جميل أبو خلف في مقاله:
الانتقال من الاستبداد إلى الحرية مهمةٌ ينبغي أخذها بالاعتبار كأولى وأهم الطرق الأساسية لحل أزمات المنطقة
إسرائيل وأمريكا تهدفان إلى تعجيل الضربات الصاروخية والضربات بالطائرات من أجل تعطيل المشروع النووي الإيراني
الرد الإيراني على أي عدوان محتمل سيتجاوز منطقة الشرق الأوسط ولدى ايران خطط جاهزة للرد على أي عدوان محتمل
في يونيو1914، تم اغتيال ولي عهد النمسا على يد طالب صربي وأدى هذا الحادث إلى نشوب الحرب العالمية الأولى، تحالفت فيها كل من : صربيا، روسيا، فرنسا، بلجيكا، بريطانيا، اليابان، ايطاليا، وبالمقابل شكل المحور من : النمسا – المجر، ألمانيا، الإمبراطورية العثمانية، بلغاريا (دول المحور)، تم قصف المدنيين، وتمت فيها الإبادات العرقية، واستعمال الأسلحة الكيميائية في تلك الحرب لأول مره، وشهدت الحرب ضحايا بشرية لم يشهدها التاريخ من قبل(ما يقارب 10 ملايين شخص)، واستمرت الحرب حتى 1918 وانتصرت فيها الدول المتحالفة. وسقطت السلالات الحاكمة في أوروبا ونشأت دول جديدة بعد انهيار بعض الإمبراطوريات، وتم تغيير الخارطة السياسية لأوروبا، ووجود الحركات الأيديولوجية كالشيوعية(الثوره البلشفية)، وأسست لصراعات قادت للحرب العالمية الثانية.
لم يمض على الحرب الأولى أكثر من عقدين حتى نهضت هذه الدول إلى حرب جديدة ذات مميزات جديدة وأسلحه متطورة. وفي حزيران 1937 تطورت النزاعات الدولية في أوروبا في أيلول 1939 دخلت الدول إلى حرب اعتبرت من الحروب الشمولية وأكثرها كلفة حيث توجه الألمان في البداية لغزو بولندة 1939 وقصف اليابان ميناء "بيرل هاربر" في كانون أول 1941 مما تسبب بأضرار جسيمة للأسطول الأمريكي بدون إعلان الحرب على الولايات مما حذا بالولايات المتحده بالرد وقصفها بالقنابل الذريه ، وتوالت المعارك وبالتالي أحكم الحلفاء قبضتهم على الألمان ودول المحور حتى وصلوا حدود برلين ثم استسلمت ألمانيا في أيار 1945 تشهد المنطقة هذه الأيام ظروفا أقرب للحرب منها للسلم ولم نلاحظ أن القادة في مختلف الدول سيتعلمون درساً ويأخذون العبرة من أخطاء الماضي وما آلت إليه هذه الحرب من خسارات بشرية ومادية وغيرها.
تعطيل المشروع النووي الإيراني
ومن المؤشرات على أجواء الحرب تلك التصريحات الاسرائيلية لضرب إيران تحت ذريعة إنتاجها السلاح النووي بالإضافة الى كونها من الدول المتزعمة لمحور الشر في المنطقة ومساندتها لسوريا وحزب الله وحركة حماس بالإضافة إلى تحركاتها وتدخلها في بعض دول الجوار (العراق) الأمر الذي يؤدي بالتالي إلى إضعاف إسرائيل وتهديد القوات الأمريكية. أضف إلى ذلك كله التداعيات على المنطقة برمتها الأمر الذي يجر كثيرا من الدول المعنية وغير المعنية (المحايدة) الى حرب ضروس. تهدف إسرائيل وأمريكا إلى تعجيل الضربات الصاروخية والضربات بالطائرات من أجل تعطيل المشروع النووي الإيراني وقد تلجأ إيران إلى إطلاق الصواريخ صوب بعض الدول الخليجية وضد المصالح الأميركية التي في هذه الدول من أجل إقحام هذه الدول في المعركة، وقد تلجأ من خلال خلاياها في بعض الدول الخليجية وفي مقدمتها البحرين وقد تضطّر إيران لخلخلة الوضع السوري كي تربك الجانب الإسرائيلي وتجبره على ترك المعركة. إن الرد الإيراني على أي عدوان محتمل سيتجاوز منطقة الشرق الأوسط، وأن إيران لديها خطط جاهزة للرد على أي عدوان محتمل.
دعم المبادرات الدبلوماسية
وقال وزير الدفاع الإيراني إن التهديدات الإسرائيلية بالعمل العسكري ضد إيران هي دعاية إعلامية وأن إيران على استعداد للرد على أي اعتداء عليها وأن هذه التصريحات ناجمة عن ضعف الغرب في مواجهة إيران . وهناك احتمال أن تلجأ الولايات المتحدة إلى حسم المعركة من خلال السلاح النووي( وهذا وارد في حسابات أمريكا) ولن تخسر المعركة، لأن خسارتها للمعركة ستكون كارثة على الولايات المتحدة ومستقبلها في المنطقة .
لهذا فالعالم والمنطقة بحاجة لرفع صوته عالياً لدعم المبادرات الدبلوماسية من أجل نزع فتيل الأزمات ووقف هذه التهديدات والتصريحات من جانب الدول المختلفة وخاصة أمريكا وإسرائيل وإيران لأن هذه الدول هي الأكثر عرضة من الدول الأخرى إلى أن تشعل لهيب الحرب وتسير بالعالم أجمع نحو حرب شاملة نهايتها تكون الكثير من الخسائر البشرية والمادية والتي قد تفوق خسارات الحربين العالميتين السابقتين.
التغيير المنقصود
لطالما أخذت بعض الشعوب على عاتقها مهمة التغيير والمقصود تغيير الانظمة الاستبدادية من خلال السير في قطار الثورات فلا بد أن يصبح الوطن العربي أكثر خضرة وأينع ثماراً في مناخ خصب يصلح فيه زراعة أنظمة ديمقراطية يكون في أعلى سلم أولوياتها تحرير الأرض والإنسان .
إن الانتقال من الاستبداد إلى الحرية هي مهمةٌ ينبغي أخذها بالاعتبار كأولى وأهم الطرق الأساسية لحل أزمات المنطقة. فالنظام الديمقراطي هو الكفيل لتجديد حياة الشعوب، وحلّ مشاكلها وتقديم نخبٍ مؤهّلة وقادرة على قيادة الشعوب العربية إلى برالأمان .
لقد حصدت الحرب العالمية الأولى ما يزيد عن تسعة ملايين شخص، وحصدت الحرب العالمية الثانية ما يزيد عن ستين مليون شخص! فهل العالم بانتظار المزيد من ضحايا الحروب إن وقعت؟ فنحن بحاجة إلى مزيد من الثورات من أجل منع الحرب هذه المرة وليس من أجل إسقاط أنظمة يقف على رأسها طغاة فحسب. فكما أن هناك حاجة ملحة إلى وجود ثورات من أجل التغيير الجذري في مختلف نواحي الحياة - الاقتصاديه، السياسية، الاجتماعية وغيرها. فمن المهم والواجب أن يخرج العالم إلى الشارع مستغيثاً بأعلى صوته من أجل مناهضة قرارات الحرب التي قد تتخذ بأي لحظة وتكون كارثة أخرى على العالم تعيده إلى الوراء مئات السنين.
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il