الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 14 / نوفمبر 16:02

الزاوية العائلية مع الهام دويري:تساؤلات وأجوبة

خاص بمجلة ليدي
نُشر: 02/11/11 13:28,  حُتلن: 08:57

المستشارة التربوية الهام دويري:

موقع الأم العاطفي من أطفالها لا يتزعزع أبدا فالحاجة الفطرية غريزية يحتاجها الطفل من أمه فقط

دور الجدة الطبيعي هو إشباع أحفادها بالحاجات العاطفية ولا بديل لدورها من ناحية الأمان والقدرة على الصبر والتحمل

هل يضر مولودي الأول أن أتركه برعاية جدته غير الملمّة بالتربية السليمة؟
أم تسأل: بعد ولادتي واضطراري العودة للعمل، هل يستحسن ترك مولودي الأول في حضانة خاصة أم لدى إحدى الجدات؟ الجدة غير ملمة بأمور التربية السليمة.

الجواب: عزيزتي، تحياتي ومبروك المولود الجديد. هل تلقائية الجدة الطبيعية تعمل على تطوير شخصية مولودك؟
من أقوالي التي أومن بها " إن البيئة ليست دفيئة ".لا لطلب الكمال. تلقائية الجدة بتربية الأطفال لا تضرهم. أكثر ما يحتاجه المولود هو الغمر بحنان، التحدث إليه أثناء يقظته ومداعبته الترقيصية من (سلسلة هنا) وطبعًا خدمة حاجاته الجسمانية. ما يضره كثيرًا العصبية والانفعالات السلبية، عدم إشباعه بالاطمئنان. ما يلزمك الاهتمام به وأخذه بعين الاعتبار، هو صحة جدته وقدرتها على القيام بجميع تلك الخدمات. هذا عدا عن أن تفيض بالحكايات وطول البال. هذا جانب إيجابي وهام في تطوير شخصية مولودك.


صورة توضيحية

هل دخوله الحضانة أكثر فائدة؟
لا مجال للمقارنة بين دور الجدة والحضانة. كل له فائدته وله أيضا نواقصه. لا كمال في المعيشة اليومية الحياتية. المهم هو توفير العناصر العاطفية والخدمات الجسمانية التي ذكرتها آنفا. دورك هو الأهم والمكمل التعويضي بعد عودتك من عملك. علاقتك العاطفية الخاصة تعمل على تعويضه كل ما نقصه بتجاربه المتنوعة. حبك، تغنيجك له أثناء استحمامه بين يديك، التحدث إليه وسرد القصص الخاصة بالرضيع، جميعها تعمل على إشباع حاجاته الجسمانية، العاطفية والعقلية. هذا عدا عن إحساسه بدفء حضنك.

ماذا عن علاقة الأجداد بأحفادهم؟
من أهم عناصر تلك العلاقة هي تقبل الأم علاقة حماتها بأولادها وتقبل الأب علاقة حماته بأولاده. انسياب مشاعر الأبوين الطبيعي بعلاقة صحية بين الأجداد والأحفاد هي من أسمى أنواع العلاقات العاطفية. العصبية أو الانفعالات السلبية تعيق انسياب الطاقات الإيجابية بين الأجداد والأحفاد وتجعل الحياة العائلية في حالة غليان وعدم اطمئنان. لا يمكن تغيير الأجداد ليتطابقوا مع مزاج الأبناء وقوانينهم. من الضرر أن نمنع تلك الطبيعة الانسيابية التلقائية الجميلة من أن تغمر جو علاقة أفراد العائلة أجمعين. كلما تدخل عنصر العصبية والتشنج بتلك العلاقة كلما انتزعت الطاقات الإيجابية والحميمية التي تجمع العائلة.
لا تخافي أيتها الأم على أنظمتك التربوية من بعض انفلات أثناء وجود الأجداد. غنج الطفل مع جدته هو بمثابة تنفيس عاطفي مؤقت وغير دائم. فلتسمحي له به ولتتمتعي بفرح الطرفين. طالما أنت نموذجه العاطفي التربوي الثابت والدائم وطالما أنت مثله الأعلى.
الطفل لا يستبدل نموذجه العاطفي الثابت- الأب والأم- بالمؤقت وغير الدائم. هدية سماوية هي مباركة تفاعل الأجداد مع الأحفاد. الجدة والجد يتميزان بصبرهم الطويل. وجودهما مع الأحفاد حالة من السكينة والسعادة. إن تدخلا بكسر الأنظمة فتلك حالة مؤقتة. عند عودة الأطفال للبيت تعود الحياة بقوانينها الداخلية كما كانت.
فليتمتع الأبناء بعلاقة الأحفاد بالأجداد. هم ضيوف مؤقتون في هذه الحياة. فلا تستعجلوا النهاية.
باحترام،
إلهام.

 

سؤال: رقم 2
2- كيف أطمئن على حضانة طفلتي بعد عودتي للتعليم

أنا أم لطفلة تبلغ من العمر سنة وثلاثة أشهر. أحبها. أعرف بأن رسالتي معقدة بعض الشيء ولكن أريدك ان تقرأيها بصبر وتأن. أنا أعيش في بيئة غير متعلمة في مجتمع مغلق ينقصه الكثير لتوسيع آفاقه. النساء لا تعملن هنا. يركزن اهتمامهن بفلان وعلان. أتيت إلى بيت زوجي من بيئة مغايرة ومتعلمة. أنا أواصل تعليمي الجامعي -السنة الثالثة-. كل يوم أسرد لها من قصص كشكش. أنا لا أرغب بترك طفلتي عند جدتها علما بان بيت جدتها يحبها كثيرا ولكنني لا أرتاح لتواجدها معهم ولا أسمح بان تكون معهم لوحدها. لا أعرف لماذا. هي طفلتي الأولى وحفيدتهم الأولى من ناحية الأب أخاف عليها أسلوب تربية الجدة خاصة من الدلال الزائد. جدتها تشكل عبئا ثقيلا عليّ. أنا في حيرة من أمري. اقترب وقت تعليمي ولا أعرف هل أترك ابنتي عند جدتها، خاصة لأن وضعنا الاقتصادي لا يساعد. أخاف عليها. أخاف أن أفقدها فجدتها قوية وتريد إبعادها عني هذا ما أشعره. ما رأيك؟ لديّ ثقة كبيرة بك.

الجواب:
عزيزتي،
تحياتي،
أنت أم تقلق كثيرًا. لا للقلق. موقع الأم العاطفي من أطفالها لا يتزعزع أبدا. تلك حاجة فطرية غريزية يحتاجها الطفل من أمه فقط. ربما ستلاحظين في الفترة الأولى من غيابك بعض تغيير بسلوكها وألفاظها مثل: لا أريدك، لا أريد فراق جدتي، أحب جدتي أكثر، لا أحبك...- تلك حالة متوقعة يستخدمها الطفل كأداة لربطك إلى جانبها وزيادة اهتمامك بها. لا للتأثر أو الانفعال.
القلق والعصبية الزائدة والتوتر الدائم يضر بطفلتك أكثر من أي عنصر خارجي آخر. النموذج التربوي المؤثر بطفلتك هو أنت. من المهم ارتياحك وتمسكك بروحك المرحة. الجدة هي نموذج تربوي ثانوي مهما حاولت من غير قصد احتلال مكانك. فلا تخافي.

هل دور الجدة خطر؟
بالطبع لا. دور الجدة الطبيعي هو إشباع أحفادها بالحاجات العاطفية. لا بديل لدورها من ناحية الأمان والقدرة على الصبر والتحمل.
هي أيضا لأول مرة تصبح جدة ولذلك تأثير ولادة طفلتك عليها كبير ولذيذ. لا تحاولي انتزاع تلك الباكورة العاطفية الجميلة منها. لا تخافي من أسلوبها التربوي المغاير. طفلتك تكتسب خبرات ومفاهيم متنوعة تثري عالمها الضيق وتتطور سوية النفس ومرتاحة بأحضان دافئة.

ماذا تحتاج طفلتك في تلك المرحلة العمرية؟
طفلتك تحتاج اليوم (لأمان عاطفي) وتلك الحاجة تكتمل بطمأنينتك وبمباركتك لجدتها بدورها الثانوي الجميل. طفلتك تحتاج أيضا (لحب دائم) حتى وإن مالت في بعض ساعات لأحد أو لسلوك غير مستحب. تلك هي طبيعة تطور الشخصية السوية. ولتتذكري دومًا بأن البيئة ليست دفيئة. تحتاج طفلتك أيضا (لنموذج عاطفي) هو مثلها الأعلى الذي ترغب بتقليد سلوكه، حركاته، ألفاظه...ألخ. هي ما زالت طفلة، فلا تغرقي بأفكار سلبية تنتزع منك جمال لحظات تطورها وتميزك. فلتذهبي لدراستك ولتثقي ببيئتك الاجتماعية التي عاش فيها زوجك وشريك حياتك. سوف تنتقل ابنتك عاجلا إلى بيئة تربوية طبيعية – روضة ومدرسة. أنصحك بمواصلة سرد القصص. موسوعة كشكش التي تهتم بتطوير المفاهيم المناسبة لجيلها. وأخيرا لا تنسي بأن جدتها هي أم زوجك وهي التي قامت بتربيته. الطفل يحتاج لجدته وجده ولا للمقارنة.
لتشكري دائما ولتعتادي التعبير عن امتنانك في كل وقت. الشعور بالامتنان نعمة ربانية خيّرة.
أنا دوما إلى جانبك.
باحترام
إلهام. 
 

مقالات متعلقة

.