خالد منصور:
الحفاظ على الزخم الشعبي وابقائه في حالة متاججه، يتطلب مسارعة القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس ابو مازن للبدء بخطوات ملموسة تاكيدا لما ورد في خطابه
الجماهير لن ترحم قيادتها اذا لم تستفد من هذا الزخم الجماهيري، واذا لم تسارع هذه القيادة لخوض المعارك السياسية لتستكمل ما بداته في معركة التوجه للامم المتحدة
لا شك ان حالة النهوض الجماهيري التي رافقت التحرك الفلسطيني نحو الامم المتحدة كانت حالة رائعة بامتياز، ولم نشهد مثيلا منذ سنوات، وقد اعادت ابرازا ( الوطنية الفلسطينية ) باروع صورها، وباعتقادي ان مرد ذلك يكمن في ان الجماهير سئمت حالة الركود والمراوحة وارادت التغيير، وقد رات تغيرا واضحا بموقف قيادتها من حيث المضمون، كما وسمعت خطابا سياسيا جديدا فيه نبرة التحدي للمحتل وحلفائه .. كما انه من المؤكد ان حالة الربيع العربي دفعت بالجماهير الفلسطينية وهي صاحبة اعرق تجربة بالانتفاضات الى ازالة الوهن والاحباط لتستحضر كل طاقاتها وتنزل للشوارع كما اعتادت وتبدي استعدادها لدعم التوجهات الصحيحة لقيادتها، ولخوض النضال ضد المحتل مهما غلت التضحيات.
الموقف الفلسطيني
وكان لاصرار الرئيس ابو مازن على المضي قدما بحمل الموقف الفلسطيني، وتقديمه طلب عضوية دولة فلسطين لاعلى هيئة دولية-- رغم كل اشكال الضغوط والتهديدات العسكرية والاقتصادية الاسرائيلية والامريكية-- كان لهذا الاصرار وللخطاب التاريخي المميز الذي القاه الرئيس ابو مازن من على منبر الجمعية العامة للامم المتحدة.. اثرا بالغا في تاجيج الحالة الفلسطينية.. الامر الذي يعزز قدرة هذه القيادة على اتخاذ قرارات جوهرية فيما يخص العلاقة مع المحتلين-- سواء فيما يتعلق بالعملية السياسية، او بالكفاح الوطني على الارض.. واولى هذه القرارات التي تنسجم مع ارادة الجماهير عدم القبول بسقف ادنى مما طرحه الرئيس في خطابه-- اي لا عودة للمفاوضات الا اذا اعلنت اسرائيل التزامها بشكل واضح وعلني بوقف شامل ودائم للاستيطان وقبولها مرجية واضحة للمفاوضات اساسها ما ورد في قرارات الشرعية الدولية .
الحفاظ على الجماهير
ان الحفاظ على الزخم الشعبي وابقائه في حالة متاججه، يتطلب مسارعة القيادة الفلسطينية وعلى راسها الرئيس ابو مازن للبدء بخطوات ملموسة تاكيدا لما ورد في خطابه، وبمعنى اخر ان يظهر عزما على الارض مباشرة يتناسب وعزمه الذي ابداه بالامم المتحدة، يتجلى باتخاذ قرارات هامة من مثل وقف الالتزام بالبنود المجحفة بالاقتصاد الفلسطيني الواردة باتفاقية باريس الاقتصادية، ومن مثل التلويح بتجميد التنسيق الامني اذا تواصلت الاعتداءات من قبل جيش الاحتلال والمستوطنين.. كما يتطلب من الرئيس والقيادة الفلسطينية البدء الفوري بترتيب البيت الداخلي الفلسطيني واولها الدفع باتجاه تنفيذ اتفاق المصالحة، اضافة الى اتخاذ قرارات تسهم في تحسين الاوضاع المعيشية للجمهور الاقتصادية والاجتماعية، وينهي الحالة الغير مقبولة لوضع الحريات.
الإتحادات الشعبية
وتتحمل فصائل العمل الوطني والاتحادات الشعبية والمؤسسات الاهلية، اضافة الى اطر المقاومة الشعبية، مسئولية اكبر في الحفاظ على هذا الزخم الشعبي في حالته المتاججة، وهذه الاطر مطالبة اليوم اكثر من اي وقت مضى-- وقد تهيئات لها الظروف-- للتقدم خطوات على طريق المقاومة الشعبية ضد المحتل-- سواء بتشكيل جبهة موحدة للمقاومة الشعبية يشارك بها الكل الوطني.. او بتاكيد الطابع الثوري للمقاومة الشعبية من خلال التوجه للاحتكاك والاشتباك مع المحتلين والمستوطنين عند الحواجز وبوابات الجدار وبالقرب من المستوطنات والطرق الالتفافية لتصبح المقاومة الشعبية نمط حياة يومي تصادمي مع الاحتلال وافرازاته، دون التزام بتصنيف المناطق الفلسطينية ب A , B , C، وان هذه المقاومة ليست مجرد مسيرات واحتفالات ومهرجانات داخل المدن.
الزخم الجماهيري
ومن المؤكد ان هذه الجماهير لن ترحم قيادتها اذا لم تستفد من هذا الزخم الجماهيري، واذا لم تسارع هذه القيادة لخوض المعارك السياسية لتستكمل ما بداته في معركة التوجه للامم المتحدة، واذا لم تلمس هذه الجماهير ان شيئا ما قد تغير على الارض.. وسيكون من الصعب على اي قائد ان يستنفر ويستنهض الجماهير مستقبلا فيما لو بردت النيران وعادت الجماهير الى بيوتها دون تلمس نتائج حقيقية لتحركها.
مخيم الفارعة
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il