Share this link via
Or copy link
بنيامين نتانياهو في خطابه:
الشارع العربي ثار وسقطت أنظمة حكم قديمة وتتأرجح أنظمة أخرى وبدأت أنظمة جديدة تقوم
للأسف فإن الفلسطينيين يسعون لإقامة دولة فلسطينية دون اتفاق سلام فيما نحن نؤيد قيام دولة فلسطينية ضمن اتفاق سلام
القوة والمسؤولية المطلوبتيْن لتكريس أمن إسرائيل تشكلان أيضاً مفتاحاً للسعي إلى السلام إذ يتم عقد اتفاقات السلام في الشرق الأوسط مع القوي وليس مع الضعيف
أنظمة الحكم الجديدة تعتمد على الجماهير الهائجة التي تم تسميم العديد من أفرادها وتغذية عقولهم بشكل مُمَنْهج بالدعاية المناهضة للصهيونية والمعادية لليهود
الحركات الإسلامية هي القوى الأكثر تنظيماً والأشد قوة في معظم الدول المحيطة بنا فيما تعاني القوى الليبرالية التي تتطلع إلى الحرية والتقدم الشرذمة والضعف
الوحدة التي تجعلنا نعمل من أجل جندي واحد وحيد إنما نثبت قدرة شعبنا على رص صفوفه في لحظات الاختبار إن هذه الوحدة تعبر عن قوتنا ومسؤوليتنا والتكافل بيننا
وصل الى موقع العرب وصحيفة كل العرب اليوم الثلاثاء بيان من أوفير جندلمان المتحدث بإسم رئيس الوزراء الاسرائيلي للاعلام العربي لنشر خطاب نتنياهو من على منصة الكنيست أمس، وهو كالتالي: "الكنيست تعود إلى دورتها الشتوية على خلفية أحداث إقليمية تُعتبر من الأحداث الأشد دراماتيكية التي شهدها جيلنا. لقد ثار الشارع العربي وسقطت أنظمة حكم قديمة وتتأرجح أنظمة أخرى وبدأت أنظمة جديدة تقوم. ولا يستطيع أحد تقديم الضمانات بشأن نوعية أو استقرار أنظمة الحكم الجديدة هذه ، كما يعجز كائن من كان عن إعطاء الضمانات بشأن موقفها من إسرائيل. يجب القول إن هذا الموقف لم يكن جيداً ، ولشديد الأسف فإنه من المستبعد تحسينه عند معظم أنظمة الحكم الجديدة في المدى المنظور على الأقل.
رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو
أنظمة الحكم الجديدة
إن أنظمة الحكم الجديدة تعتمد على الجماهير الهائجة التي تم تسميم العديد من أفرادها وتغذية عقولهم بشكل مُمَنْهج بالدعاية المناهضة للصهيونية والمعادية لليهود علماً بأن سياسة تخمير العقول هذه كانت قد بدأت حتى قبل قيام الدولة وهي لا تزال مستمرة بقوة حتى في أيامنا هذه. وإذا كانت نتائج الانتخابات التونسية التي جرت قبل عدة أيام تشكل مؤشراً على المستقبل فمن المرجح أن نشهد صعود أنظمة حكم أخرى ذات مكوّن إسلامي غالب. إذ إن الحركات الإسلامية هي القوى الأكثر تنظيماً والأشد قوة في معظم الدول المحيطة بنا فيما تعاني القوى الليبرالية التي تتطلع إلى الحرية والتقدم (كما نفسّر هذه المصطلحات) الشرذمة والضعف. وإذا لم يعتدل المنظور الإسلامي المتشدد فمن المشكوك فيه أن تتحقق الآمال الكبيرة التي ازدهرت عند انطلاق الربيع العربي. قد يتأجل موعد تحقيق هذه الآمال جيلاً كاملاً إلى حين انتهاء الموجة الحالية أي إلى أن تُمنح القوى التقدمية الفرصة لقيادة العالم العربي في طريق جديد.
عدم الاستقرار وعدم اليقين
أيها الأصدقاء ، لو كان عليّ اختزال ما نتوقعه في المنطقة لاستخدمت المصطلحيْن التالييْن: حالة عدم الاستقرار وحالة عدم اليقين. إن انهيار حكم القذافي في ليبيا والأحداث الدامية في سوريا وخروج القوات الأميركية من العراق والحكومة الجديدة في تونس والانتخابات المقبلة في مصر وغيرها من الأحداث – لهي تطورات تعبر جميعاً عن التغييرات الهائلة الجارية في محيطنا. ومن شأن هذه التغييرات أن تزيد من حالة عدم الاستقرار داخل الدول المختلفة أو فيما بينها.
هنالك قوى عظمى إقليمياً تحتضن الشرق الأوسط لتسعى إلى زيادة نفوذها لدى أنظمة الحكم الجديدة. ولن يكون هذا النفوذ على الدوام – تخفيفاً للهجة – بما يصب في صالحنا. إن إيران هي إحدى هذه القوى علماً بأنها تواصل مساعيها للحصول على السلاح النووي. وإذا تحولت إيران إلى قوة نووية فإنها ستشكل تهديداً خطيراً للشرق الأوسط وللعالم أجمع ناهيك عن تهديدها المباشر والخطير لنا".
القوة والمسؤولية
وأضاف البيان: "إننا نحتاج إزاء حالة عدم اليقين وعدم الاستقرار التي نواجههما إلى شيئيْن وهما القوة والمسؤولية. إن القوة تطال جميع المجالات – الأمن والاقتصاد والمجتمع وغيرها ؛ أما بالنسبة للمسؤولية فهي تعني توجيه دفة سفينة دولتنا في البحر الهائج الذي نتواجد فيه. يجب علينا مواصلة بناء قوة دولة إسرائيل في جميع المجالات الأمنية لتقديم الحلول للتحديات والتهديدات الجديدة التي نجابهها. لقد ثبت لدينا في الأيام الأخيرة مرة أخرى أن أحد هذه التحديات يتمثل بمواجهة عشرات الآلاف من الصواريخ والقذائف التي يمتلكها أعداؤنا وهي موجَّهة إلى مدننا. إن بطاريات منظومة "القبة الحديدية" [لاعتراض الصواريخ المعادية قصيرة ومتوسطة المدى] والأنظمة الدفاعية الأخرى ضد الصواريخ والقذائف لا تقدم إلا الحل الجزئي. إنها بالفعل تزيد من إجراءات حماية سكان جنوب البلاد لكننا نعتزم نشر منظومات أخرى في أماكن أخرى من البلاد. غير أن التصور الأمني لا يمكنه أن يستد إلى الدفاع فقط بل يجب أن يتضمن القدرة على الهجوم كونها حجر أساس القوة الرادعة. إننا نعمل – وسنظل نعمل – بقوة وحزم حيال الجهات التي تهدد أمن دولة إسرائيل ومواطنيها.
مَن اعتدى عليك دمه مباح
هناك لدينا مبدآن تهتدي بهما سياستنا: أولاً – "تغدى بعدوك قبل أن يتعشى بك"؛ ثانياً - "إن مَن اعتدى عليك دمه مباح". وكان شعبنا طيلة ألفيْ عام عاجزاً عن تحقيق هذيْن المبدأيْن الأساسييْن دفاعاً عن نفسه. إنهما المبدآن الأساسيان للدفاع وبالتالي فقد دفع الشعب اليهودي أفظع الثمن في تأريخ الأمم والشعوب جراء هذا العجز. غير أن هذا الواقع تغير كلياً عند قيام دولة إسرائيل ونشأة جيش الدفاع. وقد عملت حكومات إسرائيل المتعاقبة بمقتضى هذين المبدأيْن حيث حاربت أولئك الذين هددونا وهاجمت أولئك الذين اعتدوا علينا. أما أنا فقد أوعزت إلى جيش الدفاع والأجهزة الأمنية منذ تسلمي منصب رئيس الوزراء بالعمل بشكل منهجي وصارم ضد قادة الإرهاب ومرتكبيه. وهكذا تعاملنا مع المجموعة الإرهابية التي في سيناء قبل نحو شهريْن [قاصداً الاعتداء الإرهابي الكبير على الحدود المصرية شمالي إيلات" إذ تمت تصفية أولئك الذين خططوا ونظموا هذا الاعتداء بعد وقوعه ببضع ساعات ، كما انتهجنا النهج ذاته نهاية الأسبوع الماضي [قاصداً استهداف مجموعة مطلقي صواريخ تابعة للجهاد الإسلامي قرب رفح]. وهذه هي المناسبة اللائقة لتقديم الشكر مجدداً لجنود جيش الدفاع وأفراد قوى الأمن والأجهزة الاستخباراتية الذين يعملون دون كلل على مدار الساعة صباحاً مساء ذوداً عن دولتنا وجميع سكانها".
المصالح الأمنية الإسرائيلية
بمنتهى القوة للدفاع عن أنفسنا كما نستمر في التعامل بمنتهى المسؤولية مع الواقع الإقليمي المعقد. لعل بعض نواب الكنيست لم يكترثوا بحقيقة معايشتنا واقعاً معقداً. لقد شهدنا قبل نحو شهريْن تعبيراً عملياً لهذا التعقيد عندما اعتدى جمع ملتهب المشاعر على مقر السفارة الإسرائيلية في القاهرة غير آبه بما إذا كان هناك اتفاق [سلام بين البلدين] من عدمه حيث كانت نواياه ورسالته واضحة. وقد عِشنا عندها لحظات بالغة التوتر والتعقيد. أرجو تقديم الشكر لوزير الدفاع باراك ووزير الخارجية ليبرمان حيث عملنا بالتعاون مع الإدارة الأميركية والحكومة المصرية وتمكنا من إنهاء الحدث نهاية موفقة من خلال إعادة المحاصرين [عدد من رجال أمن السفارة في القاهرة الذين حوصروا بداخلها] وعائلاتهم إلى البلاد. إن الواقع المتغير بسرعة أمام ناظريْنا يضع الكثير من العوائق أمامنا لكنه يمنحنا بين حين وآخر الفرص التي لم نرَها من ذي قبل. إذ تتحول إسرائيل بسرعة في العالم المتغير إلى قوة رائدة في مجال الفضاء الإلكتروني المعروف باسم "حرب الحواسيب". إن قدراتنا الخاصة في هذا المضمار تجعل دولاً كبيرة وهامة ترغب في التعاون معنا مما يمنحنا فرصة لتكوين الشراكات الجديدة التي لم تكن موجودة في الماضي حيث أتوقع اكتساب هذا العامل أهمية كبيرة على الصعيد الدولي خلال السنوات القريبة. وكنت قد استحدثت مؤخراً هيئة قومية تُعنى بالفضاء الإلكتروني تعزيزاً لقدراتنا في هذا المجال. إنه يمثل المستقبل وقد أصبحنا حاضرين فيه.
إن القوة والمسؤولية المطلوبتيْن لتكريس أمن إسرائيل تشكلان أيضاً مفتاحاً للسعي إلى السلام. إذ يتم عقد اتفاقات السلام في الشرق الأوسط مع القوي وليس مع الضعيف. كلما أصبحت إسرائيل أقوى اقترب السلام. ويجتمع الشعب في إسرائيل على رغبته في إحلال السلام لكننا نبحث عن السلام الحقيقي القائم على ضمان الأمن وكذلك على الاعتراف بحق الشعب اليهودي في أن تكون له دولة قومية في وطنه. إننا مستعدون لتقديم التنازلات لكننا نرفض التسيّب الأمني.
وكنت حتى فيما قبل الزلزال الذي يجتاح منطقتنا قد أصررت على المصالح الأمنية الإسرائيلية ، فكم بالأحرى أنني ملتزم بهذا الأمر حالياً. إنني أتعهد لكم بأننا سنظل خلال المفاوضات السلمية حريصين على مصالحنا القومية وفي مقدمتها المصالح الأمنية. وقد قيل عني نهاية الأسبوع الماضي إنني مفاوض قاسٍ. وأعلم يقيناً بأن هذا الكلام قيل من باب النقد لكنني أعتبره مجاملة".
المخاطرة بأمننا ومستقبلنا
"رئيس السلطة الفلسطينية [محمود] عباس إنني لست قاسياً فيما يتعلق بالسلام بل إن نهجي صارم فيما يخص أمن دولة إسرائيل ومواطنيها وسأظل سائراً على هذا النهج كونه يمثل واجبي الأعلى والأساسي بصفتي رئيساً لحكومة إسرائيل. إنني مستعد لصنع السلام الحقيقي مع جيراننا لكنني أرفض المخاطرة بأمننا ومستقبلنا. وبالتالي يجب أن يقترن أي اتفاق سلام باتفاقات أمنية راسخة ميدانياً وإلا فإنه بكل بساطة لن يصمد. أما المفاوضات فمن أجل إنهائها يجب إطلاقها. وقد دعوت القيادة الفلسطينية مرة تلو الأخرى إلى خوض المفاوضات المباشرة في عجالة. إذ سبق أن وجهت إليها هذه الدعوة في سياق خطابي في جامعة بار إيلان ثم في خطاب آخر أمام الكنيست ثم في خطابي أمام الكونغرس الأميركي وأخيراً في خطابي أمام [الجمعية العامة] للأمم المتحدة فضلاً عن عشرات الدعوات المماثلة في مناسبات أخرى.
كما أنني استجبت لاقتراح الرباعية الدولية إجراء مفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين دون شروط مسبقة. لكن يجب القول إن الفلسطينيين يتمسكون للأسف الشديد برفضهم إجراء مفاوضات مباشرة معنا. إنهم قرروا بدلاً من الجلوس إلى طاولة المفاوضات عقد التحالف مع حماس واتخاذ إجراءات أحادية في الأمم المتحدة بما في ذلك ما قاموا به اليوم. إننا لن نجلس مكتوفي الأيدي إزاء هذه الخطوات التي تمس بإسرائيل وتنتهك بصورة سافرة أبسط الالتزامات التي قطعتها الأطراف المعنية على نفسها فيما يتعلق بعملية السلام بمعنى حل النزاع القائم بيننا عبر التفاوض المباشر دون غيره.
وللأسف فإن الفلسطينيين يسعون لإقامة دولة فلسطينية دون اتفاق سلام فيما نحن نؤيد قيام دولة فلسطينية ضمن اتفاق سلام. هذا هو الواقع المحض ويعلم هذه الحقيقة كل ذي بصيرة ونزاهة. ولن أوافق على هذا الأمر ، مثلما كان سيرفضه أي زعيم مسؤول آخر.
إن صديقتنا الولايات المتحدة تقف ثابتة إلى جانبنا في معارضة الإجراء الفلسطيني الأحادي في الأمم المتحدة حيث نقدّر هذا الأمر كثيراً. وأعلم بأنه كان هناك مَن شكك في [متانة] العلاقات الإسرائيلية الأميركية لكن التحالف بيننا عميق وراسخ. إن التعاون بين الولايات المتحدة وإسرائيل يحتضن مجالات كثيرة وهامة حيث يستند هذا التحالف إلى دعم قوي يمنحه الشعب الأميركي لإسرائيل بالإضافة إلى القيم والأهداف المشتركة. ويزداد هذا الدعم رسوخاً في السنوات الأخيرة حيث تولي الولايات المتحدة – مثلها مثلنا – أهمية كبيرة لصيانة اتفاقات السلام التي عقدناها مع مصر والمملكة الهاشمية الأردنية. إن هذه الاتفاقات تشكل أساساً للاستقرار الإقليمي ويُعتبر الحفاظ عليها مصلحة إسرائيلية بامتياز".
علاقات التعاون مع سلسلة من دول المنطقة
لقد عززنا خلال العام الماضي علاقات التعاون مع سلسلة من دول المنطقة بدءاً باليونان وانتهاء بقبرص (أيها السيد الرئيس [رئيس الدولة] ، أعلم بأنك مقبل على زيارتها) بالإضافة إلى رومانيا وبلغاريا. أما بالنسبة لتركيا فقد شهدنا إننا لا نزال نتعاضد في أوقات الشدة الناجمة عن الكوارث الطبيعية حتى بوجود الخلافات بيننا. إذ كانت تركيا قد اعتمدت هذا النهج عند شبوب حريق الكرمل فيما انتهجناه نحن بعد وقوع الزلزال الذي اجتاح تركيا الأسبوع الماضي. وأتمنى أن نجد مستقبلاً الطريقة لتحسين العلاقات بين البلديْن.
إن القوة والمسؤولية هما الطاقة المحركة والبوصلة الدالة على أدائنا في المجال الأمني غير أن الأدوات ذاتها مطلوبة للتعامل الناجح مع التحديات الكبرى التي نواجهها في المجاليْن الاقتصادي والاجتماعي أيضاً. إذ كان الاقتصاد العالمي قد تعرض في السنوات الأخيرة لهزة هائلة لم تنتهِ بعد. ما زالت المياه هائجة وهنالك دول غربية محورية لم تتصرف بشكل مسؤول ولم تأبه بالخطر بل انشغلت بالأقاويل ولم تقدم على عمل اللازم لتجد نفسها الآن على حافة الإفلاس. ولم يتوقف الأمر عند تخفيض تصنيفها الائتماني ومعاناة جماهيرها من البطالة. أما إسرائيل فقد تخطّت حتى الآن العاصفة الاقتصادية إذ ما من شك في أن النهج المسؤول الذي اعتمدته خلال العقد الأخير قد ساعدها في ذلك كثيراً.
أيها الأكارم ، ثمة قاعدة أساسية واحدة يعرفها القاصي والداني عندما يتعلق الأمر باقتصاده المنزلي: إن كل مَن صرف على مدى فترة من الوقت الأموال أكثر مما ورد إليه من الأموال إنما يصل إلى حالة الإفلاس. إذ يتزايد الرصيد السلبي [في الحساب المصرفي] وصولاً إلى حالة الانهيار. إن هذه القاعدة التي تنطبق على العائلة تتجلى صحتها بالنسبة للدولة أيضاً. وثمة دول نسيت هذه القاعدة لتدفع الآن ثمن ذلك غالياً.
أما إسرائيل فقد اعتمدت نهجاً مغايراً إذ تصرفت بمسؤولية. هكذا عملت في فترة كوني وزيراً للمالية [في حكومة أريئيل شارون 2003-2005] وهكذا عمل وزراء المالية الذين تبعوني وصولاً إلى أدائنا الحالي. غير أنه يستحيل خلق النمو الحيوي لتوفير فرص العمل وحشد الموارد المطلوبة للتعليم والمجتمع والصحة من خلال الالتزام بالميزانية بشكل مسؤول ، بل يتطلب السعي لتحقيق النمو في الاقتصاد تنمية المنافسة. لا حاجة للشركات الاحتكارية بل تقتضي الحاجة وجود منافسة عادلة وخاضعة للمراقبة بما يخدم مصلحة المستهلك. إن المنافسة ليست عدو المستهلك بل إنها أكبر صديق له كونها تؤدي إلى خفض الأسعار وتحسين الخدمات وتقليص الفجوات وزيادة المستوى المعيشي.
إن غياب المنافسة في إسرائيل هو من أبرز الأسباب التي أدت إلى ارتفاع غلاء المعيشة. وبالتالي كنت قد شكلت قبل عام – أيها السيد رئيس [الكنيست] – ليس الآن أو قبل شهرين أو ثلاثة – اللجنة المعنية بدراسة ظاهرة الاحتكارية ، وللسبب ذاته نسعى حالياً لدفع تطبيق الفصل الوارد في توصيات لجنة تراختنبرغ [حول الإصلاحات المطلوبة في السياسة الاقتصادية والاجتماعية للحكومة] والقاضي بزيادة دائرة المنافسة في المرافق الاقتصادية. وكنا قد اعتمدنا أمس خلال جلسة مجلس الوزراء في صفد توصيات اللجنة الخاصة بالضرائب إذ ألغينا الزيادة المخطط لها في ضريبة الوقود – مما يساعد أي مواطن في إسرائيل – وخفضنا ضرائب المشتريات والرسوم الجمركية المفروضة على المنتجات الاستهلاكية فضلاً عن إقدامنا على منح الآباء الذين لديهم أطفال دون الثالثة من العمر نقطتيْ استحقاق ضريبي مما يفيد كثيراً الأزواج الشابة. لكن هذه الخطوات ليست إلا البداية".
تقديم يد العون
إنه لمن دواعي سروي وجود رغبة لدى جميع نواب الكنيست في تقديم يد العون ، وستسنح لكم الفرصة لذلك إذ نعتزم طرح سلسلة مشاريع قرارات [قوانين] على الكنيست في دورتها الحالية تسهيلاً على المواطن لجعل تربية الأطفال الصغار أقل كلفة وجعل عبء الضرائب أقل ضغطاً وجعل السكن أكثر توفراً. إنني أعي الضائقات الحقيقية التي سبق وتحدثت عنها ، أيها السيد رئيس [الكنيست] ، وإنني ملتزم بحلها بما في ذلك من خلال اعتماد القرارات في دورة الكنيست الحالية ، حيث أتمنى أن يتم ذلك بمساعدة المعارضة أيضاً.
إنني ملتزم بالعمل بمنتهى الحسّ الاجتماعي لتغيير سلم الأولويات. غير أنني – أيها نواب الكنيست – أرفض الادعاء القائل إن نظام السوق قد أفلس وأن الحاجة تتطلب العودة إلى "المركزية الاقتصادية" التي تخضع لسيطرة الموظفين والتي تتدخل فيها الحكومة وتتحكم بكل ما يجري فيما يتعين على المواطن أن "يهرج ويمرج" في أروقة الدوائر الحكومية متوسلاً أمام البيروقراطية. سبق وكنا في الحالة هذه ولن نعود إليها إذ هذا هو الأسلوب ل"قتل" الاقتصاد وتدميره.
إن النائب [إيلان] غلؤون [رئيس الكتلة البرلمانية لحزب ميرتس اليساري المعارض] يعتني حقيقة بالاحتياجات الاجتماعية [جاءت ملاحظة رئيس الوزراء هذه رداً على مقاطعة النائب غلؤون خطابه] ، غير أنه لا يمكن الاعتناء بهذه الاحتياجات من دون إنتاج الموارد حيث لا تقوم الحكومة بإنتاج الموارد بل النظام الاقتصادي المنفتح والحر. ولذا ينبغي إقامة التوازن بين احتياجات تنمية الاقتصاد والاحتياجات الاجتماعية وهذا تحديداً ما نعمله وما سنقوم به.
أيها السيد رئيس الدولة ، كنا قد دشّنا أمس بحضورك كلية الطب الجديدة في صفد. إن هذا المشروع يحمل في طياته رسالة كبرى إلى الجليل. كما أننا سنبدأ قريباً – وبعد مضي عقد من الوعود – بنقل قواعد لجيش الدفاع إلى جنوب البلاد مما يحمل رسالة شديدة المغزى إلى النقب. إننا حكومة تعمل ولا تطلق الوعود ، حكومة تفي بوعودها ولا تكتفي بالكلام. إننا نبني الطرقات السريعة والمفترقات والجسور وخطوط السكك الحديدية لنخرج الدولة أخيراً من الاختناق المروري القائم في منطقة الخضيرة – غديرا [أواسط البلاد].
كنت قد سردت أمس في صفد قصة وصول جدي ووالدي إلى صفد قبل 91 عاماً. إنهم جاؤوا من يافا أو تحديداً من حي نفيه تصيدق الذي كان في تلك الفترة الحي الوحيد من تل أبيب وركبوا خط المروج للقطار وصولاً إلى تسيماح [على حدود بحيرة طبريا] حيث استقلوا مركباً نقلهم إلى طبريا وسط مياه هائجة ثم بدأوا طريقهم إلى صفد (كنت قد سألت والدي عن طبيعة الطريق حيث وصفها ب"طريق سيئة ووعرة") مروراً بروش بينا [بلدة مجاورة لصفد] حيث استبدلوا الخيول والحناطير. واستغرقت هذه الرحلة ثلاثة أيام قبل 91 عاماً. أما الرحلة [من تل أبيب إلى صفد] قبل عدة سنوات فستغرقت حينها حوالي 3 ساعات. وقد سألت رئيس بلدية حاتسور هغليليت [بلدة أخرى مجاورة لصفد] كم من الوقت تستغرق رحلته [إلى تل أبيب] حالياً فقال لي ساعة واحدة و 40 دقيقة ، وعندها أخبرته بأن هذه الفترة ستتقلص ليس بفضل مفترق "هموفيل" الجديد الذي جعل الجليل سالكاً بل أيضاً بسبب إنجاز العمل في مفرق غولاني ومفرق عميعاد. إن رؤيتنا تقضي بجعل هذا الطريق متعدد المسارات خالياً من الإشارات المرورية انطلاقاً من متولا [على الحدود اللبنانية] وصولاً إلى إيلات. إن هذا المشروع ليس "سامياً" لهذه الدرجة لكن لم يتم إنجازه حتى الآن وها نحن نقوم به حيث نعتزم جعل المناطق المحيطية من البلاد أقرب.
تعزيز المناطق المحيطية
إننا نسعى إلى تعزيز المناطق المحيطية وتقريبها من أواسط البلاد لكن في نهاية المطاف – عندما تكون مدة السفر إلى معظم أنحاء البلاد قصيرة – سيكون بوسعنا إلغاء مصطلح "المناطق المحيطية" بحذافيره. إذ ما من سبب يبرر وجود أجزاء منفصلة ومعزولة ومتباعدة في دولة متناهية في الصغر بمساحتها (رغم عظمتها روحاً وأداء ومواهب شعبنا). وبالتالي – بالإضافة إلى كل الطرقات وخطوط السكك الحديدية والمفترقات والجسور (ويشهد الشعب برمته – سواء اعترفنا بهذه الحقيقة أم لم نعترف – العمل الكبير الذي نمارسه والاستثمارات الهائلة التي نوظفها) – نقوم أيضاً وبشكل حثيث بتطوير المنطقتين الأكبر حجماً في البلاد – الجليل والنقب ، إذ هكذا نتمكن من نقل الناس من منطقة "غوش دان" [منطقة تل أبيب الكبرى] وتحسين حياتهم وترقية مستوى معيشة جميع سكان الجليل والنقب من اليهود وغير اليهود على حد سواء. إن هذا الأمر يشكل خطوة اجتماعية بالغة الأهمية.
غير أن الثورة الاجتماعية الأكبر التي نُحدثها هي ثورة التعليم. إذ أصبحنا نشهد لأول مرة منذ تطبيق الإصلاحات المعتمدة التحسين الحاصل في نتائج الامتحانات التي يؤديها الأطفال الإسرائيليون بعد سنوات عديدة من التراجع ، حيث أجرينا القياسات اللازمة عبر امتحانات القراءة لجيش الدفاع واختبارات تقويم الأداء المدرسي والاختبارات الدولية المقارنة. كما أننا بادرتنا بعد عقد من السنين إلى إنقاذ جهاز التعليم العالي. وكانت البروفيسورة عادة يونات الحائزة على جائزة نوبل قد حذرت قبل عاميْن من عدم تكرار ظاهرة حصول الإسرائيليين على جوائز نوبل دون الاستثمار في التربية والتعليم وجهاز التعليم العالي. وقد أخذت كلامها مأخذ الجد ثم هبّ البروفيسور تراختنبرغ [رئيس لجنة الاعتمادات التابعة لمجلس التعليم العالي] الذي أصبحنا نعرفه الآن لمساندة العمل على إحداث ثورة في جهاز التعليم العالي. وقد بدأنا بإنفاق أكثر من 7 مليارات شيكل في مشروع متعدد السنوات. وبالتالي سُررت لسماع كلام الحائز الجديد على جائزة نوبل البروفيسور داني شاختمان وهو يخبرني بأنه يرصد التغيير الحاصل الذي تقوده حكومتنا ، وإنه محقّ لأننا أطلقنا خلال الفاصل الزمني بين جائزتَيْ النوبل الأخيرتيْن تلك الخطة الرامية إلى إنقاذ جهاز التعليم العالي. ولذلك أريد طمأنتكم بأننا سنواصل الاستثمار وسيكون هناك المزيد من جوائز النوبل التي يحظى بها إسرائيليون.
أيها نواب الكنيست ، لقد تحدثت (وأعترف بأن كلامي لم يلق دائماً النجاح الكبير..) أمامكم عن القوة والمسؤولية. دعوني أتحدث أيضاً عما يربط بينهما ألا وهو الوحدة. إذ كنا قد أعدنا إلى أرض الوطن قبل أسبوعيْن الجندي الأسير غلعاد شاليط بعد خضوعه طيلة أكثر من 5 سنوات لأسر حماس. وقد تأثرت كثيراً – شأني شأن جميع أبناء الشعب – عندما رأيت غلعاد ينزل من المروحية [التي أقلته إلى البلاد بعد الإفراج عنه]. وقد وقفت الدولة بأكملها على مدى عدة أيام متحدة متماسكة منفعلة وهي تحيط بجندي واحد تمت إعادته إلى البلاد. ثم أفرجنا الأسبوع الماضي بالتنسيق مع مصر وبمعاونة الحكومة الأميركية والنائب يسرائيل حاسون من كتلة كاديما – أفرجنا عن الشاب إيلان غرابيل الذي كان قد قدم بمفرده من الولايات المتحدة وانخرط في لواء المظليين في جيش الدفاع وأصيب في حرب لبنان الثانية. كما أننا سنواصل العمل على تأمين الإفراج عن المواطن عودة ترابين المحبوس في السجن المصري منذ 11 عاماً. ولا أنسى ولو للحظة يوناتان بولارد [المواطن اليهودي الأميركي الذي أدين بممارسة التجسس لصالح إسرائيل] الذي يقبع في السجن الأميركي منذ قرابة 26 عاماً. إننا سنواصل العمل بكل ما أوتينا من طاقة لاستقدامه إلى إسرائيل. كما أننا لن نتوقف عن السعي لاستيضاح مصائر جنودنا المفقودين.
أيها أصدقائي نواب الكنيست ، إن الوحدة التي تجعلنا نعمل من أجل جندي واحد وحيد إنما نثبت قدرة شعبنا على رص صفوفه في لحظات الاختبار. إن هذه الوحدة تعبر عن قوتنا ومسؤوليتنا والتكافل بيننا. إنني أؤمن بقوة هذه الوحدة حتى في لحظات الاختبار في الكنيست ، إذ أعتقد بأنه رغم الخلافات القائمة بيننا فسنعرف في لحظات الاختبار هذه كيف نتسامى ونعمل معاً من أجل تحقيق الغايات الهامة المشتركة لنا جميعاً. هذه هي المبادئ التي نستضيء بها – القوة والمسؤولية والوحدة. لدينا دولة واحدة – لنحافظ عليها معاً".
تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency
رمز العملة | اسم العملة | قيمة /ش.ج |
---|---|---|
CAD | دولار كندي | 2.65 |
CHF | فرانك سويسري | 4.14 |
DZD | دينار جزائري | 0.03 |
EGP | الجنيه المصري | 0.07 |
IQD | دينار عراقي | 0.00 |
KWD | دينار كويتي | 12.03 |
LYD | دينار ليبي | 0.76 |
MAD | درهم مغربي | 0.37 |
QAR | ريال القطري | 1.02 |
BHD | دينار بحريني | 9.83 |