عددا من الدول العربية تواطأت مع الضغط الأمريكي ولعبت دورا سلبيا .
وأكد المصدر أن التباينات في المواقف العربية ظهرت جليا خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد قبل خطاب عباس، مشيرا إلى ان مصر ولبنان والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي كانوا الأكثر صلابة إلى جانب الخطوة الفلسطينية.
دعم منظمة التحرير
وكشف المصدر أن الولايات المتحدة لم تدخر جهدا لمحاربة الخطوة الفلسطينية بما فيها محاولات لجعل الأمين العام للأمم المتحدة يتغيب عن الجلسة وبالتالي تفويت فرصة تسليم الطلب الفلسطيني للأمين العام وفق ما تفرضه بروتوكولات الأمم المتحدة. ويشير المصدر إلى أن عباس عقد جلسة هاتفية مع مسؤولي منظمة التحرير الفلسطينية يوم الخميس الماضي، وأطلعهم على صوررة الوضع والسيناريوهات المحتملة، وتقرر في ختام المحادثات المضي في تقديم طلب الاعتراف. وأشار المصدر إلى أن صور حراك الشارع الفلسطيني كانت عاملا هاما في صمود عباس امام الضغوطـ إلى جانب دعم منظمة التحرير. ويؤكد المصدر أن الأمين العام للأمم المتحدة أكد لعباس أنه لن يعبأ بالضغوط ولن يعيق بحث الطلب الفلسطيني، وقدمه دون إعاقة لمجلس الأمن الدولي الذي سيبدأ ببحثه يوم غد، ويتوقع أن يطرح للتصويت خلال أسبوع حتى عشرة أيام إذا لم تحصل تطورات دراماتيكية.
قبول الطلب الفلسطيني
وعن فرص قبول الطلب الفلسطيني قال المصدر إن السلطة الفلسطينية ضمنت الاصوات التسعة المطلوبة لإقرار الطلب، لكن لا يمكن توقع التطورات فإسرائيل والولايات المتحدة تستخدم كافة الوسائل بما فيها تقديم الرشاوي لإحباط الاعتراف. وقال المصدر إن الموقف البريطاني ما زال ملتبسا، في حين تبدي روسيا موقفا داعما. وكشف أن اجتماع الرباعية الأخير شهد تبادل اتهامات بين الممثلين وصف فيها طوني بلير بالـ "كاذب" إذ تبين أنه كان ينقل صورة غير حقيقية عن موقف الفلسطينيين في عدة قضايا جوهرية.
مفاوضات مستقبلية
وعن خطاب عباس ومن يقف خلف صياغته، أكد المصدر ان فريقا كاملا بإشراف عباس وقف خلف الخطاب وليس شخصا واحدا، مشيرا إلى أن الفريق أدرك ان مهمته تاريخية لذلك عمل على صياغة الخطاب بما بما يليق بهذا الحدث التاريخي. وأكد المصدر أن طلب الاعتراف الذي قد للامين العام للأمم المتحدة يستند إلى قرار التقسيم 181. فيما أكد أن التطورات وضعت الولايات المتحدة خارج دائرة رعاية أية مفاوضات مستقبلية.