في ذهني, تهليلة ٌمحفورة ٌ
من سالف الأزمان.
كرّرتها جدتي بصوتها الحنون
لأغفو في حضنها
ويهنأ الديوان.
عن دولة ٍفلسطين
على الشاطئ تستلقي
تواجه السماء وتنتقي الأسماء
لمُجمل الأشياء
للسهل, للجبل, للصخر والشجر
وقسوة السلطان.
تنتشي بالشمس في يومها
وعلى هدير البحر في ليلها تنام
ترقب النجوم وتدرس التاريخ
وتوصي, أن يشهد القمر
لكل من تجذر في أرضها
وكل من هجر, بقوة السلاح
وكل من احتضر.
وعند ضجيج المحتل
تلتقط الحجر.
تُمهّد المكان لتصنع الهوية.
وتصبح كغيرها
لها اسم ٌعربي ,ولها عنوان.
مقدسةٌ طاهرة ٌتقية ٌ نقية ٌ
تتوضّأ بهالة القمر
تستحم بنوره
تصلي وتقرأ القران.
مولعةٌ بحبها لنفسها،
فخورة ًٌبطولها وعرضها,
ببحرها, ببرها وخيرها,
فأقسمت : بأنها عربيةٌ,
أبدية ٌ كباقي الأوطان.
لكنها حسودة ٌعيون الأزلام,
أفتنهم جمالها
وغاظهم شعبية أقصاها.
وحقدهم يشدّهم للقدس،
بَعيدهم, وقريبهم،
وأذلّها إخوانها الجيران.
اجتمعوا لبغيهم وتآمروا،
و قرّروا اغتصابها ،
على مرأى العيان
ذعرت لبطشهم فاستنجدت
بجيرانها لتحتمي
وإذ بهم أذنابٌ،
وبعضهم قطعان.
تسللت خلسة إليها،
أسراب الغربان
لطعمها،
وإذ بسمنها شهيّ ٌللقاصي
وشهدها مُدِر ٌ للدان.
فافترسوها جائعين،
لدماء الكاظمين غيظهم
والمشهرين حقهم،
لكنها عروبة تكرّشت،
وأدمنت بلادة اللسان.
قطّعوا أوصالها, واغتصبت،
جرّدوا منها البساطة والوداعة،
وشوهت،
وكان ما كان!!!
تهليلة مؤلمة ،
أتلوها لحفيدتي،
كلما تبوأت حضني تنام،
لكنني أضيف:
لا يضيع حق ًوراءه إنسان.
يهدأ المكان,
وأنا أنام.
موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان:alarab@alarab.co.il