الكتاب نشر باللغات العربية العبرية والإنجليزية وصدر عن مؤسسة هولندية باسم "معهد العدالة والمصالحة التاريخية" للبحث التاريخي وبقع الكتاب في حوالي 300 صفحة ونيف من الحجم المتوسط

د. جوني منصور أكد على الحاجة إلى الكتاب في الجانب الفلسطيني حيث أنه للمرة الأولى يوجد عرض للرواية الفلسطينية المتفق عليها، وهو أمر يحتاجه المربون الفلسطينيون في المدارس العربية

عقد مركز أبحاث اللغة، المجتمع والثقافة العربية في الكلية الأكاديمية بيت بيرل ندوة لمناقشة كتاب بعنوان "وجها العملة: إستقلال ونكبة، سرديتان حول حرب 1948 ونتائجها" والذي صدر مؤخرا للمؤرخين د. عادل مناع وبروفيسور موطي غولاني. ويعالج الكتاب السرديتين القومية الفلسطينية والإسرائيلية كما يراها الجمهور الواسع لدى الجانبين. وشارك في النقاش كل من بروفيسور إيلان نافيه من قسم التاريخ في جامعة تل أبيب ود. جوني منصور من قسم التاريخ في المعهد الأكاديمي لإعداد المعلمين العرب في الكلية الأكاديمية بيت بيرل، إضافة إلى مؤلفَي الكتاب. وقامت د. إيلانا باول، مركزة برنامج المتفوقين في قسم التربية في الكلية بإدارة وتوجيه النقاش.

وأكد المشاركون في النقاش على أهمية إصدار هذا الكتاب كونه يضع السرديتين لأول مرة معا في ذات الكتاب ويعرض وجهتي النظر، دون نيّة كل طرف أن يلغى الطرف الآخر. وأكد بروفيسور نافيه على أن الكتاب يدعو للحوار بين روايتين مختلفتين عن حرب 1948. وأشار نافيه إلى أن الكتاب يعرض وجهة نظر جديدة من ناحية البحث التاريخي، كونه لا يرى في الحقائق الهدف الذي يسعى إليه وبهذا فإنه يختلف عن أي بحث تاريخي آخر يجد من واجبه عرض كل الحقائق. كما أنه كتاب يسعى لأن يكون تربويا ويمكن أن يكون مصدر إلهام لبعض المربين في المدارس. وأضاف نافيه أن الكتاب لا يسعى أن يكون حياديا, بل له أهداف سياسية واضحة، من حيث عرضه لمشاعر تأنيب الضمير مقابل مشاعر المطالبة بالعدل. أما د. جوني منصور فقد أكد على الحاجة إلى الكتاب في الجانب الفلسطيني، حيث أنه للمرة الأولى يوجد عرض للرواية الفلسطينية المتفق عليها، وهو أمر يحتاجه المربون الفلسطينيون في المدارس العربية، حيث لا تدرس الرواية الفلسطينية ولا حتى اليهودية بصورة منهجية أو غير منهجية في المدارس، وذلك بتوجيه من وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية.

دعم أوروبي
وبينما شبّهت د. إيلانا باول طريقة عرض الروايتين بالرقص الثنائي حيث يلتقي المؤرخان وينفصلان في نصهما المشترك، فقد وصف د. مناع إنتاج الكتاب بالولادة لما فيها من ألم وسعادة في ذات الوقت، حيث إستلزمه الكثير من الجهد من أجل جمع شتات الرواية الفلسطينية التي تعاني من عدم الشمول وهي في أغلبها محلية بالمقارنة مع الرواية الصهيونية الرسمية التي دعمتها الدولة. أما بروفيسور موطي جولاني فقد قال أن الكتاب قد ساعده على تناول مواضيع لم يكن ليطرحها أمام والده الذي كان من مؤسسي وحدة جولاني العسكرية التي شاركت في حرب عام 1948. وأضاف جولاني إلى أن أحد الأمور التي أكتشفها خلال عمله على الكتاب هو أن مساهمة الأوروبين هامة جدا في إصدار الكتاب، وأن الإسرائيليين بحاجة إلى دعم أوروبي ليس فقط إقتصادي بل أيضا أخلاقي ومهني.
ويذكر أن الكتاب نشر باللغات العربية، العبرية والإنجليزية وصدر عن مؤسسة هولندية باسم "معهد العدالة والمصالحة التاريخية" للبحث التاريخي، وبقع الكتاب في حوالي 300 صفحة ونيف من الحجم المتوسط.