فقدت أسرة الأطباء العرب الفلسطينيين ومعها الحركة الوطنية علماً ورمزاً من رموزها، إنه الدكتور حسن عبد الفتاح متاني من مدينة قلنسوة.إن قامة حسن متاني المعروف بعصاميته ونبل أخلاقه أطول من كل ما يمكن ان يكتب أو يقال ، هذا الحكيم في روحه وعمله وشفافيته استطاع أن يأسر قلوب ونفوس ومحبة الآلاف ممن عرفوه، لم يكن طبيباً عادياً تقليدياً، بل كان طبيبا ومرشداً وإنساناً سَخّر كل فكره وجدارته وتواضعه من أجل توفير السعادة للآخرين، لأن الصحة سعادة وهدوء واطمئنان.
يا حَسَنَ الخَلْقِ والخُلُقِ: ترجلت عن صهوة هذه الدنيا وأنت لا زلت في قمة عطائك، مع أنك أعطيت الكثير الكثير، لقد هزمت الأمراض وطاردتها بفضل نباهتك واجتهادك ومواظبتك وجدك، لكن المرض غدرك وأنتَ في معطفك الأبيض فصرعك كما صرع عمالقة وعظماء مثلك في الماضي والحاضر.
كم أبعدت شبح الموت عن مرضاك، لم تتقاعس لحظة واحده عن محاولاتك في زرع الإبتسامة على شفتي طفل عليل وعجوز وامرأة وطالب مدرسة وكل من وطأت أقدامه عتبات عيادتك، لم تغلق بابك في وجه أحد كان يرغب بالوصول إليك لأنك دائماً كنتَ الأفضل.لقد تعاقبت الأجيال وأطياف المرضى الذين خدمتهم بين جدران المركز الصحي في الطيرة لمدة ثلاثة عقود ونيف، ستبقى ذكراك عطره، لأن بصماتك الإنسانية والعلاجية أصبحت كالأوشمة في كل بيت من بيوت الطيرة، يجب تخليد أسمك واطلاقه على إحدى العيادات في المدينة، لأنك لم تبخل على مواطنيها بجهدك،فأفنيت زهرة شبابك في سبيل تقديم أكبر خدمة إنسانية لأبنائها، سيبقى دَينُكَ في أعناقهم.قال تعالى في كتابه العزيز:
بسم الله الرحمن الرحيم
مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ اللَّهَ عَلَيه، فَمِنْهُمْ مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً
صدق الله العظيم
أنتَ يا حسن صدقت العهد مع الله ومع نفسك ومع شعبك ومع أسرتك ومع كل الذين تواصلوا مع، رحمكَ الله وأسكنك فسيح جناته .
موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان:alarab@alarab.co.il