مصاروة يشيد بالتزايد المشرف في عدد النساء القرعاويات والفتيات الملتحقات بمؤسسات التعليم العالي

زهرية عزب جسدت للمشاركات صعوبة العمل السياسي وسط عالم من الرجال في مجتمع ذكوري أبوي

مها زحالقة: المرأة تتميز بنجاح كبير في المناصب القيادية لتمتعها بإرادة فولاذية ممزوجة بالأمومة المشبعة بحس المسؤولية

استقبل مجلس كفرقرع المحلي وفداً من الناشطات الجماهيريات في عدد من صناديق التمويل والجمعيات الأمريكية وجمعيات أخرى في البلاد بهدف الاطلاع عن كثب على واقع المجتمع القرعاوي وإيجاد سبل تدعيم اقتصادية خارجية لتعزيز المشاريع النسائية والجماهيرية والثقافية والتربوية في القرية، كما وهدفت الزيارة إلى مناقشة عمليات التثاقف والتحاور بين الشعوب والثقافات المختلفة، وذلك في إطار المساعي الحثيثة لمجلس كفرقرع المحلي لتطوير رقعة المشاريع النسائية وتشبيك عمل الجمعيات الجماهيرية في القرية. واستمعت المشاركات إلى محاضرات وتطرقات قصيرة ووجهات نظر مقتضبة من عدة جهات نسوية في القرية بالإضافة إلى محاضرة افتتاحية موسعة من قبل رئيس المجلس المحلي، ومحاضرة تلخيصية اختتامية من القاضي محمد مصاروة.

وكان في استقبال الوفد المكون من 11 مندوبة كل من المحامي نزيه سليمان مصاروة، رئيس مجلس كفرقرع المحلي، القاضي محمد سعيد مصاروة والذي بادر إلى هذه الزيارة الهادفة بالنسيق مع قسم الثقافة والتربية اللا منهجية ومكتب الرئيس، بالإضافة إلى زهرية عزب، عضو مجلس كفرقرع المحلي سابقا وهي مركزة قسم المراقبة في لجنة التخطيط والبناء وادي عارة، ومها زحالقة مصالحة، مديرة قسم الثقافة والتربية اللا منهجية في المجلس المحلي، وآمنة كناعنة، مديرة عامة لجمعية "من أجلك"، ودعاء مصالحة مندوبة عن المجلس النسائي في كفرقرع ومديرة جمعية نساء مبادرات.

واقع المجتمع العربي
افتتح اللقاء المحامي نزيه مصاروة رئيس المجلس المحلي الذي حيى عضوات الوفد والحضور من الجمعيات والأطر النسائية المختلفة، وقدم محاضرة مفصلة حول واقع المجتمع العربي والتحديات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية اليومية التي يحياها المواطن العربي الذي يعاني التناقضات والتمييزات اليومية ضده. وتطرق إلى الواقع الديموغرافي والجغرافي الذي آلت إليه الأقلية العربية الفلسطينية في إسرائيل منذ ال 1948، كما وأشار إلى إهمال الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة للمجتمع العربي الذي ينقصه العديد من البُنى التحتية الضرورية للتمدن والحداثة التي غزت البيوت العربية دون تطور سليم في عالم تطور القيم الثقافية والاجتماعية بما ويتوازى مع الحداثة التي حلت بالمجتمع تكنولوجيا على حد تعبيره، كما وتطرق إلى ضرورة معالجة الوزارات والحكومات لمتطلبات المجتمع العربي ومحاولة دمجهم في سوق العمل، وأشاد بعدد الأكاديميين العرب بشكل عام وفي كفرقرع بشكل خاص بالإضافة إلى التزايد المشرف في عدد النساء القرعاويات والفتيات الملتحقات بمؤسسات التعليم العالي، كما وتطرق إلى نسبة بطالة الأكاديميين في الوسط العربي.

العراك السياسي
ومن ثم تحدثت جانيت كول بإسم عضوات الوفد معبرة عن شكرها العميق لأسرة المجلس المحلي على الاستقبال الرائع وعبرت عن رغبة عضوات الوفد بالتعرف عن كثب على واقع وحاجيات المجتمع العربي ككل والمجتمع القرعاوي والنسائي القرعاوي على وجه التحديد. أما زهرية عزب، فتحدثت عن العراك السياسي الذي كان لها كعضو مجلس في مجلس كفرقرع المحلي، وهي الوحيدة في كفرقرع حتى اليوم والتي شغلت هذا المنصب، وقد تحدثت عن تجربتها المميزة وعن النقاشات والنضالات الفكرية التي كانت لديها في هذا السياق رابطة ذلك مع الخلفية الأكاديمية الخاصة بها في مجال العلوم السياسية. وتحدثت عن التحدي الاجتماعي الكبير الذي يجابه كل امرأة تقرر خوض عالم الانتخابات، كما وأشركت عزب الحضور بتجارب ومواقف شخصية تذكرها من فترة عضويتها جسدت للمشاركات صعوبة العمل السياسي وسط عالم من الرجال في مجتمع ذكوري أبوي، بالإضافة الى النجاحات التي كانت لها.

الانخراط في سوق العمل
وتحدثت آمنة كناعنة، مديرة جمعية "من أجلك" بدورها عن أهمية الجمعيات الاجتماعية والجماهيرية النسائية في المجتمعات عامة والمجتمع العربي بشكل خاص، كما وتطرقت إلى المشاريع الأساسية التي تطورها جمعيتها لجمهور النساء والتي تهدف إلى تعزيز الوعي وإدراك أهمية الانخراط في سوق العمل، كما وتطرقت إلى انعدام وسائل التنقل بالشكل الوافر الذي يسهل خروج المرأة العربية القروية إلى سوق العمل، مؤكدة أن الأمور البسيطة والهامة التي تعالجها الجمعية تحظى بصدى كبير لدى جمهور النساء.  من جانبها عرضت دعاء مصالحة، عضو مندوبة عن المجلس النسائي في كفرقرع ومديرة جمعية نساء مبادرات، خلال مداخلتها سلة المشاريع التي يقوم بها المجلس النسائي ويقدمها لجمهور النساء في القرية مثل الأيام الدراسية والدورات الرياضية ودورات التوعية في مجال الرياضة والتغذية والصحة. كما وتطرقت مصالحة إلى ماهية ورؤيا جمعيتها "نساء مبادرات" التي تحمل معان إنسانية من خلال مساعدة العائلات المستورة والمُحتاجة ومساعدة النساء الغير عاملات بكسب لقمة العيش بكرامة.

دور المرأة
وتحدثت مها زحالقة مصالحة، مديرة قسم الثقافة والتربية اللا منهجية في المجلس المحلي عن دور المرأة في قيادة المؤسسات الجماهيرية والمؤسسات التربوية وأكدت بأن المرأة تتميز بنجاح كبير في المناصب القيادية لتمتعها بإرادة فولاذية ممزوجة بالأمومة المشبعة بحس المسؤولية. كما وتطرقت إلى حقيقة الاستثمار في الإنسان إذ استبدل الاستثمار في الأرض التي سُلبت، وعليه فان قيمة التعلم والعلم لدى الأقلية العربية الفلسطينية مضاعفة جدا جداً وتحمل معان اجتماعية وقومية وجودية راقية، وتطرقت أيضا إلى الاضطهاد المضاعف الذي تعاني منه النساء العربيات على المستويين القومي والجندري مما يزيد مساقات التحدي في حياتها، بالإضافة إلى النضال الاجتماعي والإنساني بسبب معاناتها تنسيق الوقت بين عملها داخل البيت وخارجه وهو ما يسمى ب "الوظيفة المضاعفة".

التمييز بين العرب واليهود
وقد اختتم اللقاء بكلمة تلخيصية من سعادة القاضي محمد سعيد مصاروة والذي بادر إلى هذه الزيارة بالتنسيق مع جانيت كول، وقد افتتح القاضي مصاروة حديثة بالتطرق إلى ما قاله لايبوفيتش الذي وصف التمييز بين العرب واليهود كالعلاقة بين الحصان وراكبه، رافضا هذا الوصف حتى بالقياس باللغة اليمينية المتطرفة التي خلقتها الحكومةالحالية المتطرفة التي تشحن الأجواء الاجتماعية بين أبناء الشعبين، مؤكدا أن على المؤمنين بلغة التحاور بين الثقافتين مجابهة الموجة الشرسة من التطرف اليميني بهدف إنقاذ ما تبقى من احترام الشعوب لبعضها، كما ووجه النقد الكبير للحكومات الإسرائيلية على انعدام تأثير الأقلية العربية في الحكم المركزي وتمحور طاقات المجتمع العربي في الحكم المحلي وهي الطاقات التي سرعان ما تتبخر حين التوجه إلى الوزارات والحكم المركزي.
وفي نهاية اللقاء شكرت جانيت كول المتحدثين بإسم عضوات الوفد، مؤكدة أنهم خلقوا لديهن العديد من الأسئلة التي سوف تأخذها المشاركات في جعبتها وتناقشها في الصناديق والجمعيات.