الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 20 / سبتمبر 15:02

الدراسات المعاصرة يعقد ندوة الثورات العربية وتداعياتها على الفلسطينيين

إبراهيم أبو عطا-
نُشر: 22/11/11 17:04,  حُتلن: 21:01

ابراهيم أبو جابر مدير مركز الدراسات المعاصرة :

على مراكز الدراسات والأبحاث أن تبحث عن أجندة اجتماعية وثقافية وتنشر التوعية والثقافة والمعرفة بالإضافة لدورها في بناء مشاريع وبرامج بناءة

حامد اغبارية رئيس تحرير صحيفة صوت الحق والحرية :

تعاطي الاعلام العربي المحلي مع الثورات العربية  لم يكن على مستوى الحدث وان امكانيات الاعلام المحلي محدودة وأنها تخضع لسيطرة تقف وراءها جهات أخرى

نظم مركز الدراسات المعاصرة في الداخل الفلسطيني ندورة شهرية أولى أقيمت في مركز الشافعي في مدينة أم الفحم اليوم الثلاثاء، وذلك بعنوان "الثورات العربية وتداعياتها على الداخل الفلسطيني"، حيث تأتي هذه الندوة ضمن مشروع أطلقه مركز الدراسات تحت اسم " طاولة مستديرة " يتم من خلاله استضافة الشخصيات الأكاديمية والجامعية بالإضافة لاستضافة نخب مهنية ناشطة في المؤسسات المدنية المختلفة لنقل القضايا ومعالجتها بأساليب علمية والتوجيه الصحيح في طرح التوصيات والحلول المتعلقة بالقضايا المختلفة.

وشارك في اللقاء الأول كلا من الشيخ كمال خطيب نائب رئيس الحركة الاسلامية والإعلامي عبد الحكيم مفيد، والإعلامي حاميد اغبارية رئيس تحرير صحيفة صوت الحق والحرية، بالاضافة للدكتور ابراهيم ابو جابر مدير مركز الدراسات المعاصرة والأستاذ صالح لطفي من مركز الدراسات فيما أدار اللقاء الأستاذ حسن صنع الله من مركز الدراسات.

نشر التوعية والثقافة
ورحّب الدكتور ابراهيم أبو جابر مدير مركز الدراسات المعاصرة في كلمة ترحيبية بالضيوف والمشاركين موضحا أهمية هذه اللقاء تهدف للتواصل مع المجتمع العربي الفلسطيني ومحاولة لأحياء الحراك الشعبي والجماهيري وتقديم المشورة من قبل متخصصين، مشيرا أنه ينبغي على مراكز الدراسات والأبحاث أن تبحث عن أجندة اجتماعية وثقافية ونشر التوعية والثقافة والمعرفة بالإضافة لدورها في بناء مشاريع وبرامج بناءة لمعالجة مختلف القضايا المعقدة والمركبة وتقديم التوصيات والنصائح من خلال تحليل وتفسير السلوكيات والظواهر الاجتماعية والسياسية وعدم البحث عن الاستهلاك الإعلامي والشهرة والربح المادي فقط.

عوامل قدرية تقف خلف الثورات
وكانت المداخلة الأولى للشيخ كمال خطيب نائب رئيس الحركة الاسلامية الذي بيّن في مستهل كلمته أسباب الثورات التي أطلق شرارتها التونسي محمد بوعزيزي بعد أن أقدم على حرق نفسه بسبب قمعه من قبل شرطية تونسية، حيث أكد الشيخ كمال أن أسباب اندلاع الثورات في العالم العربي كلها بتقدير من الله أولا محذرا من أن تنحرف الثورات عن مسارها الصحيح، ومشيرا ان خطر كبير يحدق بالثورات وان هناك أياد خفية تحاول طمس الثورات. وأشار الشيخ كمال ان الشعوب التي أطاحت بالأنظمة المستبدة عليها الوصول الى الانتخابات التي تعتبر نجاحا كبيرا وخصوصا ما أفرزته الثورة التونسية بعد نجاح حزب النهضة الاسلامي في الانتخابات الأخيرة. وأكد الشيخ كمال خطيب أن الحركة الاسلامية منذ انطلاقة الثورات حددت موقفها بأنها مع ارادة وثورات الشعوب مشيرا الى ضرورة التنبيه بالحفاظ على مساراتها. كما وتطرق الشيخ كمال خطيب بالحديث عن الثورات العربية في سوريا وموقف الحركة الاسلامية منها أنه مساند لثورة الشعب السوري، وعلى صعيد تدخل حلف الناتو في ثورة ليبيا أوضح ان الحركة الاسلامية ترفض أي تدخل أجنبي في أي ثورة مؤكدا ان نظام القذافي هو السبب في التدخل العسكري الأجنبي مشيرا انه نظام غربي عميل فاسد أكثر من نظام آخر .

علاقات تمويلية سببت خلافات داخل الأحزاب العربية
بدوره تحدث الإعلامي عبد الحكيم مفيد عن موقف الأحزاب العربية في الداخل من الثورات العربية مشيرا ان مواقف الأحزاب ( الجبهة ، التجمع وأبناء البلد ) معقد تحتويه الخلافات والصراع بين تياراته، وذلك لعدة عوامل منها العامل الايديولوجي وخصوصا بين التيار القومي الكلاسيكي للجيل القديم، والتيار القومي الليبرالي للجيل الشبابي الذين يؤيدون الثورات العربية بعكس البعض من التيار القومي الكلاسيكي. كما وأوضح ان مواقف الأحزاب العربية من الثورات مرتبك جدا بحيث نجد ثمة مفارقات كبيرة من داخل هذه الأحزاب عكستها اضافة إلى العامل الايديولوجي والشبابي، أيضا عامل العلاقات التمويلية للأحزاب.



الإعلام العربي المحلي لم يكن على مستوى الحدث
الأستاذ حامد اغبارية رئيس تحرير صحيفة صوت الحق والحرية تحدث حول تعاطي الاعلام العربي المحلي مع الثورات العربية ، حيث قال انه لم يكن على مستوى الحدث وان امكانيات الاعلام المحلي محدودة وأنها تخضع لسيطرة تقف وراءها جهات أخرى. وأكد ان الثورات العربية تعتبر زلزالا وان تعاطي العلام معه يجب ان يكون بمستوى هائل كبير لانعدام الثورات الشعبية في التاريخ المعاصر، كما وبيّن تعاطي الاعلام المحلي مع بداية الثورة التونسية والمصرية مؤكدا انها نالت اهتمام جميع الصحف والمواقع المحلية وذلك بسبب عنصر المفاجأة وضخامة الحدث، والذي شهد تراخيا لاحقا مع الثورات لينقسم فيما بعد الى مؤيد ومعارض وذلك لنوعيات وانتماءات وسائل الاعلام، مؤكدا ان وسائل الاعلام الحزبية كانت واضحة أكثر من خلال مواقفها، بعكس الصحف الغير حزبية والتي اسماها بالتجارية بسبب أنها تتحرك وفقا لمصالحها التجارية وانعدام المقالات والتحليلات السياسية الا فيما ندر بعكس الحزبية. كما وأشاد حامد اغبارية بصحيفة صوت الحق وموقع فلسطينيو 48 اللتان تعتبران أكثر وسيلتا اعلام تعاطت مع الثورات العربية بموقف واضح وصريح من حث المادة الاخبارية والتحليل والمقال السياسي. كما واستهجن التعاطي الهزيل للصحف المحلية مع مظاهرة الحركة الاسلامية التي أقيمت في الناصرة مناصرة للثورة السورية حيث أن بعض الصحف لم تنشر عن هذا الحدث، مؤكدا ان هذا يدل على ان بعض الصحف لها موقف سلبي عدائي واضح من الحركة الاسلامية أو من الثورة السورية .

مراقب عن الداخل الفلسطيني في جامعة الدول العربية
من جهته فقد أكد د. ابراهيم أبو جابر مدير مركز الدراسات المعاصرة أن الثورات والشعوب العربية لا تزال تمر بمرحلة المخاض حيث تطرق في مداخلته الى مستقبل الداخل الفلسطيني على ضوء الثورات العربية بأنها مبشر خير وان فلسطينيي الداخل من سيقطف الثورة اليانعة في النهاية وان قطف ثمارها يحتاج وقتا، مشيرا الى زيادة التعاطي الأنظمة العربي ما بعد الثورة بدأ يثمر وخاصة أن وفود دولية وصلت الى غزة شملت رموز الثورات في العالم العربي، مؤكدا ان الثوّار الآن في مرحلة ترتيب أمورهم الداخلية ومن ثم سيكون توجههم الى قضايا القدس والأقصى وهموم الداخل الفلسطيني والشعب الفلسطيني عامة. كما ودعا د.ابراهيم ابو جابر الى امكانية وجود مندوب مراقب عن أهل الداخل الفلسطيني في جامعة الدول العربية وان يكون له مكتب فيها ليشارك بالاجتماعات، وخاصة ان جامعة الدول العربية الآن تختلف كليا عن السابق بسبب الثورات وخاصة المواقف الايجابية والمشرّفة لأمين الجامعة نبيل العربي.

بناء برلمان عربي
كما وأشار ابو جابر عن تداعيات الثورات على المستوى الداخل في الداخل الفلسطيني يمكن استغلال ذلك من عدة أوجه من خلال تطوير لجنة المتابعة تماشيا مع الحراك الثوري العربي من خلال استحداث لجان وبناء برلمان عربي منتخب بشكل مباشر من قبل أهل الداخل الفلسطيني، مؤكدا ان الفلسطينيين الآن لهم من يساندهم من الشعوب بد هذه الثورات. أما من جهة اسرائيل، فقد أوضح ابو جابر انه منذ انطلاقة الثورات العربية، توقعت المؤسسة الاسرائيلية السيناريو القادم أن يكون الحكم هو للحركات الاسلامية، وهذا ينعكس علينا من خلال تشديد الخناق على الحركات السياسية في الداخل وزيادة المراقبة على حالة التواصل بين الحركات والأحزاب العربي في الداخل مع العالم الإسلامي. كما ولفت أبو جابر أن هناك فرصة سائحة لعمل موحد بين القوى والأحزاب الاسلامية والواطنية في الداخل كما الثورة المصرية الذين عملوا يدا بيد لتحقيق هدف واحد.

تطوير لجنة المتابعة
هذا وفي ختام الجلسة وبعد نقاش ومداخلات وطرح اسئلة الحضور للمتحدثين، قرأ الأستاذ صالح لطفي نتائج الجلسة الأولى لهذا المشروع التي جاء فيها أن الحركة الاسلامية حسمت موقفها من اللحظة الأولى في مساندة الشعوب بالتحرر، وترى بضرورة الحفاظ على الثورات العربية وان عوامل قدرية كان خلف هذه الثورات. كما وجاء في النتائج ان مواقف الأحزاب العربية من الثورات حكمتها 3 عوامل وهي العامل الايديولوجي، والعامل الشبابي، والعلاقات التمويلية. أما على مستوى الاعلام المحلي فقد لخّص اللقاء بأنه لم يكن على مستوى الحدث، وخصوصا الصحف التجارية التي لم يكن لها موقف مبدي بعكس الصحف الايديولوجية التي تعاطت مع الثورات وفقا لأجندتها الحزبية والايديولوجية متأثرة بتناقضات الحزب الداخلية. وجاء في نتائج الجلسة أيضا انه في ظل الظروف الاستثنائية التي يعيشها أهل الداخل الفلسطيني فإن ثمة ثمار يمكن أن يقطفها الفلسطينيون بداية من أن يكون لهم ممثلين رسميين في جامعة الدول العربية بصفة مراقب. والتكفير في تطوير لجنة المتابعة وانتخاب برلمان عربي يرفع من سقف مطالب أهل الداخل الفلسطيني. وأخيرا فرصة عمل موحد لكآفة الأحزاب والحركات الفاعلة في الداخل الفلسطيني.

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.78
USD
4.21
EUR
5.02
GBP
238733.51
BTC
0.54
CNY
.