قاهرة السعدي:
لدي خوف كبير أن أعود الى السجن مرة أخرى
كلما طرق الباب أخشى أن يكون جنودا جاءوا لاعتقالي
أحاول القيام بما يمكن عمله لهم، إعداد الطعام و القيام بالأعمال المنزلية، إلا أنهم لا يسمحون لي بسبب وضعي الصحي و التعب الذي أشعر به، ارغب بتعويضهم عما فقدوه في غيابي
أتذكرهن كلما جلسنا إلى الطعام، أو رأيت أحد من أهلي...أحدث الجميع كيف عشنا و ما لاقيناه و أدعو بانتظام لهن بالإفراج العاجل، فقد عشت معهن عشر سنوات، و أصبحن جزء من عائلتي
بعد يومين من الإفراج عنها ووصولها البيت لا تزال الأسيرة الفلسطينية قاهرة السعدي تعيش ظروف سجنها "باللاوعي" تصحو من النوم في أوقات " العدد" مفزوعة أن يكون فاتها...و تخاف من كل صوت حولها ...وتتحدث عمن بقين ورائها....
الوقت قصير
"ليس بالسهولة التكييف مع حياتي خارج السجن من جديد" قالت، "أحتاج لكثير من الوقت كي ترتاح روحي و تتخلص من كل ما علق بها من ألالام و أوجاع و ذكريات عشر سنوات من القهر و الخوف في الزنزانه".
و تعيش السعدي حاله من الغربة و التشتت بين أفراد عائلتها الذي عادت إليهم بعد طول غياب:" كل شئ تغير علي حتى إنني نسيت طعم بعض الأكلات، اشعر أنني استكشف الحياة من جديد، أبنائي أمعن النظر فيهم، ليسوا كما كانوا، كبروا كثيرا و تغيروا، حتى أشقائي اللذين لم أستطيع رؤيتهم طوال العشر سنوات، تفاجئت بهم كم تغيرت ملامحهم".
وتتابع:" كان أبنائي خلال فترة الزيارة ينقلون لي بعض الاخبار عما يجري في الخارج الا ان الوقت القصير لم يكن يكفي لكل شئ، حتى أمورهم الشخصية كثير من التفاصيل اكتشفتها حينما خرجت".
الإفراج العاجل
ومنذ الإفراج عنها يلتصق بها أبنائها الأربعة، و في كل لحظة تنظر حولها لتتأكد أنهم لا زالوا مكانهم:" أخشى أن يبتعدوا عني من جديد".
بالمقابل، تحاول قاهرة تعويضهم قدر ما تستطيع:" أحاول القيام بما يمكن عمله لهم، إعداد الطعام و القيام بالأعمال المنزلية، إلا أنهم لا يسمحون لي بسبب وضعي الصحي و التعب الذي أشعر به، ارغب بتعويضهم عما فقدوه في غيابي".
و تحدثت قاهرة عن الشئ الذي كانت تنوي القيام به مباشرة بعد الافراج عنها:" دائما كنت اتخيل انه حينما اخرج من السجن لن أقوم بشئ سوى احتضان أبنائي و الجلوس معهم طويلا".
ولا يخلو حديث السعدي من تذكر الأسيرات اللواتي بقين في السجون:" أتذكرهن كلما جلسنا إلى الطعام، أو رأيت أحد من أهلي...أحدث الجميع كيف عشنا و ما لاقيناه و أدعو بانتظام لهن بالإفراج العاجل، فقد عشت معهن عشر سنوات، و أصبحن جزء من عائلتي".
تتابع قاهرة:" ليس من السهل أن تنتقل من مكان لأخر مناقض له على الإطلاق، لا زال لدي خوف كبير أن أعود الى السجن مرة أخرى، كلما طرق الباب أخشى أن يكون جنودا جاءوا لاعتقالي".